اشتهر الكاتب والروائي
الفرنسي "أونوريه دي بلزاك" (Honoré de Balzac) بإدمانه على القهوة التي أحبها لِما تُضفيه وتقدمه لكتاباته،
فشرب كمياتٍ كبيرةً ليُغذّي أعماله الإبداعية حتى أنه وصف تناوله للقهوة الباردة
في مقاله بعنوان «ملذات وآلام القهوة» قائلاً:
"تهبط هذه القهوة
في معدتك، إلى ذلك الكيس المخملي المغطى بالحليمات فقط، فلا تجد شيئاً سواها لتقوم
بالانقضاض على البطانة الحسية وتعمل عمل الطعام وتتسبب بإفراز العصارات الهاضمة،
تعصر وتحرك المعدة مناشدةً إياها وكأنها الرب، تلسع الأوعية المعدية وكأنها أحصنة
العربة، فيتطاير الشرر إلى الدماغ، وعندها يهتاج كل شيء، تتحرك الأفكار بسرعة مثل
كتائب الجيش إلى أرض قتالها الأسطوري وتحتدم المعركة، فيُعاد شحن الذكريات وتوضع
الأعلام الساطعة في الأعالي، ينتشر فرسان الاستعارة بأحصنتهم الرائعة، وتسرع
مدفعية المنطق محمولة في عربات من الكلام والذخيرة، وبأوامر الخيال يُطلق الرماة
نيرانهم، ترتفع الأحرف والأشكال، فيمتد الحبر الأسود على الورق، ويبدأ العمل
وينتهي بالماء الأسود، كما تبتدئ المعركة وتختتم بالمسحوق الأسود.. البارود".
غير أن القهوة لا تؤتي ذات الثمار للجميع،
إذ حذّر "بلزاك" أنه قد أوصى بها لأحد أصدقائه اليائسين رغبةً بإنجاز
أعماله، إلا أن صديقه هذا كان طويل القامة، وأشقر اللون نحيلاً رقيق الشعر لم
تنفعه تلك النصيحة، ولا "بلزاك" نفسه الذي توفي 1850م متسمماً بالكافيين
عن عمر ناهز الحادية والخمسين.
إقرأ أيضاً
للمزيد
حدوثة قبل النوم قصص للأطفال
كيف تذاكر وتنجح وتتفوق
قصص قصيرة معبرة
معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال
والطلاب
قصص قصيرة مؤثرة
مراهقون: مشاكل
المراهقين وأساليب التعامل معهم
تربية الأبناء والطلاب
مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير
الذات
أيضاً
وأيضاً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق