في بيتنا القروي القديم
كان عندنا بقرة ضخمة جداً، لونها يميل إلى الأسود الداكن مع بعض البياض، وكانت
تقضي معظم النهار في غرفة واسعة قرب البيت حيث يأتيها طعامها وشرابها.
وكنت أرى أمي تخرج لنا كل
يوم سلة من البيض من غرفة البقرة إضافة إلى دلو من الحليب الأبيض النقي..
وكانت أمي تقلي لنا أنا
وأخوتي بضع بيضات، وتسخن لنا الحليب اللذيذ.
وبعد أن نتناول طعام
الفطور؛ تضع أمي ما تبقى من البيض في سلة صغيرة، وتذهب بها مع دلو الحليب إلى
الدكان الذي يملكه أبي حيث يبيع البيض الطازج والحليب اللذيذ مع بعض الأشياء
البسيطة.
وفي كل يوم كانت هذه
الحادثة تتكرر.. حتى ظننت أن البقرة التي لدينا في الغرفة الكبيرة الواسعة القريبة
من البيت تبيض..
لم أكن أعرف أن هناك غرفة
أخرى ملحقة بالغرفة التي تسكنها البقرة ويوجد فيها مجموعة من الدجاج البلدي الملون
الجميل، وكان لهذه الغرفة باب ثان يطل على حديقة صغيرة تتجمع فيها الدجاجات.. حيث
تأكل وتلهو وتبيض.
بقيت سني طفولتي الأولى
وأنا أفكر: كيف يمكن لهذه البقرة الضخمة والتي يبلغ حجمها أضعاف حجمي بأكثر من عشر
مرات، كيف يمكن لها أن تبيض بيضة صغيرة بهذا الحجم!
كنت أقول لنفسي إن بيض هذه
البقرة الضخمة يجب أن يكون بحجمي أنا على الأقل..
وفي يوم زفَّت لنا أمي
بشرى جميلة.. قالت لنا ونحن على مائدة الفطور: بشرى لكم يا أولاد.. بقرتنا حامل،
وبعد أسابيع قليلة سيكون لدينا بقرة صغيرة جديدة..
فرحت كثيراً بهذا الخبر..
ظننت أن البقرة الجديدة ستأتي من بيضة تبيضها البقرة الضخمة.. لأني كنت أعرف أن
الدجاجة هي أيضاً تبيض، وبيضها يأتي منه الكتاكيت الصغار..
انتظرت كثيراً اليوم الذي
تأتي فيه أمي لتقول لنا: مبروك لكم يا أطفالي.. صار عندنا كتكوت، وأنا أقصد بقرة
صغيرة.
وفي يوم سمعت في الليل
حركة غير طبيعية في غرفة البقرة.. وفي الصباح دخلت مع أمي غرفة البقرة لأشاهد
المولود الجديد.. وعندما رأيته دهشت من حجمه.. فقلت في نفسي: لا شك أن البقرة باضت
بيضة كبيرة..
وعندما كبرت قليلاً ضحكت
على نفسي كثيراً بعد اكتشافي الخطير الذي عرفت فيه أن البقرة لا تبيض..
تابعونا على الفيس بوك
مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي
قصص للأطفال وحكايات معبّرة
إقرأ أيضًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق