عَادَ الأسدُ الآن يحملُ
فرائسه من حيوانات الغابةِ وطيورها المختلفة؛ يحملُ ظبياً صغيراً وزرافةً وليدةً
وخمساً من الإِوَزِ وعشراً من الَبطِ، ثم بدأ يلتهمهم بِنَهمٍ في عرينه الملكي،
وَسط غضبٍ عارمٍ من كافة سُكان الغابة من جميع الحيوانات، فالأسدُ ملكٌ ظالمٌ لا
يحمي مملكته؛ بل هو الخطرُ الذي يهدد مملكته ويُرعبَ مواطنيه...
اجتمعت الحيوانات جميعاً
في ميدانِ الحرية بوسط الغابة؛ ليفكروا في طريقةٍ للتخلص من مَلكِ الغابةِ الأسد
الظالم، وانتهوا إلى أن مَنْ يُخلصهم منه سوف يكون هو مَلكَهم الجديد، كما يلتزم
سكانُ الغابة جميعاً بتوفير أشهى الأطعمة وألذ أنواع الفاكهة، وتوصيلها إليه في
قصرِ الحكم.
ولكن الأسدَ قوي، فمنْ
يجرؤ على مهاجمته، لابد من حيوان قوي ينازلهُ فيهزمُه ويقتلُه.
قال الفيل: أنا أقوى من
الأسد وعندي خرطوم قوي سأضربُ به الأسدَ فأهزمُه شرّ هزيمة.. ولكنه عندما أقتربَ
من الأسدِ وسمع زائيره فرَّ هارباً.
وقال النمرُ: أنا أفرسُ
حيوانات الغابةِ وأشرسها، سأخلصَكُم من هذا الأسد الظالم، وبمجرد أن دنا من الأسدِ
حتى رأى أسنانه القوية وعضلاته المفتولة فلاذَ بالفرار.
ثم قال الثعلبُ: أنا أذكى
سُكانِ الغابةِ وأكثرهم حيلةً ومكراً، وسأفكرُ في حيلةٍ تخلصكم من هذا الملك
الجائر الغشوم...
ثم جاء دور الفأر من بين
حيوانات الغابة المجتمعة للتشاور بالميدان، وحين بدأ بالكلام سخرت منه الحيوانات،
فكيف يُمكن لمثل هذا الفأر الضئيل الحجم أن يهزمَ الأسد الكبير الحجم القوي
العضلات..
سار الفأر في الغابة حزينًا
من سخرية الحيوانات جميعاً من ضعفهِ وصغر جسمهِ، وفجأةً رأى الأسدَ نائماً تحت
شجرة ضخمة، فرآها الفأرُ فرصته السانحة، ففكر أن يقرضَ الشجرة بأسنانه فتسقط فوق
الأسد، ونجحَ بالفعلِ في إسقاط الشجرة الضخمة فوق رأس الأسدِ الذي لقى حتفه ومات
في الحال..
وكان الثعلبُ المكارُ
يراقبُ الموقفَ من بعيدٍ... فعاد مسرعًا إلى الحيوانات المجتمعة بوسط الغابةِ،
وقالَ لهم أنا قتلتُ الأسدَ أنا خلصتكم من ملك الغابةِ الظالم الجائر...
فما كان إلا أن هللت
الحيوانات وأخذت البلابل تغني والقرود والخيول ترقص، وأُعلنت في الغابةِ الأفراح
والليالي الملاح ابتهاجاً بالتخلص من الأسدِ الظالم.
وما أن وصلَ الفأرُ
ميدانَ الحريةِ حيثُ الحيوانات المجتمعة حتى رأى أن الثعلب قد أخذ مكانه وأخذ
مكافأته، فأخذ يصرخ فيهم أنا من قتلت الأسد... أنا من يستحق المكافأة.. أنا..أنا..
حتى سَخَرَ منه الجميع وضحكوا وتركوه وذهبوا...
فجَلسَ الفأر حزيناً حتى
رآه الكلبُ صديقهُ الوفي، فسأله عن سبب حزنه، فحكى له الحكاية.. وهنا خطرت فكرة
ذكية ببال الكلب، الذي قال للفأر خُذني حيثُ مكان الأسد القتيل.. وقاما معاً بسلخ
(جلد الأسد) ثم قامَ الكلبُ بارتدائه فأصبحَ شبيهًا جدًا بالأسدِ القتيل، وما أن
وصلَ إلى الحيواناتِ الفرحة بوسط الغابةِ حتى سادَ الحزن والإحساس بالخيبةِ
والفشلِ على كل الوجوهِ.. وهنا ارتعدت فرائصُ الثعلبِ وركعَ عند أقدامِ الأسد
ليُعلنَ برَاءتهِ من محاولة القتل، ويعترفُ بأن من قام بقرض الشجرة هو الفأر...
هنا قامَ الكلبُ بخلع جلد
الأسدِ بعد أن عرفت الحيوانات الحقيقة، وأن الفأر هو من خلصَهُم من الأسد، وأن
الثعلبَ ماكرٌ ومخادع وكاذب، فحملت الحيوانات الفأرَ فوق الأعناقِ ونصبته ملكاً
للغابة، وما كان للفأر أن ينسى صديقه الوفي الكلب، فجعله وزيره الخاص، فهل جزاءُ
الإحسانِ إلا الإحسان؟
تابعونا على الفيس بوك
مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي
قصص للأطفال وحكايات معبّرة
إقرأ أيضًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق