الصفحات

الاثنين، 11 مايو 2020

• نوادر العرب: والي الحجاج والأعرابي الجائع

خرج أعرابيّ قد ولاه الحَجَّاجُ بعضَ النواحي فأقام بها مدة طويلة، فلما كان في بعض الأيام وردَ عليه أعرابيّ من حَيِّه فقدم اليه الطعام. وكان إذ ذاك جائعاً فسأله عن أهله وقال:

ما حال ابني عُمَيْر، قال على ما تُحِبُّ قد مَلَأَ الارضَ والحَيَّ رجالاً ونساءً. قال فما فَعَلَتْ أم عُمَيْر؟ صالحةٌ وكريمةٌ بنتُ كَرَمٍ. قال فما حال الدار؟ قال عامرةٌ بأهلها، قال وكلبنا ايقاع. قال مَلَأَ الحَيَّ نبحاً، قال فما حال جملي زريق. قال على ما يَسَرُّك.
عند ذلك أشار الأعرابي الى خادمه وقال ارفع الطعام فرفعه، ولم يشبع الأعرابيّ، ثم أقبل عليه يسأله وقال: يا مُبَارَك الناصية أعد عليَّ ما ذكرت. قال سَلْ عما بدا لك، قال فما حال كلبي ايقاع، قال مات، قال وما الذي أماته، قال اختنق بعظمة من عظام جملك زريق فمات. قال: أومات جملي زريق؟ قال نعم. قال وما الذي أماته؟ قال كثرة نقل الماء إلى قبر أم عمير، قال أوماتت أم عمير؟ قال، نعم. قال وما الذي أماتها؟ قال كثرة بكائها على عمير. قال أومات عمير؟  قال نعم. قال وما الذي أماته؟ قال سقطت عليه الدار. قال أوسقطت الدار قال نعم. فقام له بالعصا ضارباً فَوَلَّى من بين يديه هارباً.
إقرأ أيضاً
للمزيد              
أيضاً وأيضاً

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق