من المعروف بأن السيارات تكون أحيانا مدعاة للتفاؤل أو التشاؤم،
فهناك كثير من الناس حول العالم يؤمنون – أو يتوهمون - بوجود سيارات منحوسة.
وسيارة الليموزين التي سنتحدث عنها في هذه القصة هي بدون شك الأكثر نحسًا من بين
جميع السيارات.
فقصة الليموزين تبدأ عام 1914، حين أخطأ سائقها في أتباع توجيهات
مرؤوسيه فانعطف بها داخل شارع في سراييفو لم يكن من المفروض أن يمر فيه، ونتيجة
لذلك تعرض ركابها، ولي عهد إمبراطورية النمسا والمجر، الأرشيدوق فرانز فرديناند (Archduke Franz Ferdinand )
وزوجته للاغتيال برصاص بعض القوميين الصرب، وقد نتج عن تلك الحادثة الدموية اندلاع
الحرب العالمية الأولى التي انتهت بمقتل ملايين البشر.
مالك السيارة الأصلي، حاكم سراييفو الجنرال بوتيورك، كان برفقة
الأرشيدق لحظة الاغتيال، لكنه نجا من الموت بأعجوبة، وقد تسلم لاحقاً قيادة أحد
الفيالق النمساوية، لكنه مني بهزائم منكرة خلال أسبوعين فقط فعزل عن منصبه وانتهى
به الأمر إلى الفقر والجنون والموت.
ملكية الليموزين انتقلت إلى أحد الضباط الذين كانوا يعملون تحت إمرة
الجنرال بوتيورك، ولم يلبث هذا الضابط، بعد عشرة أيام فقط من امتلاكه للسيارة، أن
تعرض لحادث فظيع صدم خلاله أثنين من المزارعين فقتلهما في الحال ثم أنحرف
بالليموزين عن الطريق وأصطدم بشجرة دقت عنقه فمات في الحال.
بعد الحرب، أصبحت الليموزين ملكًا لحاكم يوغسلافيا، ومثل الآخرين
رافقه نحسها فتعرض لأربعة حوادث مرورية خلال أربعة أشهر فقط، فقد في إحداها يده
اليسرى، فقرر التخلص من السيارة المنحوسة وباعها بثمن بخس لطبيب تعرض هو الآخر بعد
ستة أشهر فقط إلى حادث هوى خلاله مع السيارة داخل حفرة عميقة محاذية للطريق، فقذفت
به شدة الاصطدام عبر النافذة الأمامية ومات في الحال.
في السنوات التالية تنقلت ملكية السيارة ما بين تاجر مجوهرات وسائق
مضمار ومزارع، وكلهم لاقوا نفس المصير... الموت ببشاعة أثناء قيادتهم لليموزين
الفاخرة.
في النهاية لم يعد هناك من يرغب باقتناء السيارة، خوفاً من نحسها،
فاشتراها متحف نمساوي بأبخس الأثمان ولازالت معروضة في أحد زواياه حتى يومنا هذا.
تابعونا على الفيس بوك وتويتر
مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي
قصص للأطفال وحكايات معبّرة
إقرأ أيضًا
للمزيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق