الثلاثاء، 22 يونيو 2021

• نوادر العرب: الأعرابي والقاضي وزوجته


زوجة القاضي

جاء أعرابي إلى أحد الولاة يشكو إليه سوء حاله وكثرة عياله، وأن زوجته قد أنجبت طفلاً جديداً، وليس لديه ما يطعم زوجته ولا أولاده.

فقال له الوالي: لقد قتلك الفقر فاذهب إلى قاضي قضاة البلدة وارفع لديه تهمة ضد الفقر، فإنه سينظر في حالك.

فاحتار الأعرابي أيذهب إلى القاضي كما قال له الوالي أم يرجع ويعود خالي اليدين.

فعزم على الذهاب إلى القاضي، فلما دخل مجلس القضاء وجده مكتظاً بالحاضرين، فتردد في رفع شكواه ولكن القاضي كان قد لمحه فقال له: ما شأنك أيها الرجل.

فتلعثم الأعرابي ثم شكا إليه حاله وحال زوجته وعياله، وذكر له ما كان من قول الوالي له،  فضحك الحاضرون وقالوا له إنما أراد الوالي أن يتخلص منك.

ولكن كاتب القاضي نظر إليه ولم يضحك مع من ضحك، ففهم الأعرابي أنه يريد أن يقول له شيئا ما، فخرج من مجلس القضاء وانتظره حتى أتمَّ عمله في ذلك اليوم واقترب منه فقال له الكاتب: قابِل القاضي غداً في الصباح وهو في طريقه إلى مجلس القضاء، فلعل قلبه يرقُّ لك فيرحم حالك، ففعل الأعرابي مثلما أوصاه الكاتب، فنهره القاضي وزجره وقال له أنعبث في القضاء، إننا هنا نقضي بين المتخاصمين فأين هو خصيمك، فإما أن تذهب وتمضي وإلا سجناك حتى ترجع إلى رشدك، فانكسر الأعرابي وهو يسمع تهديد القاضي له، فلما رآه الكاتب عرف ذلك من وجهه وقال له ما قال لك القاضي، فأخبره بأن القاضي هدده بالسجن إذا لم يمض،  فعندئذٍ قال له الكاتب: إن القاضي لم يعرف الفقر والعوز ولم يعش الفاقة ولكن زوجة القاضي من أسرةٍ فقيرة، فهي تعرف ما يكون عليه حال من اشتدت عيلته وقلت حيلته، وهي أعلم بما يكون عليه حال المرأة عند الولادة من الألم والمرض والفقر، فإذا ما دخل القاضي مجلس القضاء وحضر الناس مجلسه فاختلس أنت إلى زوجته واشك إليها لعلها أدرى به، فقال الأعرابي: وهل تراه يسمع منها؟ 

قال الكاتب: توكل على الله واسأله أن يلين لك قلبها فتلين هي لك قلبه.

فعندما أتاها الأعرابي وأخذ يشكو لها كثرة عياله وقلة ماله وسوء حاله وهي تنظر إليه ولا ترد،  فلما ذكر لها أن زوجته نفساء وليس لديه شيء يقيمها به، قامت إليه وقالت له ائتِ إليه في الصباح بجملك هذا واعقله عند باب مجلس القضاء،  ولا تتعرض له حتى يدعوك.

وفي الصباح أتى الأعرابي وعقل جمله عند باب مجلس القضاء قبل أن يدخل القاضي وتوارى حتى لا يراه القاضي، وحين أتى القاضي رأى الجمل وكانت زوجته في الليل قد كلمته في أمر هذا الأعرابي صاحب الجمل، فدخل مجلس القضاء ولما انتصف النهار وازدحم الناس حول القاضي إذا بالقاضي ينادي: أين صاحب الجمل فقام الأعرابي إليه؛ فقال القاضي إنما تجاهلناك لنبلوك، فمن اشتد به الحال يلح في السؤال، وقد حكمنا لك بما يحمله جملك هذا أرباعاً من الشعير والزيت والتمر والزبيب، وبما تحمله أنت من الكساء؛ ففرح الأعرابي وشكر له وخرج من مجلسه، وعلق عند الباب رقاً من الجلد كتب عليه أبياتاً من الشعر جاء فيها:

أقاضٍ ولا تمضي أحكامه     وأحكام زوجته ماضية

ولا يقضِ حكماً إلى مدّعٍ     إذا لم تكُ زوجتهُ راضية

فحازت هي العدل في قولها     وألقت بظلمه في الهاوية

فمن عدلها أنها أنصفت     فقيراً من الفقر في البادية

فيا ليته لم يكن قاضياً     ويا ليتها كانت القاضية

تابعونا على الفيسبوك

مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي

حكايات معبّرة وقصص للأطفال

www.facebook.com/awladuna

إقرأ أيضًا                                         

 التأمل: كيف تمارس التأمل بفاعلية وتركيز

أخلاق أولادنا... النمو والتطور

كيف يخرّب الأذكياء نجاحهم بأنفسهم

الطفل العربي ومأزق المستقبل

العائلات الربيبة والأوقات العصيبة

للمزيد

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

قصص قصيرة معبرة 2

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية

إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن

استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط

قصص قصيرة مؤثرة

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات

أيضاً وأيضاً

قصص وحكايات

الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور

شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور

الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها

تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات

كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها

مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية

 





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق