الأم
هزَّتْ شجرةُ السنديانِ فروعَها المُورقةَ تغتسلُ بقطراتِ الندى التي تجمّعت فوقَ أوراقِها، سعيدة بإشراقِ يومٍ جديد، ورددَّتْ في نفسِها فرِحةً: يا له من صباحٍ جميل!
هزَّتْ شجرةُ السنديانِ فروعَها المُورقةَ تغتسلُ بقطراتِ الندى التي تجمّعت فوقَ أوراقِها، سعيدة بإشراقِ يومٍ جديد، ورددَّتْ في نفسِها فرِحةً: يا له من صباحٍ جميل!
يا إِلهَي! مَتَى يَطْلعُ الصَّبَاحُ؟ كم أَنَا مُشْتَاقٌ لِرُؤْيَةِ جَدِّي، جَدَّتِي، أَصْدِقَائِي... حَتَّى الخِرَاف وأَسْرَاب الحَمَامِ... ما أَجْمَلَكِ يا قَرْيَتي!
الوَقْتُ يَمْشِي بِبُطْءٍ، والشَّمْسُ قَارَبَتْ على المغِيْبِ، ما زلْتُ أَلْعَبُ بطَائِرَتِي أَمَامَ مَنْزِلِي، أضعها على الأَرْضِ إلى الأمَامِ... إلى الوَرَاءِ... إلى الأمَامِ...
كان شبونجل كلباً ظريفاً ينتمي لفصيلة الروت وايلر، الذي يمتاز بلونه الأسود اللامع مع القليل من اللون المشمشي الداكن في بعض المناطق من جسده، وهو من نوعية الكلاب قليلة النباح، لكنها ذكيّة وسريعة الجري وشرسة حين يتم تدريبها بغرض الحراسة.
عندما حان وقت الشروق... أصدرت الشمس أمراً إلى أشعّتها كي تنطلق نحو الأرض وتقوم بعملها، حتى إذا حان وقت الغروب عادت إلى الشمس لتقصّ عليها ما فعلته.
وعَد الجدّ سالم أحفاده: مي وياسين وحازم، بنزهة جميلة ثاني أيام عيد الأضحى، تاركاً لهم حرية اختيار الوجهة التي يحبونها، على أن يساعدوه أول يوم العيد في توزيع لحم أضحيته على الفقراء والأهل والأصدقاء.
في حديقة كبيرة، كان هناك غصن مليء بالورود الجميلة الرائعة التي قاربت على التفتح، وبجانبها كانت تعيش بعض زهور المارجاريتا الصغيرة التي كانت تنظر إلى هذه الورود الجميلة بشيء من الحقد الخفي، وكان ظل الشجرة الكبيرة يحمي الورود وزهور المارجاريتا من أشعة الشمس القوية.