الخميس، 7 سبتمبر 2023

• قصة للأطفال: بائع المساويك


تعديل سلوك

عاش في إحدى المدن رجل يبيع المساويك، (والمساويك جمع كلمة مسواك، وهو جزء من غصن ينظف به الأسنان)، كان ذلك الرجل ذا حياة بسيطة تزينها القناعة والسعادة، رغم مصاعب الحياة من ضيق وشظف العيش.

كان بائع المساويك يُعرف أيضًا بقلبه الطيب وحُبِّه للناس ومشاركته لهم في أفراحهم وأحزانهم، وكان كريماً وذا مروءة، لذا كان محبوبًا بين الناس، كان بائع المساويك يتفانى في أداء واجباته تجاه أهل مدينته وما يجاورها من المدن والقرى، على أكمل وجه وذلك للحفاظ على سمعته وصون علاقته مع زبائنه.

في بداية كلّ أسبوع يُعِدُّ بائع المساويك نفسه ويخرج من منزله عند الصباح، حاملاً فأسه وحبله وزاده على حماره الذي ينطلق به مسرعًا تجاه الوديان الخضراء، التي تبعد عن مدينته مسافة كبيرة. وعند الوصول إلى الوادي، يقوم بائع المساويك بربط حماره، ثم يتوغل في أعماق الوادي، باحثًا عن شجيرات المساويك التي تتوزع هنا وهناك، حيث يقوم بقطع مساويكه ثم يربطها بالحبل ويحملها على حماره. بعد أن يرتاح بائع المساويك قليلاً، يرجع إلى مدينته، التي يصلها عند وقت الغروب.

عند شروق شمس اليوم التالي، يتجه بائع المساويك إلى سوق مدينته وما يجاورها من القرى، موزعًا مساويكه بين زبائنه، الذين يتلقّونها خضراء ولينة، لينظفوا بها أسنانهم عند الصباح ويبلوا بها أرياقهم وقت الظهيرة، عندما تتوسط الشمس كبد السماء. بعد أن يفرغ بائع المساويك من توزيعها على زبائنه، يذهب ويتسوق له ولأسرته، مشتريًا متطلبات اليوم ثم يعود إلى منزله، لزوجته ولأبنائه.

في المدينة نفسها التي يعيش فيها بائع المساويك، كان يعيش رجلٌ جَشِعٌ مُحِبٌّ لجمع المال. كان ذلك الرجل غنيًا، مما جعله يتكبّر على الناس ويتباهى بماله ويضمّ يده إلى عنقه، إذا سأله سائل أو حلّ بداره محتاج، مما جعل أهل مدينته لا يتوقعون منه عطاء في أحزانهم وفي أفراحهم. كانت لذلك الرجل الثري عادة ذميمة، وهي أنه لا يعاشر من الناس إلا من يملك من المال مثل ما يملك أو يزيد عنه، مما جعله يحتقر الفقراء ولا يحب الاحتكاك بهم على الإطلاق.

ذات يوم مرض الرجل الثري وصار طريح الفراش، مما أعجزه عن العمل وأعجز حكيمه عن الدواء. صار الألم يزداد بالرجل الثري يومًا بعد يوم، مما أفقده طعم الحياة وجعله يتمنى لو يطيب يومًا. علم أهل المدينة بمرض الرجل الثري، بمن فيهم بائع المساويك، فمنهم من زاره ومنهم من امتنع عن ذلك بسبب جشعه وسوء معاملته لهم. أدرك بائع المساويك الحال، وهمّ بزيارة الرجل الثري بعد تردد، عسى أن يساعده في الشفاء من علته، بعد أن علم بأنه مريض بأسنانه، فتوجه إلى منزله.

بعد أن زار بائع المساويك الرجل الثري، سأله عن علته، التي وصفها له الرجل الثري بكلّ دقّة. انصرف بائع المساويك إلى الوادي، ثم بحث عن شجيرة شافية، حسب خبرته في ذلك، وقطع منها غصنًا، ثم حمله معه وأحضره إلى الرجل الثري وأمره باستعماله للسواك.

تسوّك الرجل الثري بالمسواك في الحال، حيث خفّ ألم أسنانه. في اليوم التالي شُفِيَ الرجل الثري من مرضه بفضل المساعدة التي تلقاها من أفقر الناس، وهو بائع المساويك، وكانت هذه المساعدة سببًا في أن يُغَيِّرَ الثري سلوكه، ويُعيد النظر في تصنيفه للناس ومعاملته لهم.

حسن إسماعيل خميس

 إقرأ أيضاً:

قصة سياسية: مُفَوَّض الحزب اعتقلني ثلاث مرات

قصة وحكمة: المشعوذ الدجّال طبيب الجبال

قصة وحكمة: الدجّال مسمر رائد المغناطيسية

قصة للأطفال: سعد يضيء المدينة

قصة مثل: كنّا بواحد صرنا بثنين

للمزيد              

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

قصص قصيرة معبرة 2

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

قصص قصيرة مؤثرة

الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية

إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن

استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات

أيضاً وأيضاً

قصص وحكايات

الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور

شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور

الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها

تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات

كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها

المصدر: 1، 2





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق