غدر
جارية كانت لموسى الهادي، كان يحبها حباً شديداً جداً، وكانت تُحسِن الغناء جداً، فبينما هي يوماً تُغنّيه، إذ أخذته فكرةٌ غَيَّبَته عنها، وتَغَيَّرَ لونُه، فسأله بعضُ الحاضرين: ما هذا يا أمير المؤمنين؟
فقال:
أخذتنى فكرة أني أموت، وأخي هارون يتولى الخلافة بعدي، ويتزوج جاريتى هذه.
ففداه
الحاضرون ودعوا له بطول العمر.
ثم
استدعى أخاه هارون فأخبره بما وقع، فَعَوَّذَه الرشيد من ذلك، فاستحلفه الهادى
بالأيمان المغلظة من الطلاق والعتاق والحج ماشياً حافياً أن لا يتزوجها، فَحَلَفَ
له، واستحلفَ الجارية كذلك فَحَلَفَت له، فلم يكن إلا أقلّ من شهرين حتى مات موسى
الهادي، ثم خطبها الرشيد فقالت: كيف بالأيمان التى حلفناها أنا وأنت؟
فقال:
إنى أُكَفِّرُ عني وعنك.
فتزوجها،
وحَظِيَت عنده جداً، حتى كانت تنام فى حِجره فلا يتحرك خشية أن يزعجها.
فبينما
هي ذات ليلة نائمة إذ انتبهت مذعورة تبكي فقال لها: ما شأنك؟
فقالت:
يا أمير المؤمنين! رأيتُ الهادى في منامي هذا وهو يقول:
أَخلَـفـتِ
عهـدي بعد ما جـــــاورتُ ســــــكـــانَ الـــمـقـــــابــــر
ونســيتـني
وحَـنَــثــتِ في أيــــمـــانك
الكــــذب الــفــــواجــــــــــر
ونَــكَحـــتِ
غــادرةً أخــي صَــــدَقَ الـــذي سَـــــمّـــاكِ غــــادر
لا
يَهْنِكِ الإلـفُ الجـديـ ــد ولا عَدَتْ عــــنـــــكِ الــــــدوائــــــــــــر
ولحقتِ
بي قـبل الصّبا ح وصرتُ حيث غَدَوتُ صائر
فقال
لها الرشيد: أضغاث أحلام.
فقالت:
كلا والله يا أمير المؤمنين، فكأنما كُتبت هذه الأبيات فى قلبي.
ثم
ما زالت ترتعد وتضطرب حتى ماتت قبل الصباح.
إقرأ أيضاً:
قصة للأطفال: الفخ المنصوب تحت الحبوب
للمزيد
معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب
الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية
إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن
استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط
مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم
مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات
أيضاً وأيضاً
الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور
شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور
الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها
تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات
كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها
مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق