قصة وحكاية: • قصة للأطفال: فانوس الأمنيات

الاثنين، 7 أبريل 2025

• قصة للأطفال: فانوس الأمنيات

حقيقة

فانوس الأمنيات هو فانوس ضخم له ثلاثة جوانب من الزجاج الملون، والجانب الخلفي للفانوس من الخشب وبه فتحة صغيرة، والفانوس ليس معلقًا، لكنه على الأرض أمام منزل جدي سالم والد أمي.

كل الفوانيس تُضاء في شهر رمضان إلا فانوس الأمنيات يضاء من أول يوم في شهر شعبان، كل أطفال القرية يعرفون مكان هذا الفانوس ويسمونه فانوس الأمنيات، كل طفل لديه أمنية يكتبها على ورقة ويكتب اسمه وعنوانه ويضعها في فتحة الفانوس، وقبل رمضان ببضعة أيام تغلق فتحة الفانوس، وآخر يوم من شهر شعبان صباحًا يتجمع كل الأطفال حول الفانوس ويفتح الجد سالم باب الفانوس ويخرج منه حقائب هدايا ملونة عليها أسماء الأطفال فينادي عليهم ويعطي كل طفل حقيبته حتى إذا ما دخل شهر رمضان اطمأن كل طفل أن لديه ملابس العيد، وإذا تخلف طفل عن الحضور يرسل له حقيبته، كانت الفرحة تعم القرية ذلك اليوم، ويجوب الأطفال الشوارع وكل منهم في يده فانوس، تضاء الفوانيس فتجعل ظلام الليل نورًا ملونًا، ويوم العيد يرتدي الأطفال الملابس الجديدة ويتزاور الجميع بعضهم البعض.

في يوم من الأيام كنا في بيت جدي قاسم والد أبي، وجلست أنا وأولاد أعمامي وأولاد عماتي، وكنا أطفالًا صغارًا في سن متقاربة، وكنت حين ذاك في الرابعة من العمر تقريبًا، وأخذنا نفكر في أمر الفانوس، وسألنا بعضنا، كيف لهذا الفانوس أن يحقق أمنياتنا، فقال لي عمر ابن عمي كارم: يا راشد لابد وأن هذا هو الفانوس السحري وبه جني يحقق الأمنيات، وقال ماجد ابن عمي خالد: هذا الفانوس تسكنه الملائكة وهي من تحقق لنا الأمنيات، لكن نور ابنة عمتي سليمة قالت: لابد وأن هناك طائرًا كبيرًا يأتي ليلًا ونحن في نوم عميق، ويعرف الأمنيات التي كتبناها ويطير فوق السحاب ثم يعود بالأشياء التي تمناها كل منا، لكني لم أقتنع بكل هذا الكلام وقلت لهم: أنا أشعر بأن بالفانوس ملاك صغير لا نراه، يحبنا ويعرفنا وهو من يأتي لنا بالهدايا ولقد أعجبهم هذا الرأي، وفي اليوم الثاني أخذنا بعضنا وذهبنا عند الفانوس وأخذنا ننادي: أيها الملاك الصغير اخرج إلينا، نحن نعلم أنك داخل الفانوس، لكنه لم يرد علينا، فقالت هند ابنة عمتي أمينة: الملاك الصغير يرانا ويسمعنا لكنه لن يستطيع أن يتواصل معنا، اقتنعنا جميعًا بكلام هند، وظلت فكرة الملاك الصغير في عقولنا.

وفي يوم من الأيام اجتمعت العائلة على العشاء في بيت جدي قاسم، وكنت حين ذاك قد بلغت السابعة من عمري، أخذت أولاد أعمامي وأولاد عماتي ودخلنا حجرة جدي وتحدثنا معه عن الفانوس، وسألناه عن الملاك الذي يسكن بالفانوس، فضحك جدي وقال: الفانوس لا يسكنه ملاك صغير، فقلنا له: إذن من يحقق لنا الأمنيات ويأتي بحقائب الهدايا؟ قال جدي: نحن أخفينا عنكم أمر الفانوس حتى لا يعرفه أحد من أطفال القرية ويشعر بالحرج، لكنكم الآن أصحاب عقول نيرة، وسأقول لكم كل شيء، لكن لابد أن يظل الأمر سرًا بيننا، فقلت لجدي: هل أبي سليمان يعرف هذا السر؟ قال جدي نعم، ثم أكمل جدي الحديث، وقال: ذات مساء جاء عندنا صديقي سالم والد زوجة ابني سليمان وجلس معنا وتطرق حديثنا عن أطفال الأسر الفقيرة التي لا تستطيع شراء ملابس العيد، وكيف لنا أن نساعدهم بطريقة تسعد الأطفال، فاقترحت عليهم فكرة الفانوس، فوافق الجميع وتكون فريق الفانوس، أنا وسالم كنا نجمع الأوراق التي بالفانوس قبل رمضان بثلاثة أيام وندونها في دفتر، ونعطي الدفتر لفريق الأولاد «كارم وخالد وسليمان» أولادي، وأولاد سالم «عصام وعماد» وكل هؤلاء مسؤلون عن شراء الأشياء التي بالدفتر ووضعها في حقائب هدايا ملونة ثم وضعها بالفانوس، ويوم وقفة رمضان صباحًا يوزع جدكم سالم الهدايا ليفرح الجميع، قلت لجدي هذه فكرة رائعة يا جدي، وقالت نور: لابد وأن ننضم جميعًا لهذا الفريق الرائع يا جدي ونساعدكم في هذا العمل، وافق جدي، لكنه كان حريصًا على أن يكون الأمر بيننا.

اتفقت مع أولاد أعمامي وعماتي أننا حينما نتخرج من الجامعة ونعمل علينا أن نشترك مع بعضنا البعض ونصنع بالقرية فانوسًا آخر للأمنيات.

بواسطة منى بدوي يعقوب

إقرأ أيضاً:

قصة وحكمة: حين تكون المساومة خسارة لا ربحاً

قصة وحكمة: سقوط الوريث لويس الخامس عشر

قصة وحكمة: القرد والوتد

قصة للأطفال: عبدوس البخيل والكنز المفقود

قصة وحكمة: الذئب والحمل.. صراع القوي والضعيف

للمزيد

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة