قصة وحكاية: • قصة للأطفال: ليلى لا تأكل السمك!

ذكاء

في مَنزِلِ الجَدَّةِ فاطِمَةَ الرِّيفِيِّ، كانَت رائِحَةُ الشِّوَاءِ وَطَواجِنِ الجَمبَرِيِّ وَالأَرُزِّ اللَّذِيذِ تَملأُ المَكَانَ. تَجَمَّعَ الإِخوَةُ وَأَبنَاءُ العَمِّ حَولَ المَائِدَةِ، وَكُلٌّ مِنهُم مُتَحَمِّسٌ لِتَذَوُّقِ طَعَامِ الجَدَّةِ الشَّهِيِّ. لَكِنَّ شَيئًا غَرِيبًا حَدَثَ، فَلَيلَى لَم تَجلِسْ مَعَهُم كَعَادَتِهَا، بَل بَقِيَتْ فِي غُرفَةِ الجُلُوسِ حَزِينَةً. أَخبَرَ الأَحفَادُ الجَدَّةَ أَنَّ لَيلَى لَا تُحِبُّ السَّمَكَ، فَشَعَرَتِ الجَدَّةُ بِالحُزنِ وَأَعَدَّتْ لَهَا فَطَائِرَ الجُبنَةِ.

قَرَّرَتِ الجَدَّةُ أَن تَتَحَدَّثَ مَعَ لَيلَى مَسَاءً، وَقتَ حِكَايَةِ قَبلَ النَّومِ، لِتَفهَمَ السَّبَبَ وَتَروِيَ لَهُم قِصَّةً مُنَاسِبَةً. وَعِندَمَا اجتَمَعَ الأَطفَالُ حَولَ الجَدَّةِ، كَانَتِ الجَدَّةُ مُستَعِدَّةً لِتَروِيَ حِكَايَةَ سَمَكَةٍ ذَكِيَّةٍ.

فِي بِركَةِ مَاءٍ جَمِيلَةٍ، عَاشَت ثَلَاثُ سَمَكَاتٍ كَبِيرَةٍ. فِي يَومٍ مِنَ الأَيَّامِ، اكتَشَفَ الصَّيَّادُونَ مَكَانَ البِركَةِ، وَقَرَّرُوا صَيدَ السَّمَكَاتِ. كَانَتِ السَّمَكَةُ الأُولَى حَازِمَةً وَسَرِيعَةً، فَبَحَثَتْ عَن مَخرَجٍ وَهَرَبَتْ عَبرَ جَدولٍ صَغِيرٍ نَحوَ النَّهرِ. أَمَّا السَّمَكَةُ الثَّانِيَةُ، فَكَانَت ذَكِيَّةً، فَتَظَاهَرَتْ بِالمَوتِ حَتَّى تَجَاهَلَهَا الصَّيَّادُونَ، ثُمَّ قَفَزَتْ بِسُرعَةٍ إِلَى المَاءِ وَنَجَت. لَكِنَّ السَّمَكَةَ الثَّالِثَةَ تَرَدَّدَتْ وَلَم تَعرِفْ مَاذَا تَفعَلُ، فَظَلَّتْ تَتَحَرَّكُ بِلَا خُطَّةٍ حَتَّى أَمسَكَ بِهَا الصَّيَّادُونَ.

نَظَرَ الأَطفَالُ إِلَى الجَدَّةِ بِتَركِيزٍ، فَسَأَلَتهُم: "مَا رَأيُكُم فِي الحِكَايَةِ؟" تَحَدَّثُوا جَمِيعًا عَنِ السَّمَكَاتِ وَكَيْفَ نَجَت بَعضُهَا بَينَمَا وَقَعَتِ الأُخرَى فِي الفَخِّ. ثُمَّ قَالَتِ الجَدَّةُ: "الأَسمَاكُ لَيسَتْ فَقَط لَذِيذَةً، بَل أَيضًا مُفِيدَةٌ جِدًّا لِصِحَّتِنَا وَذَاكِرَتِنَا."

هُنَا، تَحَدَّثَت لَيلَى بِصَوتٍ خَافِتٍ، وَقَالَت لِلجَدَّةِ: "يَا جَدَّتِي، لَا أُحِبُّ السَّمَكَ لِأَنَّ شَوكَةً عَلِقَتْ فِي فَمِي مِن قَبلُ وَآلَمَتنِي كَثِيرًا." ابتَسَمَتِ الجَدَّةُ وَقَالَت: "أَفهَمُكِ يَا لَيلَى، لَكِن مِثلَمَا تَغَلَّبَتِ السَّمَكَاتُ عَلَى مَشَاكِلِهَا، يُمكِنُنَا نَحنُ أَيضًا التَّغَلُّبُ عَلَى مَشَاكِلِنَا."

ضَحِكَ الأَطفَالُ وَبَدَؤُوا يَحكُونَ مُغَامَرَاتِهِم مَعَ أَكلِ السَّمَكِ وَكَيْفَ تَعَلَّمُوا تَنظِيفَهُ مِنَ الشَّوكِ بِمُسَاعَدَةِ أُمِّهِم. عِندَهَا قَالَتِ الجَدَّةُ: "الحَيَاةُ مَلِيئَةٌ بِالتَّحدِّيَاتِ، يَا أَحفَادِي الصِّغَارِ. أَحيَانًا نَنجَحُ، وَأَحيَانًا نَفشَلُ، لَكِنَّ الأَهمَّ هُوَ أَلَّا نَستَسلِمَ، وَنُحَاوِلَ مَرَّةً أُخرَى."

فَهِمَت لَيلَى المَغزَى، وَضَحِكَت وَهِيَ تَتَوَجَّهُ نَحوَ المَائِدَةِ لِتُجرِّبَ طَعَامَ السَّمَكِ مَرَّةً أُخرَى. وَقَالَتِ الجَدَّةُ: "ذَاكِرَةُ السَّمَكَةِ قَد تَكُونُ ضَعِيفَةً، لَكِن نَحنُ البَشَرَ لَدَينَا ذِكرِيَاتٌ وَتَجَارِبُ تُسَاعِدُنَا عَلَى إِيجَادِ الحُلُولِ. بِالصَّبرِ وَالحِيلَةِ، يُمكِنُكُم حَلُّ الكَثِيرِ مِنَ المَشَاكِلِ."

وَهَكَذَا انتَهَتِ الحِكَايَةُ، وَكَانَتِ العِبرَةُ أَنَّ الإِنسَانَ قَادِرٌ عَلَى تَجَاوُزِ مَشَاكِلِهِ إِذَا استَخدَمَ عَقلَهُ وَطَلَبَ المُسَاعَدَةَ.

إقرأ أيضاً:

قصة للأطفال: السماء لا تمطر ألعاباً

قصة وحكمة: الكلب والثور

قصة للأطفال: ليلى والذئب

قصة للأطفال: القنفذ والحيوانات الصغيرة

قصة وحكمة: صياد السمك

للمزيد

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

قصص قصيرة معبرة 2

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب