الجمعة، 2 ديسمبر 2022

• قصة وحكمة: كِتْمَانُ النَّوايا يَمْنَحُكَ السَّطْوَة


«قضايا العصر لا تُحَلُّ بالخطب والشعارات لكن بالحديد والنار»

كان عام 1805 عاماً مصيرياً في حياة أوتوفون بسمارك الشاب. كان في الخامسة والثلاثين وكان نائباً في البرلمان البروسي. كانت أهم مواضيع الساعة وقتها هي توحيد الولايات الألمانية العديدة (ومنها بروسيا) التي تَفَتَّتَتْ فيها القومية الألمانية وكذلك الحرب ضد النمسا الجارة القوية في الجنوب والتي كانت تسعى لإبقاء الألمان ضعفاء وعاجزين، بل وكانت تهدد بالتدخل لو أقدمت الولايات الألمانية على الوحدة.

كان الأمير وليام ولي عرش بروسيا يؤيد الحرب، وكان البرلمان يتفق معه وعلى استعداد لدعم أي حشد وتحريك للكتائب، الوحيد الذي كان يعارض الحرب هو الملك فردريك وليام الرابع ومعه وزراؤه، فقد كانوا يفضلّون استرضاء النمساويين الأقوياء.

طوال تاريخه السياسي كان بسمارك متحمساً لجعل بروسيا قوية وذات سطوة، وكان يحلم بتوحيد ألمانيا ضد النمسا وإهانة تلك الدولة التي أبقت على ألمانيا مُفَتَّتَة، وكرجل قضى ما سبق من حياته في العسكرية كان يرى في الحرب الشرف والكرامة.

 وهو الرجل الذي قال بعد ذلك بسنوات أن «قضايا العصر لا تُحَلُّ بالخطب والشعارات لكن بالحديد والنار». على الرغم من حماسه الوطني وحبه للمجد العسكري ألقى بسمارك خطبةً في البرلمان في ذروة التحمُّس للحرب أثارت دهشة كل من سمعوها؛ جاء فيها: «اللعنة على كل من يشعل حرباً دون سبب يبرر الخسائر التي تبقى بعد انتهائها، بعد الحرب تتغير النظرة للأمور، فهل ستجد لديك من الشجاعة ما يكفي لتبريرها لمزارع يؤلمه الخراب الذي حل بمزرعته أو لرجل أصابته الحرب وأقعدته أو خسر فيها أبناءه؟».

لم يكتفِ بسمارك بالهجوم على من يتحمسون للحرب بل الأغرب أنه أثنى على النمسا ودافع عن أفعالها، كان هذا ضد كل ما يؤيده ويؤمن به وجاءت النتائج فورية، فقد تَحَيَّرَ النواب الآخرون حين رأوا بسمارك يناهض الحرب، وتراجع الكثيرون عن تصويتهم وفاز حزب الملك وألغي قرار الحرب.

بعد أسابيع من الخطاب الشهير وامتنانا منه على تأييد بسمارك للسلام عينه الملك وزيراً، وبعد سنوات قليلة أصبح رئيساً لوزراء بروسيا، ومن موقعه هذا قاد بلاده وملكه المُحِبّ للسلام إلى الحرب ضد النمسا وسحق هيمنتها الإمبراطورية وأسس لدولة ألمانية قوية تقودها بروسيا.

تابعونا على الفيسبوك

مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي

حكايات معبّرة وقصص للأطفال

www.facebook.com/awladuna

إقرأ أيضاً

قصة وحكمة: استخدم ستائر الدخان لإخفاء مقاصدك

قصة للأطفال: العنكز (جدري الماء)

قصة للأطفال: أَوَّل دَقَّة

قصة للأطفال: مَن أكل البطاطس؟!

قصة للأطفال: "ماشا" والكعكة الذكية

للمزيد              

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

قصص قصيرة معبرة 2

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

قصص قصيرة مؤثرة

الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية

إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن

استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات

أيضاً وأيضاً

قصص وحكايات

الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور

شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور

الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها

تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات

كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها

مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق