الصفحات

الأحد، 30 يونيو 2013

• قصة نجاح: الطفل الذي غيّر مجرى الإنسانية




ذهب الطفل إلى أمه والحزن يلفه، دموعه تنحدر فوق خديه في حرارة، صدره يعلو ويهبط في سرعة، نحيبه يمزق القلب، لا تحتاج إلى بديهة عالية كي ترى الألم والانكسار المنبعثين من عينيه والتي خبا فيهما بريق المرح وحياة الطفولة. 

دخل على أمه في بطء وانكسار، فما إن رأته حتى احتضنته بعينيها قبل صدرها، وبعاطفتها قبل كلماتها..
ماذا بك يا صغيري، من أغضبك قل لي؟ لا عشت أن عاش فيك الحزن والألم ساعة.
فقال لها الصبي وهويبكي: لقد قال لي المدرس اليوم أنت صبي غبي، لا فائدة منك، قالها لي يا أمي على مرأى ومسمع من أصدقاء الصف، لقد أهانني أمام أصحابي، ولن أعود إلى المدرسة مرة ثانية. مسحتْ الأم دموع صغيرها بطرف ثوبها، ولثمت خده الصغير في حنان وقالت له: لا عليك يا حبيبي، إنهم لم يدركوا بعد موهبتك، ولا زال ذكاؤك غائبًا عنهم، ولن يمر وقت طويل حتى يدركوا نبوغك.
لاعبته وطمأنته، شجعته وحفّزته، حتى عاد إلى مدرسته متناسيًا إهانة أستاذه.
وبعد ثلاثة أشهر جاءها وقد تضاعف ألمه وحزنه وانكساره، تجمّع الدمع في عينيه فما عاد يجري، وكيف يهنأ وقد فصله الناظر من المدرسة.
أخذته أمه وذهبت به إلى المدرسة لتعلم ما السبب فأجابها الناظر في غلظة: إنه ولد متخلف ومعاق، ومدرستنا لم تؤسس للمعاقين.
ما أمرّ الحياة عندما تكشر عن أنيابها، وما أشدّ مرارتها إذ كان عبوسها في وجه طفل لم يبلغ السادسة بعد كهذا الطفل الصغير، وعادت الأم إلى دارها وهي تحتضن طفلها، وقد أزمعتْ في نفسها أمرًا، لو كل الناس كفروا بذكائك يا صغيري فيكفيك أنني أؤمن به، أنت طفلي الذكي، دعهم وما يقولون وأسمع ما أقول: أنت أذكى طفل في العالم! رددتها الأم على سمعه مع إشراقة كل صباح.. ولم تكتفي بالكلام وحسب، بل أخذت على كاهلها مهمة تعليمه، واستدعت له المدرسين فكانوا يعلمونه في البيت.. كانت تستقطع من مالها الضئيل لتشتري له ما يحتاجه من أجل التعليم والتجريب.. لم تتعب أو تكلّ.. بل كانت سعادة طفلها دافعًا لها في مزيد من العطاء..
و كبر الطفل.. وبعد عشرين عامًا من هذه الحادثة كان العالم كله يتحدث عن هذا العبقري الذي أضاء العالم..
إنه أديسون مخترع المصباح الكهربائي والذي لولاه لعمّ الأرض ظلاماً إلى ماشاء الله.
أديسون صاحب المركز الثاني في أكثر براءات الاختراع تسجيلاً على مر التاريخ.. أديسون هذا تم طرده من مدرسته بحجة أنه معاق فكريًا.. وبليد.. ولا يقدر على التحصيل.
ما الذي كان يمكن أن يحدث لو صدقت الأم كلام أساتذته..؟!
فيا أيها الآباء والأمهات:
فقط.. إيمانكم بقوة ما يحمله ابنكم..
وتصميمكم على إخراج مواهبه..
هو الخطوة الأولى كي يغير صغيركم مسار البشرية..
وما ذلك على الله بعزيز.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق