عاش
الزير سالم في الجاهلية في شمال الجزيرة العربية، وهو فارس من فرسان قبيلة تغلب، واسمه: عدي بن ربيعة بن تغلب بن عدنان.
أما
ألقابه فأولها: الزير سالم، والزير أصلها (زير النساء) أي جليسهن، واللقب الثاني
هو: المهلهل، وذلك لذكره هذه اللفظة في أشعاره واصفًا نفسه كما قال:
مَـنْ
مُـبْـلِغُ الحـيَّــيـن أنَّ مهـلهـلاً أضحى قتيلاً في الفلاة مجندلا
لــلــه
دركــمــا
ودر
أبــيــكــمــا لا يـبـرحُ الــعــبــدان حــتــى يــقــتــلا
وله
ابنتان هما ليلى، وبها يكنى "أبا ليلى"، وله ابنة أخرى هي عبيدة، ومنها
خرج بنو عبيدة.
الزير
سالم له أخ اسمه كليب، وكان كليب زعيم قبيلة ربيعة، وكان له ابنة عم اسمها جليلة،
أحب كليب جليلة حبًا شديدًا، لكنه لم ينل يدها، وإنما تزوجها ملك التبع غصبًا، وأخذها
مقابل صناديق من الذهب إلى قبيلتها.
فقرر
كليب وشباب قبيلته توديعها والذهاب معها في أكياس متاعها، فلما دخل التبع القصر
خرجوا إليه... فخرج عليه عشرة من الرجال وضربوه ضربة رجل واحد في جنح الليل المظلم،
وفي ذلك الحين كان الزير سالم غلامًا حدثاً.
وبعد
قتله أخذوا الجليلة إلى القبيلة مرة أخرى، فزوجها أبوها لكليب الذي أنقذها، ولكن
أخاها جساسًا لم يرقه الأمر بسبب كرهه لكليب، وكانت جليلة تبغض الزير سالم أخ زوجها
كليب وتحرضه عليه فيزجرها .
وبعد
فترة من الزمن جاءت "البسوس" أخت الملك التبع إلى مضارب القبيلة، وأبقت
ناقتها أمانة عند جساس أخ الجليلة، وفي إحدى المرات انحل وثاق الناقة، فسرحت في
أرجاء المكان، فقتل كليب تلك الناقة خطأ.
وثارت
ثائرة البسوس مطالبة بناقتها، فعرض عليها كليب مائة ناقة بدلاً منها، لكنها لم
تقبل إلا ناقتها، فما زالت البسوس تحرض جساسًا ضد كليب إلى أن اندلعت الحرب بين
بني مرة (قوم جساس) وبني ربيعة (قوم الزير وكليب).
وترصد
جساس لكليب (زوج جليلة) وقتله أمام الجليلة، ولم يكن أحد يعرف قاتل كليب إلا جليلة،
وكان لجليلة سبع بنات من كليب، وكانت حاملاً عندم قتل زوجها.
ووصل
خبر مقتل كليب إلى الزير سالم بينما هو عند إحدى الغانيات، فحرم على نفسه النساء والخمر،
حتى يأخذ ثأر أخيه، وكان وقتها في العشرين من العمر، واستمرت الحرب بين القبيلتين
بعد مقتل كليب أربعين عامًا.
تزوجت
الجليلة رجل طاعنًا في السن من قبيلة أخرى، وأنجبت ولدًا سمته "الهجرس"،
وكبر الولد فأخبرته أمه أن أباه الحقيقي هو كليب، وتعرف الهجرس على عمه الزير سالم،
وتعاون معه حتى قتلا جساسًا بعد أربعين عامًا، وبموت جساس انتهت حرب البسوس.
أما
مصير الزير سالم فكان أن قتله اثنان من عبيده طمعًا في ماله .
مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي
قصص للأطفال وحكايات معبّرة
إقرأ أيضًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق