الأربعاء، 9 سبتمبر 2020

• قصة مُخَيِّبَة: الغبي أخطر من الفاسد


يقول "نيكيتا خروتشوف": اتصل بي الرفيق "جوزيف ستالين" وقال: تعال إلى مكتبي بسرعة يا نيكيتا... هناك مؤامرة كبيرة.

وصلت وكان معنا مجموعة من الوزراء فقال ستالين: يا رفيق نيكيتا لدينا معمل إطارات (دواليب)، وهذا المعمل هو هدية من شركة فورد الأميركية، وهو ينتج الإطارات منذ سنوات وبشكل جيد، ولكن فجأة ومنذ ستة أشهر بدأ هذا المعمل ينتج دواليب تنفجر بعد بضعة كيلومترات ولم يعرف أحد السبب، أريدك أن تذهب إلى المعمل فوراً وتكتشف ما هو السبب.
وصلتُ المعمل وباشرتُ التحقيق فوراً، وكان أول ما لفت نظري هو حائط الأبطال على مدخل المعمل... على هذا الحائط توضع صور أفضل العمال والإداريين والذين عملوا بجد ونشاط خلال شهر.
وبدأت التحقيقات مباشرة من الإدارة حتى أصغر عامل، فلم أعثر على أحد منهم يعرف الأسباب. قررت النوم في المعمل حتى أحل هذا اللغز.
استيقظت في الصباح الباكر ووقفت في أول خط الإنتاج وقمت بمتابعة أحد الإطارات (الدولاب)، ومشيت معه من نقطة الصفر حتى خروجه من المعمل، فأُصبت بالإحباط. كل شيء طبيعي وكل شيء صحيح وكل شيء متقن، ولكن الإطار انفجر بعد بضعة كيلومترات.
جمعت المهندسين والعمال والإداريين واحضرت المخططات وقمت بالإتصال بالمهندسين الأميركيين، فلم نصل إلى حل، قمت بتحليل المواد الخام المستخدمة في صناعة ذلك الإطار، فأثبتَ التحليل أنها ممتازة جداً وليست هي السبب أبداً، لكن الإطار انفجر بدون سبب.
أصابني الإحباط، وأحسست بالعجز، وبينما أنا أمشي في المعمل لفت نظري حائط الأبطال في المعمل، حيث يوجد في رأس قائمة الأبطال أحد المهندسين على رأس القائمة، ما لفت نظري أن هذا المهندس على رأس القائمة منذ ستة أشهر، أي منذ بدأت هذه الإطارات بالانفجار بدون سبب.
لم أستطع النوم قمت باستدعاء هذا المهندس إلى مكتبي فوراً للتحقيق معه، وقلت له: ارجوك، اشرح لي يا رفيق كيف استطعت أن تكون بطل الإنتاج لستة أشهر متتالية؟
قال: لقد استطعتُ أن أُوفِّر الملايين من الروبلات للمعمل والدولة.
قلت: وكيف استطعت أن تفعل ذلك؟
قال: ببساطة قمت بتخفيف عدد الأسلاك المعدنية في الإطار، وبالتالي استطعنا توفير مئات الأطنان من المعادن يومياً. هنا اصابتني السعادة الكبيرة لأنني عرفت حل اللغز أخيراً ولم أصبر على ذلك.
اتصلتُ بستالين فوراً، وشرحت له ما حدث، وبعد دقيقة صمت  قال بالحرف: والآن... أين دفنتَ جثة هذا الغبي؟
قلت: في الواقع لم أعدمه يا رفيق بل سأرسله إلى سيبيريا، لأن الناس لن تفهم لماذا نعدم بطل إنتاج...
المصدر:  مذكرات نيكيتا خروتشوف

إقرأ أيضاً
للمزيد              
أيضاً وأيضاً







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق