الثلاثاء، 13 أبريل 2021

• قصة نجاح: "ماريوت" من بائع عصير إلى صاحب فنادق


نجاح

عندما كان "جون" شابًا، كان يبيع عصير الليمون البارد في الكابيتول هيل بواشنطن دي سي، في الصيف.

يراقب باهتمام الحشود الذين يتقاطرون على المعالم السياحية في الحي الشهير. يحاول أن يخطف انتباههم بابتسامته، وعبارة يرددها عشرات المرات: "عصير طازج. سيمنحك طاقة لمتابعة رحلتك".

كان يصطاد بعض الزبائن بسنارة ابتسامته، ينال القليل من نقودهم والكثير من أحاديثهم.

تتركز مجمل نقاشاتهم على رداءة الغرف في الفنادق المجاورة. ملاءات قذرة، وخدمة غرف تعيسة، وطعام بارد.

ظلَّ يستمع إلى هذه الانتقادات ويدخرها في صدره. يجمعها مع النقود، التي يجنيها من عصيره الطازج وابتسامته.

بعد سنوات قليلة افتتح مشروعاً صغيرًا جعلته يمتلك مالاً كافياً؛ لتقديم طعام ساخن بنكهة شهية.

نجاح مطعمه جعله يفتتح آخر.

كان يتقاسم أرباح المطعم مع العاملين فيه.

يؤمن "جون" أن سعادة موظفيه ستسعد زبائنه. حرص على إرضاء مرؤوسيه قدر المستطاع.

أسلوبه الملهم جعل العمل معه حلماً لكبار الطهاة في واشنطن ونيويورك ويوتاه. الكل يود أن يظفر بالوظيفة والشراكة المنتظرة. حققت مطاعمه نجاحاً باهرا بعد أن استقطب أفضل الطهاة والنادلين والمحاسبين في المطاعم الأميركية.

كان يظن البعض أن جون يخسر؛ لأنه يوزع أسهمه على موظفيه بإسراف لكنه كان يكسب.

كسب اسماً لامعاً وموظفين رائعين قادوه إلى نجاح هائل.

هذا النجاح دفعه للإيمان أنه حان موعد افتتاح أول فندق باسمه.

فندق بملاءات عطرة نظيفة، وخدمة مميزة، وطعام ساخن. ثقته بفريقه جعله يُقْدِم على هذه الخطوة أو القفزة.

قبل افتتاح الفندق كان يستحضر في منامه على شكل كوابيس عربته التي كان يجرها وفوقها عصير الليمون الطازج وبمحاذاتها انتقادات الزبائن للنزل المجاورة. كان يخشى أن تتوفر عربة لبيع العصائر أمام فندقه الصغير يجتمع حولها الغاضبون من مستوى فندقه.

طرد "جون" هذه الكوابيس عبر افتتاح تجريبي لثلاثة أشهر، دعا إليه أقاربه وأصحابه بمبالغ زهيدة.

ترك في كل غرفة قلماً ودفتراً صغيراً كتب أمامهما: "اكتب رأيك بصراحة في مستوى الخدمة هنا. نعدك أن نلبي مطالبك عند زيارتك في المرة المقبلة".

استفاد جون من الاقتراحات وافتتح رسمياً فندقه الصغير، الذي حقق إقبالاً كبيراً منذ أيامه الأولى.

افتتح جون الفندق في الثلاثينات، وما زالت الورقة والقلم التي وضعهما في غرفه الأولى تنتشر في جميع الفنادق ما صغر منها وما كبر في شتى بقاع الأرض.

أمست فنادقه أحد أهم النزل على مستوى العالم.

أصبح اسم عائلته (ماريوت) الذي اختاره اسما لفنادقه ومنتجعاته واحداً من أشهر العلامات التجارية في العالم.

ظل "جون" ويلارد ماريوت، يعمل في فنادقه كأي موظف. ينتقل مع زوجته إلى فروعها المختلفة بهمة ونشاط كبيرين. كان يرتدي ملابس موظفي الاستقبال. يمنح الزبائن المفاتيح ويساعدهم في حمل الشنط إلى غرفهم. كان يضع اسم "جون" فقط على بطاقته حتى لا يتعرف أحد إلى هويته. رفض عدداً من الحوارات الصحفية المبكرة، لأنه لا يود أن يعرف هويته أحد ليمارس عمله بهدوء. طريقته في إدارة سلسلة فنادقه ومنتجعاته دفعت الكثير من موظفيه الكبار إلى اقتفاء أثره وتتبع خطاه.

في عام 1935 شعر بآلام شديدة وأظهر التشخيص على الفور إصابته بالسرطان في الغدد الليمفاوية، وتنبأ الأطباء بوفاته بعد شهور رغم العمليات العديدة التي أجراها. لكنه عاش 50 عاما أخرى. قاوم آلامه بالعمل والسعادة، التي كان يراها وهو يشاهد عمله يتوسع ويكبر.

يؤمن "ماريوت" أن فلسفة النجاح تعتمد على إسعادك من حولك. سيسعدون أنفسهم وسيسعدون من حولهم. ويرى أن هناك الكثير من المشاريع العظيمة التي لم تنفذ بعد. لكنه لا يملك طاقة تجعله يستثمر في مشاريع أكثر.

نجح "ماريوت"؛ لأنه استمع إلى هموم الناس وحرص على تلبية مطالبهم. أصغى إليهم بعناية فائقة وهو يناولهم العصير البارد أثناء حواراتهم الساخنة. هذه النقاشات الحارة والانتقادات اللاذعة التي كانوا يتداولونها فيما بينهم منحته الأفكار الأساسية لمشاريعه، التي خلدت اسمه واسم عائلته حتى اليوم.

تابعونا على الفيسبوك

مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي

حكايات معبّرة وقصص للأطفال

www.facebook.com/awladuna

إقرأ أيضاً

 قصة مشاهير: سقراط يتجرع كأس السم

نوادر العرب: ابن الملك وابنة راعي الغنم

قصة غريبة: تحت السواهي دواهي

قصة مشاهير: آينشتاين يُخرج لسانه للصحفيين

قصة مشاهير: تشرشل وهيبة القضاء البريطاني

للمزيد              

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

قصص قصيرة معبرة 2

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

قصص قصيرة مؤثرة

الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية

إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن

استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات

أيضاً وأيضاً

قصص وحكايات

الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور

شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور

الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها

تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات

كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها

مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية

 





هناك تعليق واحد: