الصفحات

السبت، 14 مارس 2020

• نوادر العرب: فصاحة امرأة وألمعية الرشيد


دَخَلَتْ على الرشيد امرأةٌ تحملُ له الكراهية وحِقْد النفس وسواد القلب، والجماعة تلتف حول الرشيد.
حين لمح الرشيد المرأة أمامه انتبه وقال :ما تريدين؟
أجابته: يا أمير المؤمنين أَقَرَّ الله عينك، وفَرَّحك بما أتاك وأتم سعدك.
صاح الجميع بفصاحة المرأة إلا الرشيد فسألها:

من تكونين أيتها المرأة؟
فقالت: من آل برمك، ممن قتلتهم، وسلبت أموالهم.
فأجاب: أما الرجال فقد مضى فيهم أمر الله، وأما المال فَمَرَدُّه إليك.
ثم التفت للجمع قائلاً: أتفهمون ما أجابت به المرأة؟
قالوا: لقد قالت كل الخير يا أمير المؤمنين.
فقال: ما أظنكم فهمتم شيئاً.
أما قولها: "أقر الله عينك" أي أسكنها، فالعين لا تسكن إلا بالعمى ، وأما قولها: "فرّحك بما آتاك" فأخذته من قوله تعالي في سورة الأنعام آية 44 " حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً" وأما قولها: "وأتم الله سعدك" فأخذته من قول الشاعر :
إذا تَمَّ أمرٌ بدا نَقصُهُ       تَوَقّع زوالاً إذا قيلَ تَمَّ
فتعجب القوم من بداهة الرشيد وسعة أفقه.

إقرأ أيضاً

للمزيد              
أيضاً وأيضاً







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق