السبت، 8 ديسمبر 2018

• قصة وعبرة: الحارس والحذاء الذهبي


كان الجنرال يملك بيتاً كبيراً وحديقة شاسعة وخدماً كثيرين يبيتون على خدمته وراحته، وكان من حوله يحسدونه على ذلك معتقدين أنه أسعد الناس بسبب ما يملكه، ولكن الجنرال لم يكن يشعر بذلك، وكان دائم الحزن لعدم وجود أسرة تشاركه كل هذا النعيم، ولذلك كان يقيم الحفلات ويدعو الناس ليشعر بقليل من الأنس معهم، وعندما ينتهي الحفل يعود كل واحد إلى بيته وأسرته.

كان يعود الجنرال مرة أخرى إلى الإحساس بالوحدة والحزن الكبير، وفي يوم من الأيام قرر الجنرال الذهاب في رحلة إلى الغابة للصيد ومشاهدة الطبيعة الخلابة بصحبة حارسه، وبينما هما يتجولان في الغابة قرر الجنرال أن ينفرد بنفسه قليلاً ويستمتع بمشاهدة الطبيعة وحده، فاختار الحارس شجرة كبيرة وكثيفة الأوراق ليستظل تحتها حتى ينتهي الجنرال من جولته.
وعندما قام الحارس بالجلوس تحت الشجرة التفت بجانبه فرأى حذاءً ذهبياً رائع الجمال، فحمله بيده وظل يتأمل جماله الأخّاذ ثم قام بارتدائه، وما أن قام بذلك حتى ظهرت أمامه جِنّية ترتدي ثوباً أبيض، انتفض الحارس من مكانه من هول ما حدث، ثم قال لها من أنت؟
فأجابته بابتسامة صغيرة: أنا جِنِّية حذاء الحظ، وما ترتديه الآن هو حذاء الحظ، وما دمت عثرت على الحذاء فلك أن تطلب ما تريد، ولكن تذكر أن من حقك أن تطلب طلبين فقط، هدأ الحارس عندما سمع هذا الكلام، وشعر بسعادة كبيرة، فالحارس رغم امتلاكه لبيت صغير وأسرة سعيدة كان يشعر بالضيق لفقره وحاجته، ولذلك فقد وجدها فرصة حتى يحقق ما يتمناه، فقام على الفور بالطلب من الجنية أن تعطيه بيتاً كبيراً كالذي يمتلكه الجنرال، وأن يكون بهذا البيت خدم وحراس كالذين يوجدون عند الجنرال، قالت له الجنية لك ما تريد ولكن بشرط، ستكون بهذا البيت لوحدك دون أسرتك الصغيرة.
لم يكترث الحارس لما قالته الجنية، ولم يكن في تفكيره وقتها سوى أن يصبح ثرياً ويملك بيتاً كالذي يملكه الجنرال، ولذلك وافق على شرط الجنية، وقامت الجنية على الفور بإعطائه بيتاً أجمل من البيت الذي يملكه الجنرال وبداخله حديقة رائعة، فرح الحارس بذلك كثيراً ولم يصدق بأنه صار ثرياً، وظل يتجول داخل القصر بسعادة بالغة، والخدم من حوله يعكفون على خدمته وراحته، وما إن جاء ليل اليوم الأول داخل القصر، وهمّ الحارس بالذهاب إلى فراشه ليستعد للنوم، حتى أحس ببعض الضيق، فالقصر أصبح هادئاً والخدم نائمون.
شعر بكونه وحيداً بلا زوجة ولا أولاد يقولون له كلمة تسعده قبل نومه، ولكنه نفض عن عقله تلك الفكرة وقال لنفسه أنا الآن غني ويجب أن أستمتع بكل ما أنا فيه، وذهب للنوم، ومرّ أسبوع على الحارس داخل بيته الكبير، وفي كل يوم كانت تنطفئ سعادته شيئاً فشيئاً، حتى أحس بالوحدة الشديدة والشوق الجارف لأسرته، فهو رغم كل الثراء الذي أصبح فيه، إلا أنه قد صار وحيداً ولا يوجد بجانبه من يشاركه كل ذلك.
ذهب الحارس إلى غرفته وأحضر الحذاء وقام بارتدائه، فظهرت له الجنية من جديد، وما أن ظهرت الجنية حتى طلب منها الحارس الأمنية الثانية، وهي أن يعود إلى بيته الصغير وأسرته، قالت له الجنية، ولكن تذكر أن هذا أخر طلب فقال لها غير متردد أعلم ذلك ولكني لا أرغب في حياة يملؤها الثراء ولكن تخلو من أسرتي التي أحبها، وبالفعل حققت الجنية أمنية الحارس، وعاد إلى أسرته فقابلوه بشوق كبير، والتفوا حوله، فشعر بالدفء والسعادة التي لا يوجد لها نظير، وعلم أن السعادة الحقيقية لا تتحقق بامتلاك المال الكثير ولكن بالوجود بجانب من نحبهم.

مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي
قصص للأطفال وحكايات معبّرة
للمزيد                 

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

قصص قصيرة مؤثرة

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات

أيضاً وأيضاً

الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها                                 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق