• قصة وحكمة: صَيّادُ الطُّيُورِ وصَيّادُ السَّمَكِ

اللّذة في السعي

في غابِرِ الأَيَّامِ، بَيْنَمَا كانَتِ الشَّمْسُ تَسْتَعِدُّ لِلْغُرُوبِ في أُفُقِ الغَابَةِ، خَرَجَ صَيّادُ الطُّيُورِ مُحَمَّلًا بِمَا أَفَاءَ عَلَيْهِ يَوْمُهُ مِنْ طَرَائِدَ بَرِّيَّةٍ، يَسِيرُ بِخُطُواتٍ وئِيدَةٍ، ومَلامِحَ مُتْعَبَةٍ. وعلى الضَّفَّةِ الأُخْرَى مِنَ النَّهْرِ، كانَ هُناكَ صَيّادٌ آخَرُ، صَيّادُ الأَسْمَاكِ، قد أَنْهَى يَوْمَهُ بِخَيْرٍ وَفِيرٍ، يَحْمِلُ سَلَّةً ثَقِيلَةً تَفِيضُ بِالأَسْمَاكِ الطَّازَجَةِ الَّتِي اصْطَادَهَا مِنْ أَعْمَاقِ المِيَاهِ العَذْبَةِ.

• قصة وحكمة: الدبابير والحجل والمزارع

الاعترافُ بالجَميل

في أرضٍ نائيةٍ، ذاتِ حقولٍ متراميةِ الأطرافِ، كان هناك مزارعٌ عريقٌ يملك مزرعةً عامرةً بالثيرانِ القويةِ التي تَحرثُ الأراضي وتَخدِمُ الحقولَ والأشجارَ. وفي يومٍ من أيَّامِ القيظِ اللاهبِ، حيثُ اشتدَّتْ حرارةُ الشَّمسِ فَطَغت على اليابسِ والأخضرِ، جاءت طيورُ الحَجلِ ودبابيرُ الحقلِ العَطْشى تستظلُّ بظلالِ شجرِهِ وتلتمسُ من مائِهِ جرعةً تُطفئ لهيبَ الظَّمأِ في جوفِها.

• قصة وحكمة: الكَلبُ العَجُوزُ

القوةُ في الروح لا في الجسد

كانَ يا ما كانَ في قَديمِ الزمانِ كَلبٌ عَتِيدٌ، عَرَكَتْهُ السِّنينُ، وصَقلَتْهُ التَّجارِبُ، حتّى صارَتْ حِكاياتُهُ حديثَ الألْسُنِ وسِفْرًا منَ البُطُولاتِ. كانَ هذا الكَلبُ، في رَيْعانِ شَبابِهِ، مَلِكًا على ساحَةِ القِتالِ، وأَسَدًا في مُلاحَقَةِ الفَرائِسِ، يُطَارِدُ الظِّباءَ كَرِيحٍ عاصِفَةٍ، ويَنْقَضُّ على الدِّبَبَةِ كَصاعِقَةٍ مُجَلْجِلَةٍ، فما عادَ مَرَّةً مِنْ مُطارَدَةٍ إلّا وأَتاهُ النَّصرُ مُسَوَّرًا بإِكْلِيلِ العِزِّ.

• قصة وحكمة: الراعي والماعزُ البريُّ

اِنْحِيَاز

كانَ يا ما كانَ في قديمِ الزمانِ، راعٍ يحرثُ المروجَ ويجوبُ الفيافي، يرعى قطيعًا من الماعزِ المستأنَسةِ في مرعًى مُخضوضرٍ، وزَرْعٍ يانعٍ مورقٍ. كانَ في كلِّ صباحٍ يخرجُ معَ قطيعِهِ، يحرصُ عليهم حرصَ الأمِّ على ولدِها، ويتفقدُهم تفقدَ الغيثِ للمروجِ، لا يغمضُ له جفنٌ حتى يطمئنَّ أنَّ كلَّ ماعزٍ قد شبعَ واستراحَ، وأنَّ الشرَّ لن ينالَ منهم.

• قصة وحكمة: الحِصانُ المَغرورُ

مَنْ تكبّر على الضعفاء، أذلّه الزمان

في قديمِ الزمانِ، كان هناك حِصانٌ يتبخترُ بجسَدِهِ الفارِهِ، يتمايلُ في مِشيتِهِ مُختالًا كأنَّهُ مَلِكُ الزمانِ، وقد ارتدى أثوابًا بَرَّاقةً كضوءِ النُّجومِ تتلألأُ في عَتمةِ الليلِ كأنها دُرَرٌ مُتناثرةٌ في السماءِ، مَزهُوًّا بِنَعومةِ شَعْرِهِ وحُسنِ هَيْئَتِهِ. يَمشي في الأسواقِ وعلى الطُّرُقاتِ كأنَّ الأرضَ تتزيَّنُ لمرورِهِ، وكُلَّما رأى أَحَدًا من الحيواناتِ البائِسةِ، أطلَقَ ضِحكةً ساخِرةً، تَخرُجُ من صَدرِهِ كالسَّهمِ المَسمومِ.

• قصة وحكمة: المزارِعُ والطُّيورُ

مَنْ حَمَى زَرْعَه، جَنَى خَيْرَه.

في قَريةٍ نائيةٍ ترقدُ على أطرافِ الحُقولِ الخضراءِ، كانَ هناكَ مُزارِعٌ شريفٌ مُجتهدٌ، لا يعرفُ الكسلُ طريقًا إلى يَدَيهِ، ولا المللُ سَبيلاً إلى قلبِهِ. قَضى أيّامَهُ ولياليَهُ يَسقي أرضَهُ بعرقِ جَبينِهِ، يزرعُ فيها حبوبًا يانِعَةً، أملًا في حصادٍ يفيضُ خيرُهُ على أهلِهِ وأهلِ قريتِهِ.

• قصة وحكمة: المجوهراتُ المسروقةُ

الحِكْمَةَ قد تَقْهَرُ الحِيلَةَ

في قديمِ الزمانِ، عَزَمَ مَلِكٌ جليلٌ على القيامِ بنُزهةٍ في غياهبِ الغاباتِ الوارِفَةِ المُحيطَةِ بِقَلعَتِهِ الشّامِخَةِ، حيثُ تُغَازِلُ أشِعّةُ الشّمسِ أشجارَها، وتَرْفُرفُ الطُّيورُ على أغصانِها. عادَ المَلِكُ بَعدها إلى قَصرِهِ، وقد أخذَهُ الحنينُ إلى دِفءِ العائِلَةِ، فدعاهم إلى الاستِحمامِ في البحيرةِ الهادِئَةِ المُجاوِرَةِ للحَديقَةِ المَلَكِيّةِ، حيثُ يَتَلاقى صفاءُ الماءِ مع خُضرةِ الرَّوابي.

• قصة وحكمة: اللّصّ والقرد

لَيْسَ كُلُّ مَا يَلْمَعُ ذَهَبًا

في فَلَاةٍ مُترامِيَةِ الأطرافِ، وَسَطَ صَحَارِي شِبهِ الجَزِيرَةِ العَرَبِيَّةِ، كَانَ يَعيشُ تَاجِرٌ ذُو مَكْرٍ وفِطْنَةٍ، لا يُجارَى في حِيَلِهِ ولا يُضَاهَى في دَهَائِهِ. يُرافِقُهُ في مَغَامَرَاتِهِ قِرْدٌ مُدَرَّبٌ، أَضْفَى على مَكَائِدِهِ بُعْدًا جَدِيدًا، فَصَارَ هَذَا القِرْدُ رَفِيقَ الحِيلَةِ وشَرِيكَ الخَدِيعَةِ.

• قصة للأطفال: العملاقُ الأنانيُّ

ندم

في قديمِ الزمانِ، كان هناكَ عِمْلاقٌ مغرورٌ يَسكنُ قصرًا تُحيطُ به حديقةٌ غنّاءُ، وارفةُ الظلالِ، تُزَيّنُها الأزهارُ كأنّها دُرَرٌ مُتَناثِرَةٌ على بساطٍ من العُشبِ الأخضرِ الناعمِ، وتتوسطُها اثنتا عشرةَ شجرةَ خوخٍ تُعانقُ السماءَ، تَزهو أزهارُها في الرّبيعِ بألوانٍ وَرديةٍ كحَبّاتِ اللؤلؤِ، وتُثمِرُ في الخريفِ ثمارًا يانعةً.

• قصة للأطفال: مخبوزاتٌ بطعمِ الأحلام

أُمنِيَة

في أحدِ البلادِ البعيدةِ، كانت تعيشُ فتاةٌ اسمُها حسناءُ مع والدِها الذي كان يعملُ خبّازًا، وكانت حسناءُ تتمنى أن تمتلكَ من الأموالِ الكثيرَ، لتستطيعَ شراءَ كلِّ الألعابِ التي تحلمُ باقتنائها، وكذلك ثيابًا جديدةً بدلًا من ثيابِها القديمةِ.

• قصة وحكمة: العَجُوزُ والعُصْفُورُ

القَناعَةُ كَنْزٌ لا يَفْنى، والطَّمَعُ يُهْلِكُ صاحِبَهُ

في سالِفِ الأَزمانِ، وفي قريةٍ نائيةٍ تَكْتَنِفُها الغاباتُ والجِبالُ، كان هناكَ رَجلٌ عَجُوزٌ كَهْلٌ، طاعِنٌ في السِّنِّ، وقلبُهُ يَنبِضُ بالرَّحمةِ والرَّأفَةِ. وبينما كان يَمشي في إحدى الأيامِ، إذْ به يَعْثُرُ على عُصْفُورٍ صَغيرٍ، وقد نالتْ منه الجِراحُ ما أفقدَهُ القُدْرةَ على الطَّيرانِ، فغَدا عاجِزًا لا حَولَ له ولا قُوَّةَ.

• نوادر العرب: الأعرابي والجمل

"سر الجمل وحكمة الأمل"

في سالِفِ العَصرِ والأوانِ، في قَريةٍ ضارِبةٍ في عُمقِ الصَّحراءِ العَرَبيّةِ، عاشَ رَجُلٌ مُولَعٌ بحُبِّ جَمَلِهِ، لا يَفْتَرِقُ عَنْهُ ولا يُفارِقُهُ. كانا يَقطَعانِ الفَيافي ويَمْخُرانِ عُبابَ الرِّمالِ، يَرْعى الجَمَلُ ظِلالَ الخِيامِ، ويَشُدُّ الرَّجُلُ بِهِ أَزوادَ الأَيّامِ. لكن في يَومٍ أَغْبَرَ، اختَفَى الجَمَلُ كما تَتَلاشَى السَّرابُ بينَ كُثْبانِ الرِّمالِ.

• قصة وحكمة: الأسدُ والدولفين

الصَّدَاقَةُ تَحتاجُ قُوَّةً وَتَوازُنًا

فِي زَمَانٍ بَعِيدٍ، حَيْثُ تَلتَقِي الْأَرْضُ بِالْبَحْرِ، وَتَتَنَاجَى الْأَمْوَاجُ مَعَ نَسِيمِ الْعَصَافِيرِ، عَاشَ أَسَدٌ جَلِيلٌ، عُرِفَ بِشَجَاعَتِهِ وَمَلَامِحِهِ الْمَلَكِيَّةِ، وَصَدِيقٌ وَفِيٌّ، الدُّولْفِينُ ذُو الْبَرَاءةِ وَالْعَذُوبَةِ. كَانَتْ بَيْنَهُمَا صَدَاقَةٌ نَادِرَةٌ، جَمَعَتْ بَيْنَ الْقُوَّةِ وَالْحَنَانِ، وَوَعَدَا أَنْ يَقْفَا إِلَى جَانِبِ بَعْضِهِمَا فِي الشَّدَائِدِ وَالنُّوَائِبِ.

• قصة دينية: عبدُ اللهِ بنُ المباركِ في الحَجّ

رحمةٌ في ظُلمات الليل

كانَ عبدُ اللهِ بنُ المباركِ رجلًا صالحًا ورِعًا، وُلِدَ في خراسانَ، وعاشَ فيها شَطرًا من عُمرِهِ، ثم استكملَ مسيرتَهُ في العراقِ حيثُ قضى نَحبَهُ. وها نحنُ اليومَ نقفُ على قِصَّةٍ من حياتِهِ تَفيضُ بالعِبَرِ، تروي لنا عن بَرَكَةِ الصدقاتِ والتجارةِ مع اللهِ، وعن صِدقِ النيةِ في القولِ والعملِ.

• قصة وحكمة: الملكُ والبَبَّغاءُ

البِيئَةُ تُشَكِّلُ الطِّباعَ والسّلوكَ

فِي سالِفِ الزَّمانِ، وَفِي دِيَارٍ بَعِيدَةٍ، كَانَتْ هُنَاكَ مَمْلَكَةٌ يَحْكُمُهَا مَلِكٌ جَلِيلٌ، ذُو سَطْوَةٍ وَقُوَّةٍ، يَعْشَقُ الطُّيُورَ عِشْقًا فَاقَ كُلَّ خَيَالٍ. وَبَيْنَ يَدَيْهِ كَانَ يَقْبِضُ عَلَى بَبَّغَاءَيْنِ، كَأَنَّهُمَا جَوْهَرَتَانِ فِي كَفِّهِ، بَاذِخَتَيْنِ بِحُلَّةٍ مِنْ رِيشٍ أَخْضَرَ زَاهٍ، يَخْتَبِئُ فِي عُيُونِهِمَا بَرِيقُ الْفُضُولِ كَأَنَّمَا هُمَا مِرْآةٌ لِلطَّبِيعَةِ. وَلَكِنْ، إِذْ بَبَّغَاءٌ مِنهُمَا يَفِلِتُ مِنْ أَسْرِ الْقَصْرِ، وَيَمْتَطِي جَنَاحَيْهِ صَوْبَ الْمَجْهُولِ.

• قصة وحكمة: الثَّعْلَبُ وَالْمَاعِزَةُ

اِحْذَرْ مَكْرَ المُحْتَاجِ إِذَا أَغْرَاكَ بِنَصِيحَتِهِ.

كانَ الثَّعلبُ يَتسكَّعُ في أَرجاءِ الغابةِ حينما باغَتَهُ سُوءُ الطَّالعِ وأَلقَى بهِ في غَيابَةِ بئرٍ عَميقةٍ ذاتِ جَوانبَ زَلِقَةٍ، لا يُمكِنُ الخُروجَ مِنها ولا النَّجاةَ. أَرهقَهُ التَّفكيرُ وهو يَذرَعُ أَرضَ البِئرِ ذَهابًا وإيابًا، حَتّى قادَهُ الحَظُّ أَنْ سَمِعَ وَقْعَ أَقْدامِ الماعِزَةِ المُطمَئِنَّةِ تَقتَرِبُ. رَفَعَتِ الماعِزَةُ رَأسَها ونَظَرَتْ إلى البئرِ، لِتُبصِرَ الثَّعلبَ جالسًا في قَعرِها. فبادَرَتْهُ بالسُّؤالِ: "ما الَّذي جاءَ بِكَ إلى هذِهِ البِئرِ السَّحيقةِ، أيُّها الثَّعلبُ؟".

• قصة وحكمة: الْعَجُوزُ وَجَرَّةُ النَّبِيذِ

عَبَقُ الذِّكْرَياتِ يَبْقَى وَإِنْ زالَ الْأَثَرُ

كانَ يا ما كانَ في سالِفِ العَصْرِ وَالأَوانِ، عَجوزٌ قَد شاخَتْ سِنُّها وانْحَنى ظَهْرُها، لكنَّها لم تَشِخْ في رَغْبَتِها العَتِيقَةِ إلى نَبيذٍ كانَت تألَفُهُ في أيّامِ شَبابِها، تَراهُ عَزاءً لِساعاتِها وحُبورًا لِأوقاتِها. وَبينَما كانَتْ تَسيرُ في أَحَدِ الأَزِقَّةِ المَهْجُورَةِ، إذا بِها تُبْصِرُ جَرَّةً قد عَلَاها الغُبارُ وَلَفَّها النِّسْيانُ، مَطْروحَةً على جانِبِ الطَّريقِ كأنَّها سِرٌّ قد دُفِنَ طَويلًا ثُمَّ عادَ لِلظُّهورِ.

• قصة وحكمة: المُهرِّج والقرويّ

الحَقٌّ والْباطِلُ

في سُوقٍ ريفِيَّةٍ مُزْدَحِمَةٍ بِالأَلْوَانِ وَالضَّوْضَاءِ، كَانَ هُنَاكَ مُهَرِّجٌ مَاهِرٌ يَقِفُ عَلَى مَسْرَحٍ خَشَبِيٍّ، يُلهِبُ أَكُفَّ الْجَمَاهِيرِ ضَحَكًا وَصَخَبًا، حِينَمَا أَخَذَ يُقَلِّدُ أَصْوَاتَ الْحَيَوَانَاتِ بِبَرَاعَةٍ لَا تُجَارَى.

• قصة ملهمة: النملة وعود الثقاب

غرور

كانت النملةُ تُهرولُ فوقَ المائدةِ حاملةً فتاتَ خبزٍ كبيرةً إلى جحرِها القريبِ حينَ اشتعلَ فجأةً عودُ ثقابٍ، وتأججتِ النارُ صاعدةً من رأسِه، ووقفَ الثقابُ قاطعاً على النملةِ الطريقَ إلى الجُحرِ وصاحَ بها:

• قصة وحكمة: عَازِفُ الْبُوقِ أَسِيرًا

الكَلِمَاتُ قَدْ تَكُونُ أَشَدَّ تَأْثِيرًا مِنَ السِّلَاحِ.

في إِحْدَى الْمَعَارِكِ الشَّدِيدَةِ الَّتِي عَلَا فِيهَا زَئِيرُ الْحَرْبِ وَاشْتَعَلَتْ نِيرَانُ الْوَغَى، كَانَ هُنَاكَ رَجُلٌ يُعْرَفُ بَيْنَ قَوْمِهِ بِعَزْفِ الْبُوقِ، لَا بِسَيْفٍ يُشْهَرُ وَلَا بِسَهْمٍ يُرْمَى. وَرَغْمَ أَنَّ الْحَرْبَ لَمْ تَكُنْ صَنْعَتَهُ وَلَا الْقِتَالُ مُبْتَغَاهُ، إِلَّا أَنَّ الْأَقْدَارَ سَاقَتْهُ إِلَى مَيْدَانٍ عَاصِفٍ بِالْغُبَارِ وَالْأَعْدَاءِ. غَامَرَ بِالِاقْتِرَابِ مِنْ صُفُوفِ خَصْمِهِ، فَتَرَبَّصَ بِهِ جُنُودُ الْعَدُوِّ وَأَخَذُوهُ أَسِيرًا، وَزُجَّ بِهِ فِي الْأَغْلَالِ وَالْقُيُودِ.

• قصة وحكمة: الفتاة القطة

«الطَّبْعُ غَالِبٌ.»

فِي أَحَدِ الأَيَّامِ، اجْتَمَعَ الآلِهَةُ فِي مَجْلِسِهِمْ يُنَاقِشُونَ مَسْأَلَةً شَائِكَةً: هَلْ بِإِمْكَانِ الْمَخْلُوقِ الْحَيِّ أَنْ يَتَبَدَّلَ طَبْعُهُ؟ فَقَالَ زِيُوسُ: "نَعَمْ، إِنَّ الطَّبْعَ لَيَتَغَيَّرُ". وَلَكِنَّ فِينُوسَ، بِشَكِّهَا وَرَجَاحَتِهَا، رَدَّتْ قَائِلَةً: "كَلَّا، فَمَا الطَّبْعُ إِلَّا سَرْمَدِيٌّ، لَا يَتَبَدَّلُ وَلَا يَنْقَلِبُ".

• قصة وحكمة: الحِصان والحِمار

«فَقْرٌ مَعَ أَمَانٍ خَيْرٌ مِنْ خَطَرٍ مُذَهَّبٍ.»

في سالِفِ العَصرِ والأوانِ، كانَ حِصانٌ وحِمارٌ يَسيرانِ مَعًا في سَفَرٍ طَويلٍ، الحِصانُ يَطيرُ على الأَرضِ خِفَّةً ورَشاقةً، يَزهُو بِسِروالِهِ المُرصَّعِ وسَرجِهِ المُزخرفِ، وكأنَّما قد جُبِلَتِ الرِّياحُ تحتَ قَدَمَيهِ.

• قصة وحكمة: الشَّيْخُ الحَكِيمُ وَحُزْمَةُ العِصِيِّ

الاتِّحَادُ قُوَّةٌ

فِي قَدِيمِ الزَّمَانِ، كَانَ هُنَاكَ شَيْخٌ قَدْ أَعْيَاهُ الدَّهْرُ، وَرَقَّ عُودُهُ، وَأَحَسَّ أَنَّ أَجَلَهُ بَاتَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى. رَأَى أَنَّ سَاعَةَ الرَّحِيلِ قَدْ دَنَتْ، فَجَمَعَ أَبْنَاءَهُ حَوْلَهُ لِيَغْرِسَ فِي قُلُوبِهِمْ حِكْمَةَ الأَيَّامِ، قَبْلَ أَنْ يَغِيبَ عَنْ أَعْيُنِهِمْ إِلَى الأَبَدِ.

• قصة وحكمة: الْأَسَدُ الْعَاشِقُ

العشقُ الأعمى يقودُ إلى الفناء

فِي يَوْمٍ مِنَ الْأَيَّامِ، وَقَعَ الْأَسَدُ، مَلِكُ الْغَابِ، فِي غَرَامِ فَتَاةٍ بَهِيَّةِ الطَّلْعَةِ، شَدِيدَةِ الْحُسْنِ وَالْجَمَالِ، حَتَّى أَذْهَلَتْهُ فِتْنَتُهَا وَأَسَرَتْ قَلْبَهُ بِجَمَالِهَا الْفَتّانِ، فَمَا كَانَ مِنْهُ إِلَّا أَنْ تَقَدَّمَ إِلَى وَالِدَيْهَا يَطْلُبُ يَدَهَا لِلزَّوَاجِ.

• قصة وحكمة: الْعَجُوزُ وَالْمَوْتُ

رُبَّ مطلبٍ يُطْلَب، وعند نيله يُنْدَب

في قَدِيمِ الزَّمَانِ، كَانَ هُنَاكَ شَيْخٌ هَرِمٌ، قَدْ أَحْدَبَ الدَّهْرُ ظَهْرَهُ، وَأَضْعَفَ الجَهْدُ قُوَاهُ. كَانَ يَضْرِبُ فِي غَيَابَاتِ الغَابَةِ يَبْحَثُ عَنْ أَعْوَادٍ يَابِسَةٍ يَجْمَعُهَا، وَأَيُّ حَيَاةٍ تِلْكَ كَانَتْ! يُنْهِكُهُ التَّعَبُ، وَيَتَنَاوَشُهُ اليَأْسُ، حَتَّى بَلَغَ مِنْهُ الجَهْدُ مَبْلَغَهُ، فَأَلْقَى حِمْلَهُ وَأَخَذَ يَتَحَسَّرُ وَيَتَوَجَّعُ قَائِلًا:

• قصة وحكمة: مَن يُعلِّق الجرس؟

لَيْسَ كُلُّ مَا يُقَالُ يُفْعَلُ

في سالِفِ العَصْرِ والأَوَانِ، اجْتَمَعَتِ الفِئْرَانُ في مَشُورَةٍ عَامَّةٍ، وَقَدْ أَثْقَلَتْهَا هُمُومُ المَخَاوِفِ مِنْ عَدُوِّهَا المُشْتَرَكِ، الَّذِي يُلْقِي بِرُعْبِهِ في القُلُوبِ وَيَزْرَعُ الفَزَعَ في الجُحُورِ، أَلَا وَهُوَ القِطُّ.

• قصة للأطفال: في مواجهةِ الأسدِ

عاقِبَةُ العَبَثِ بما لا تُدرك

كلا.. لا أريدُ أنْ تفهموني بشكلٍ خاطئٍ، أُقسِمُ أنني لستُ مذنباً، كلُّ ما في الأمر أنني خائفٌ ومرعوبٌ، من حقِّ كلِّ إنسانٍ أن يشعرَ بالخوفِ ولو قليلاً، آه... لقد نسيتُ أنكم لا تعرفونَ ما الحكاية، حسناً سوف أُشرككم معي وأقصها عليكم من البدايةِ.

• قصة للأطفال: الذِّئبُ والأَصْدِقاءُ الثَّلاثَةُ

واحِدٌ في ثَلاثَة

قَرَّرَ الدِّيكُ وَالقِطَّةُ وَالنَّعْجَةُ أَنْ يُغَادِرُوا مَنْزِلَ سَيِّدِهِمْ.

فَقَدْ سَمِعَتِ النَّعْجَةُ رَبَّةَ البَيْتِ تَقُولُ لِزَوْجِهَا:

يُمْكِنُكَ أَنْ تَصْنَعَ سَجَّادَةً صَغِيرَةً مِنْ فَرْوَةِ هَذِهِ النَّعْجَةِ الَّتِي لَمْ تَعُدْ تُدِرُّ لَبَنًا.

وَعَلِمَتِ القِطَّةُ أَنَّهُمْ سَيَسْتَغْنُونَ عَنْهَا لِأَنَّهَا كَبُرَتْ وَلَمْ تَعُدْ قَادِرَةً عَلَى صَيْدِ الفِئْرَانِ.

• قصة وحكمة: الظَّبْيَةُ العَوْرَاءُ

لا يَمْنَعُ حَذَرٌ مِنْ قَدَرٍ

كانَ القَدَرُ العاثِرُ قدْ أَبى إِلَّا أَن يُصِيبَ الظَّبْيَةَ بِمِحْنَةٍ أَلِيمَةٍ، فَانْتَزَعَ مِن نُورِ عَيْنَيْهَا وَاحِدَةً، فَغَدَتْ كَسِيحَةَ البَصَرِ مِن جَانِبٍ، حَاذِقَةَ النَّظَرِ مِن الآخَرِ.

• قصة وحكمة: البَخِيلُ وَالذَّهَبُ

"ثروَةٌ لا تُنفَق، كَظِلٍّ لا يُدرَك"

فِي زَمَنٍ قَدِيمٍ، كَانَ هُنَاكَ رَجُلٌ تَمَلَّكَهُ حُبُّ المَالِ، وَاسْتَحْكَمَ فِي قَلْبِهِ الشُّحُّ وَالْبُخْلُ، فَكَانَ يَقْتَنِي الذَّهَبَ اقْتِنَاءَ الْمُتَعَطِّشِ لِلْمَاءِ، ثُمَّ يُخْفِيهِ فِي مَوْضِعٍ مِنْ حَدِيقَتِهِ كَالْهَارِبِ مِنْ لُصُوصٍ فِي لَيْلَةٍ ظَلْمَاءَ.

• قصة وحكمة: هنري الثامن وكاترين

حب ضائع وصراع مع الكنيسة

في عام 1527، اتخذ الملك هنري الثامن ملك إنجلترا قرارًا مصيريًا بالبحث عن طريقة للتخلص من زوجته كاترين أراجون، بعدما خيّبت آماله في إنجاب وريث ذكر للعرش، مما عرّض سلالته الملكية للخطر.

• قصة وحكمة: الطَّمَّاعُ وَالْحَسُودُ

«الرَّذَائِلُ عِقَابُ نَفْسِهَا.»

فِي قَدِيمِ الزَّمَانِ، كَانَ لِجُوبِيتَرَ، إِلَهِ الآلِهَةِ، مَقَامٌ رَفِيعٌ، يَفِدُ إِلَيْهِ البَشَرُ بِآمَالِهِمْ وَأَمَانِيهِمْ، رَاجِينَ أَنْ يُجِيبَ دَعَوَاتِهِمْ وَيُحَقِّقَ أَمَانِيهِمْ. وَفِي إِحْدَى المَرَّاتِ، تَقَدَّمَ إِلَيْهِ رَجُلَانِ مُتَجَاوِرَانِ، ابْتُلِيَ أَحَدُهُمَا بِالطَّمَعِ المُفْرِطِ، وَغَمَرَ الآخَرَ حَسَدٌ قَاتِلٌ أَضْرَمَ فِي قَلْبِهِ نَارًا لَا تَنْطَفِئُ.

• قصة وحكمة: الجرة النّحاسيّة والجرة الخزفيّة

قَوِيٌّ وَضَعِيفٌ

عَلَى ضِفَافِ نَهْرٍ يَجْرِي بِمَائِهِ الصَّافِي، كَانَتْ تَرْقُدُ جَرَّتَانِ، إِحْدَاهُمَا مِنَ النُّحَاسِ الصُّلْبِ الْمَتِينِ، وَالأُخْرَى مِنَ الْخَزَفِ الْهَشِّ اللَّيِّنِ. وَإِذِ ارْتَفَعَ الْمَوْجُ وَفَاضَ الْمَاءُ، طَفَتِ الجَرَّتَانِ مَعًا، تُدَافِعُهُمَا الأَمْوَاجُ وَتُقَلِّبُهُمَا التَّيَّارَاتُ.

• قصة وحكمة: الْحِمَارُ فِي جِلْدِ الْأَسَدِ

خِداع

في سالِفِ العَصْرِ وَالأوَانِ، إِذْ كَانَتِ الأَيَّامُ تُنذِرُ بِالغَرَائِبِ وَتُخبِّئُ العَجَائِبَ، عَثَرَ حِمَارٌ تَائِهٌ فِي بَيْدَاءَ مُقفِرَةٍ عَلَى جِلْدِ أَسَدٍ كَانَ الصَّيَّادُونَ قَدْ جَلَدُوهُ وَأَلْقَوْهُ جَانِبًا حَتَّى يَجِفَّ تَحْتَ أَشِعَّةِ الشَّمْسِ الحَارِقَةِ. فَأَخَذَتْهُ فِكْرَةٌ جَهَنَّمِيَّةٌ، وَتَزَيَّا بِذَاكَ الجِلْدِ، ظَنًّا مِنهُ أَن يَكْتَسِيَ بِهِيبَةِ الأُسُودِ وَبَأْسِهَا، وَيَتَقَنَّعَ بِهِيبَةِ السِّبَاعِ وَسُلْطَانِهَا، فَيَدِبَّ الرُّعْبَ فِي القُلُوبِ، وَيَنَالَ مِنَ السَّطْوَةِ مَا لَم يَكُنْ يَحْلُمُ بِهِ.

• قصة وحكمة: السمكات الثلاث (ابن المقفّع)

خِطَّةٌ

زَعَموا أن غَديراً كانَ فيهِ ثَلاثُ سَمَكاتٍ: كَيَّسَةٌ وأكيَسُ مِنها وعاجِزَةٌ؛ وكان ذلكَ الغَديرُ بِنَجوَةٍ من الأرضِ لا يَكادُ يَقرَبهُ أحدٌ وبِقُربِهِ نَهرٌ جارٍ. فاتَفَقَ أنَّه اجتازَ بذلكَ النَّهرِ صَيادان؛ فأبصَرا الغديرَ، فَتَواعدا أن يَرجِعا إِليهِ بِشِباكِهِما فَيَصيدا ما فيهِ من السمكِ.

• قصة للأطفال: ليلى لا تأكل السمك!

ذكاء

في مَنزِلِ الجَدَّةِ فاطِمَةَ الرِّيفِيِّ، كانَت رائِحَةُ الشِّوَاءِ وَطَواجِنِ الجَمبَرِيِّ وَالأَرُزِّ اللَّذِيذِ تَملأُ المَكَانَ. تَجَمَّعَ الإِخوَةُ وَأَبنَاءُ العَمِّ حَولَ المَائِدَةِ، وَكُلٌّ مِنهُم مُتَحَمِّسٌ لِتَذَوُّقِ طَعَامِ الجَدَّةِ الشَّهِيِّ. لَكِنَّ شَيئًا غَرِيبًا حَدَثَ، فَلَيلَى لَم تَجلِسْ مَعَهُم كَعَادَتِهَا، بَل بَقِيَتْ فِي غُرفَةِ الجُلُوسِ حَزِينَةً. أَخبَرَ الأَحفَادُ الجَدَّةَ أَنَّ لَيلَى لَا تُحِبُّ السَّمَكَ، فَشَعَرَتِ الجَدَّةُ بِالحُزنِ وَأَعَدَّتْ لَهَا فَطَائِرَ الجُبنَةِ.