الخداع والمكر هما أهم استراتيجيات السطوة،
في عام 1910م صَفَّى السيد سام جيزيل أعماله وحصل على ما يقرب من المليون دولار ثمناً لمخازنه ومقتنياتها، وبدأ يباشر إدارة ممتلكاته العديدة فيما يشبه التقاعد، لكن من داخله كان لا يزال يشعر بالحنين لأيامه الخوالي حين كان يعقد الصفقات.
في
أحد الأيام زاره شابٌّ يُدعى جوزيف وايل ليشترى شقةً عَرَضَها جيزيل للبيع. بَيَّنَ
له جيزيل الشروط: الثمن 8000
دولار منها 2000
دولار دفعة مقدمة، وافَقَ وايل، ولكنه عاد في اليوم التالي وعرض أن يدفع المبلغ كاملاً
نقداً إن انتظره جيزيل بضعة أيامٍ يُتَمِّمُ فيها صفقةً يجريها. لم يكن رجل أعمال ماهر
مثل جيزيل ليتجاهل حتى في تقاعده ماهية الصفقة التي تُحَقِّق مبلغاً كهذا في مثل ذلك
الوقت القصير، بدا وايل متردداً في إخباره وحاول تغيير الموضوع لكن جيزيل أَصَرَّ أن
يعرف. أخيراً وبعد أن أَكَّدَ عليه وايل أن لا يخبر أحداً آخر حكي له القصة التالية ..
كان
عَمُّ وايل يعملُ سكرتيراً لمجموعةٍ من الممولين يمتلكون ملايين الدولارات، وقد اشترى
هؤلاء الممولون ضيعةً للصيد في ميتشجان قبل عشر سنوات بسعر رخيص، ولأنهم لم يستعملوها
من سنوات قرروا بيعها وطلبوا من عمّ وايل أن يحصل لهم على أي سعر فيها، ولأسباب معقولة
شرحها وايل لجيزيل كان العم يحمل لسنوات حقداً وضغينة ضد هؤلاء الأثرياء، وكانت تلك
فرصته للانتقام منهم، قَرَّرَ العمّ أن يبيع الضيعة بسعر رخيص وليكن 35000
دولاراً لرجل ما (كان دور وايل أن يختاره)، ولم يكن الممولون الأثرياء ليهتموا بمثل
هذا السعر الرخيص، ويمكن للرجل المختار أن يبيع الضيعة بعد ذلك بسعرها الحقيقي، أي
حوالي 155000
دولار على أن يقسم وايل والعم والرجل الثالث الأرباح بينهم
.
كان
كل شيء قانوني ولسبب مقبول وهو انتقام عمّ وايل العادل من الأثرياء الذين أجحفوا بحقه.
أَنصَتَ جيزيل وطلب أن يكون هو المشتري المختار، بدا وايل متردداً في أن يُشركه، ولكن
جيزيل لم يتراجع: فِكرةُ الربح الكبير دون مخاطرة جعلته يتمسك بالفرصة. شرح له وايل
أنه سيكون عليه أن يحضر مبلغ 35000
دولار لإتمام البيع، فأخبره جيزيل المليونير أنه لن يصعب عليه توفير هذا المبلغ. رَضَخَ
وايل ووافق على ترتيب لقاء يجمعه وجيزيل والعم والممولين في بلدة جاليسبرج بولاية إلينوي،
في القطار التقى جيزيل بالعم، وبدا له شخصاً نافذاً وتناقشا معا في الأعمال، أحضر وايل
رجلا آخر مندلي البطن نوعاً ما اسمه جورج جروس. قال وايل لجيزيل أنه كان يعمل مدرباً
للملاكمة، وأن جروس كان أحد المتدربين الواعدين، وإنه دعاه معهما ليعرف إن كان ما زال
محتفظا بلياقته البدنية، لم يكن لجروس مظهر الملاكم الذي يبشر بالنجاح، فقد كان أشيب
الشعر وأكرش البطن، لكن جيزيل كان من الحماس لإتمام الصفقة لدرجة أنه لم ينتبه للترهل
في بُنْيَةِ الرجل.
ما
أن وصلوا إلى جاليسبرج حتى ذهب وايل وعمّه لإحضار الممولين بينما انتظر جيزيل في حجرة
الفندق مع جروس والذي بادر بارتداء لباس الملاكمة، أخذ جيزيل يراقبه دون اهتمام لكنه
لاحظ تحشرج أنفاس الملاكم بعد تدريبات قصيرة، إلا أن أداءه عامة لم يكن سيئاً تماماً.
بعد ساعة عاد وايل وعمه مع الممولين والذين بدت عليهم الهيبة والوقار وكانوا يرتدون
سترات غالية الثمن، نجح الاجتماع ووافق الممولون على بيع الصفقة لجيزيل والذي توجه
بدوره لبنك محلي لإبراق تحويل مبلغ 35000
دولارا المطلوبة .
استراح الممولون بعد أن أتموا هذه الصفقة الصغيرة وبدءوا في الحديث عن الأعمال الكبرى وذكروا اسم ج ب مورجان وكأنهم يعرفون الرجل شخصياً، وفجأة لاحظ أحدهم الملاكم عند أحد أركان الحجرة وشرح لهم وايل ما يفعله الرجل هناك. قال أحد الممولين أنه هو أيضاً يرعى ملاكماً وذكر اسمه فضحك وايل وقال أن ملاكمه يستطيع أن يسحق رجله بسهولة، وتصاعدت حدة المناقشة وتحولت إلى شجار، وفي حماس اللحظة تحداه وايل لترتيب مباراة ملاكمة على رهان فوافق الممولون وغادروا لإعداد رجلهم وإحضاره للقتال في اليوم التالي، ما أن غادر الممولون حتى صرخ العم في وايل وعنفه بأن ليس معهم المال للرهان وأنه حين يعرف الممولون أنهم خُدعوا سيفصلونه من عمله. اعتذر وايل عن تهوره وعن وضعهم في مثل هذا الموقف ولكن كانت لديه خطة؛ فقد كان يعرف الملاكم الآخر ويمكنهم بدفع رشوة صغيرة له أن يفوزوا بالقتال وبالرهان. سأل العم ومن اين يأتون بمال الرهان؟، فبدونه سينتهي أمرهم، كان جيزيل قد سمع ما يكفي، ورغبة منه في عدم إفساد الصفقة قدم المبلغ 35000 دولار نقدا كجزء من الرهان، وفكر أنه حتى لو خسر هذا المبلغ فيمكنه الإبراق طلبا لمبلغ جديد دون أن يكون خاسراً بعد بيع الضيعة. شكره وايل والعم ، فإضافة 15000 دولار من عندهم إلى 35000 دولار من جيزيل يغطيان مبلغ الرهان. في المساء أخذ جيزيل يراقب الملاكمين يتدربان على المباراة المفتعلة، وكان ذهنه منتشياً بالنصر الذي سوف يحققه من مباراة الملاكمة ومن بيع الضيعة. تم إجراء المباراة في صالة رياضية في اليوم التالي، وتم وضع أموال الرهان في صندوق مؤمن، وكان كل شيء يتم حسب ما خططوا له في الفندق. بدا على وجوه الممولين استيائهم من السوء الذي يقاتل به ملاكمهم، بينما كان جيزيل منشغلاً بالأموال السهلة التي سوف يجنيها، لكن فجأة أصابت ضربة فك جروس وأوقعته أرضا وسال الدم من فمه، ثم سعل مرة وسكت. قام أحد الممولين وكان من قبل يعمل طبيباً بفحص نبض جروس وعرف أنه قد مات. فزع الممولون وكان على الجميع أن يهربوا بسرعة قبل أن تأتي الشرطة وتتهمهم بالمشاركة في ارتكاب جريمة القتل.
مواضيع تهم الطلاب والمربين
والأهالي
إقرأ أيضاً
قصة للأطفال: الغيمة والعصفور الحزين
قصة للأطفال: الأرنب الذي فقد أُذنيه
قصة وحكمة: المتشككون هم أسهل من يمكن خداعهم
للمزيد
معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب
الإدارة الصفية: 7
مقالات في الإدارة الصفية
إختر مهنتك: تعرف على المهنة
التي تناسبك من بين جميع المهن
استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط
مراهقون: مشاكل
المراهقين وأساليب التعامل معهم
مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات
أيضاً وأيضاً
الغزل: أبحاث ومقالات عن
شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور
شعراء: نبذة عن حياة شعراء
عرب في كل العصور
الطاقة: مقالات وأبحاث
عن الطاقة بكل أنواعها
تلوث ونفايات: مقالات
وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات
كوارث طبيعية: مقالات
وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها
مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق