قصة وحكاية: • قصة سياسية: عشر بَصْقات على وجه الرئيس

الأحد، 20 ديسمبر 2020

يُروى عن العراقي الراحل الزعيم عبد الكريم قاسم المولود في بغداد عام 1914م، وهو ضابط عسكري ورئيس وزراء العراق والقائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع بالوكالة من العام 1958م حتى العام 1963م، ويُعدُّ أولَ حاكم عراقي بعد الحكم المَلكي، وأحد قادة ثورة 14تموز / يوليو ..

يُروى أنه كان في زيارة لِحَيِّ الأعظمية في بغداد، اقترب من سيارته صبيٌّ وسط الناس المتجمهرة التي تهتف له، بَصَقَ الصبيُّ على زجاج السيارة المفتوح، فوقعت البَصْقَةُ على وجه الرئيس...

ركض الصبيُّ هارباً، وركض مرافقو الرئيس خلفه حتى أمسكوا به واقتادوه للرئيس، نزل الرئيس من سيارته فرأى طفلاً يرتدي ثوباً ممزقاً وحذاءً بلاستيكياً كل فردة لون، فردةٌ صبيانية والأخرى بنّاتية، فسأله الزعيم لماذا بَصَقْتَ عليّ؟

لم يُجِبْ الطفلُ ولم يتكلم، ثم سأله: لماذا ملابسك ممزقة وحذاؤك كل فردة شكل؟

فقال له الصبي: أمي جابتهم لي من الزبالة...

فسأله الرئيس وين أبوك!...؟

أجاب الصبي: إستشهد لما راح وياكم على حرب فلسطين ...

هنا تَجَمَّدَ الرئيس قاسم برهة، ثم استشاط غضباً أخاف كل من حوله من جمهور، وصرخ بالصبي قائلاً: أريد منك تسع بَصْقات أخرى على وجهي حتى تصير عشرة لأني أستاهلها...!

فرفض الصبي فعل ذلك .!..

فما كان من الزعيم إلا أن أعطاه كل ما هو موجود في جيبه من بقايا راتبه، وأمر مرافقيه إدراج إسم هذا الصبي وأخته فوراً بالمدارس الخاصة على أن يتكفل هو بمصاريفهما، وأمر فوراً بإيجاد عمل شريف يليق بأم هذا الصبي...

يقال: لا زال أهل الأعظمية يتذكرون ذلك الموقف ويتناقلون هذا الحدث ..

منقول حرفياً

تابعونا على الفيسبوك