الأصالة
سمع
الديك ديكًا آخر يصيح في مكان قريب فذهب إليه، أحسّ الديك بدهشة شديدة عندما اكتشف
أن الذي يصيح ليس ديكًا بل ولد صغير.
كان
الولد يمدُّ عنقه إلى أعلى ويصيح:
- كي كي كيييكي.. كي كي كيييكي.
سمع
الديك ديكًا آخر يصيح في مكان قريب فذهب إليه، أحسّ الديك بدهشة شديدة عندما اكتشف
أن الذي يصيح ليس ديكًا بل ولد صغير.
كان
الولد يمدُّ عنقه إلى أعلى ويصيح:
- كي كي كيييكي.. كي كي كيييكي.
أدْخُلُ غُرْفَتي، فَأَخْلَعُ ثِيابي، وأَلْبَسُ مَنامَتي، ثُمَّ أُلْقي بِجِسْمي فَوْقَ السَّريرِ، وأُغَطِّيهِ بِالإزارِ. لَكِنْ، نَسيتُ أنْ أقولَ لَكُمْ، إنَّني لا أضَعُ رَأْسي على الْوِسادَةِ، إلاَّ بَعْدَ أنْ أتَأكَّدَ مِنْ إغْلاقِ النَّوافِذِ والْبابِ، وإطْفاءِ الْمَصابيحِ جَميعِها...
مارينا كانت تخاف من الظلام بشدة. فعندما تطفأ الأنوار، يظهر لها كل شيء وكل ظل كأنه وحش مرعب. ولقد حاول والداها يوميًا بشتى الطرق -وبمنتهى الصبر- أن يشرحا لها أن هذه الأشياء ليست وحوشًا.
يا
إلـَهـِي! مَاذَا أَصَابَنِي؟ أَنَا "جَمَالٌ" أَعْجَزُ عَن حِفْظِ
دُرُوْسِي! الكـُلّ يَعْلـَمُ أَنَّني مُجْتـَهِدٌ ذَكِيٌ، لَكِنْ، لـَمْ أعُدْ أَطِيْقُ
المَدْرَسَةَ، حتى أنني صِرْتُ أُشَاغِبُ أثـْنَاءَ الدَّرْسِ.
سَأَتْرُكُ المَدْرَسَةَ، بَكـَتْ أُمِّي عِنْدَمَا عَلِمَتْ بِـِقـَرَارِي، أَبِي رَاحَ يَصِيْحُ: جَمَالٌ فـَقـَدَ عَقـْلـَهُ، وامْتـَنـَعَ عَن ِ الكـَلامِ مَعِي، حَتـَّى أَخِي الصَّغِيْرُ (هَانِي) خَاصَمَنِي عِنْدَمَا شَاهَدَ أُمِّي تـَبْكِي.
لم
تكن الفراشات على دراية بما سوف يحمله لها القدر..
كانت تلعب في أنحاء البستان.. تتطاير هنا وهناك بين الشجيرات الصغيرة.. تناغش ورود البستان الملونة.. وتلاعب الحشرات الصغيرة الأخرى.. وتداعب الأرانب الفرحانة في ذلك اليوم الربيعي الجميل.. وكانت تتراقص فوق ساقية الماء التي تضفي بخريرها الخفيف على الربيع نفحة جمال إضافة إلى جماله.
كانت
القطةُ تركض وراء الفراشة من غرفة لأخرى، لمجرد اللهو، بينما الفراشةُ تفر منها
مذعورةً.
عندما رأت الفراشة زهورًا، طارت نحوها، واختبأت فيها.
كَعادَتِي دائِماً، نَهَضْتُ مِنْ نَوْمي باكِراً، وذَهَبْتُ إلى شاطِئِ الْبَحْرِ الَّذي لا يَبْعُدُ عَنْ بَيْتِنا كَثيراً. فَأَخَذْتُ أتَمَشَّى، وبَيْنَما كانَتِ الْمُوَيْجاتِ تُداعِبُنِي بِمَدِّها وجَزْرِها، والنَّوارِسُ تُحَلِّقُ فَوْقَ رَأْسي، إذا بِي أرى بِرْكَةً مِنْ بَعيدٍ، ودُلْفيناً صَغيراً يُصَفِّرُ، ويَقْفِزُ إلى أعْلى، ثُمَّ يَنْزِلُ إلى أسْفَلَ قَلِقاً حائراً.
اكتشف أحد زعماء المافيا بأن المحاسب الذي يعمل لديه كان يختلس من أمواله عبر السنين، حتى وصل مجموع ما اختلسه مبلغ عشرة ملايين دولار..
جَلَسَ
صيَّادُ السَّمكِ في ظِلِّ شَجَرَةِ غَزَّارٍ كبيرةٍ قُرْبَ الشاطئِ حزيناً.
حَطَّ غرابٌ على غُصْنٍ طريٍّ فوقه، تدلَّى الغصنُ، فرأى الصيَّادُ الغرابَ. فقالَ له الصيَّادُ: خَدَعني الثَّعلبُ كما خدعك.
ذَهَبَ رامي إلى قَرْيتِه ليَصْطَاف
كعادتِهِ في كلِّ عام.
اشترى، قبل أنْ يذْهبَ، مجموعةَ قُضْبانٍ
من الدِّبقِ (مادة لزجةُ يصاد بها الطير والذباب ونحوهما) ليَصْطَادَ
العَصَافيرَ بها.
لونُ القُضْبانِ أخضرُ مثلُ لَوْنِ الغُصُونِ الطَّريَّة.
كانَتِ البُوْمَةُ تُقِيْمُ في خَرَابتِها
المظلمَةِ، القَريبةِ مِنْ مَنْزلِ الفلاَّحِ القَويّ.
كَانَ الفلاَّحُ نَشيطَاً، يَنْهَضُ مع الفَجْرِ، ويَذْهَبُ ليعْملَ في حَقْلِهِ، ولا يعودُ إلاَّ عندَما يغيبُ آخرُ شعاعٍ من أشعَّةِ الشَّمسِ، وهو يَسُوقُ حمارَه المحمَّلَ بأنواعٍ كثيرةٍ مِنَ الحُبوبِ والفواكِهِ والخُضَار.
كانَتْ جَدَّةُ لَيْلَى مَرْيضَةً،
فَذَهَبَتْ، في الصَّباحِ، لزيَارَتِها.
مرَّتْ بالغَابةِ الوَاسِعَةِ، رآها
الذِّئبُ، ذُو الأنْيَابِ الطَّويلَةِ، فَفَرِحَ.
رَأتْهُ منْ بعيدٍ، فحَمَلَتْ عصَاً
غليظَةً، ومَشَتْ، وهي تهزُّها.
وَقَفَ في طَرِيقِها، وسَألَها: إلى أينَ تَذْهَبِين؟
لدى جدّي ألبوم صور غريب حقًّا، ليس كباقي الألبومات التي تحوي صورًا لأصحابها مع عائلاتهم وأحبّائهم، أو ذكرياتهم الدراسية أو أثناء ترحالهم، إنما يحوي صورًا أغلبها قديمة ولِأُناس لا نعرفهم، عرفت ذلك لِخلوّ الصور من الألوان، عدا اللونين الأبيض والأسود، وعلى غلاف الألبوم من الخارج عبارة: هؤلاء غيّروا العالم.
مَشَتِ الشَّمسُ، وصَارَتْ، مِثْلَ قرْصِ نارٍ مُلْتَهبٍ، في وَسَطِ
السَّماء.
كانَ الصَّيَّادُ يَمْشي في الحُقُولِ، حاملاً بندقيَّته بيده،
وجُعْبَتُه المعلَّقَةُ بِكَتِفِه لاتَزَالُ فارغَةً.
لم يَصْطَدْ عُصْفُوراً وَاحِداً منذُ الصَّباحِ، فالعَصَافيرُ صَارتْ حَذِرَةً في هذه الأيَّام.
شَعَرَ بالحَرَارةِ تَشْتَدُّ. مَسَحَ العَرَقَ عن وَجْهِهِ،
وأَسْرَعَ ليجلسَ في ظلِّ تِيْنَةٍ كبيرة.
هبَّتْ نسماتٌ مُنْعِشَةٌ، فَشَعَرَ الصَّيَّادُ التَّعِبُ
بالرَّاحةِ، فأسنَدَ ظَهْرَهُ إلى جِذْعِ التِّيْنَةِ، ولم يَلْبَثْ أَنْ غَفَا.
كانت حيَّةٌ رقْطاءُ تُطِلُّ برأسها من بين حِجَارة الحائِطِ القريب.
وكانَ عصفورٌ ملوَّنٌ يجثمُ على غصنٍ عالٍ بين أَوْرَاقِ شَجرةِ
التِّيْنِ الخَضْراء، ويَنْقرُ كوزَ تينٍ كبيرًا على مَهْل، وعيناه لا
تُفَارِقَانِ الحيَّة التي كانت تتطاولُ، بين وقتٍ وآخر، نحوه.
رأى العصفورُ الحيَّةَ تقتربُ من الصيَّادِ رافعةً رَأْسَها. كادَتْ
تصلُ إليه، فأسْرَعَ ورمى كوزَ التِّين على رَأسِه.
سَقَطَ الكوزُ بينَ عَيْنَي الصَّيَّاد، فَفَتَحهما، ثمَّ رَفَعَ
رَأْسَه، ورَاحَ يَنْظرُ حَوالَيْه. رأى رَأسَ الحيَّةِ يلمَعُ تحتَ أشعَّةِ
الشَّمسِ، فوقَفَ، وقَفَزَ إلى الوراء.
أمْسَكَ البندقيَّةَ، وسَدَّدَ إلى الرَّأس، وسُرْعانَ ما دوَّى
انفجارٌ. ارتمى الرَّأسُ على الأرض. عَلَتْ زَقْزَقَةٌ فرحةٌ فوقَ الشَّجَرةِ.
رَفَعَ الصَّيَّادُ رأْسَه، رأى العصفورَ الملوَّن يرقصُ فوقَ الأَغْصانِ. فُوجِئ
به. وسُرْعَان ما أعادَ تَصْويبَ البنْدقيَّة نحوه، وهو يقول:
آه... ما أحلاكَ! أينَ كُنْتَ منذ الصَّباح؟!
طارَ العصفورُ، حوَّمَ فَوقَ الصَّيَّاد. رأى الصَّيَّادُ شيئاً
يسْقطُ من تحتِ ذيلِ العصفور، في فُوهةِ بندقيَّتِه، وسمعَ زقزقةً حزينةً وصوتاً
يَهْمسُ له:
ما هَكَذا يُكَافَأُ مَنْ أَنْقَذَكَ وغَنَّى لك؟!
بواسطة عبد
المجيد زراقط
المصدر: 1
مواضيع تهم الطلاب والمربين
والأهالي
إقرأ أيضاً
للمزيد
معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب
الإدارة الصفية: 7
مقالات في الإدارة الصفية
إختر مهنتك: تعرف على
المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن
استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط
مراهقون: مشاكل
المراهقين وأساليب التعامل معهم
مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات
أيضاً وأيضاً
الغزل: أبحاث ومقالات عن
شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور
شعراء: نبذة عن حياة
شعراء عرب في كل العصور
الطاقة: مقالات وأبحاث
عن الطاقة بكل أنواعها
تلوث ونفايات: مقالات
وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات
كوارث طبيعية: مقالات
وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها
طَلَع الفجرُ أَبْيضَ مِثْلَ الحَليب.
نَهَضَ العُصْفورُ من نَوْمِهِ نَشِيطاً. رَفْرَفَ بجَنَاحَيْه، وطارَ على مَهْل،
ثمَّ حطَّ على غُصْنٍ عالٍ.
كان النَّدى يبلِّلُ غُصونَ الأَشْجارِ
وأوْرَاقَها.
رَاحَ العصفورُ يتنقَّلُ بين الأغْصانِ، ويبلِّلُ منقَاره بحبَّاتِ النَّدى ويُغَرِّدُ.
كانت
الغابةُ كبيرةً، وبعيدةً عن المُدنِ والقُرى.
أشجارُها
كثيفةٌ، ومَمَرَّاتُها ضَيِّقةٌ، والماءُ فيها وَفيرٌ.
عاشَت، في هذه الغابة، مجموعةٌ من الغزلانِ المرحَةِ، فكانت تجدُ فيها العشبَ الطَّريَّ، والماءَ العذبَ الباردَ، والأمنَ، والحرِّيَّة، فعاشَتْ سعيدةً.
بَنَى سَعْيدٌ بيتاً جَميلاً في قَرْيتِهِ الجَبَليَّة.
كَانَتْ جُدْرَانُ البَيْتِ صَخْريَّةً بيْضَاء، وكانَ
سَقْفُه قرميديَّاً أَحْمَرَ. سَكَنَ سَعيدٌ وأُسْرَتُه في بَيْتهم الجَديد، في
أَوائِلِ الصَّيْفِ، وعَاشُوا فيه فَرِحين.
رَأتْهُم قِرْمِيْدَةٌ صغيرةٌ تَرْقُدُ في أَعْلَى السَّقْفِ يَخْرُجُون ويَعُودُون، ويَلْعَبُون، بحريِّةٍ، فَقَالَتْ لجَارَتِها:
في قديم الزمان كانت هناك في أعالي الجبال قرية صغيرة تسمى «بئر التنين». وكانت بيوتها لا تتعدى العشرة، مبعثرة على سفوح الجبال المجاورة. كان الفلاحون في الجبال البعيدة يزرعون نبات الخيزران، أما في الجبال القريبة فكانوا يزرعون الحبوب، كانوا يعملون من الفجر إلى الشفق، وكانوا يشعرون بالجوع دائمًا.
خرج الولدُ من محل الحلاقة سعيدًا، لأنه حظي بقصة شعر أعجبته كثيرًا وقرر أن يريها لأصدقائه، تطايرت خصلات شعره يمينًا ويسارًا بسبب هبوب الريح، فأسف وهو يثبت شعره بيديه أنه لم يُحضِر قبعته القديمة ليُثبت التسريحة التي بدأت الريحُ تعبث بها، تضايق الولد وتمنى لو أن الريح تتوقف ولو قليلاً حتى يصل إلى أصدقائه فيفاجئهم بقَصَّة الموسم التي سينظرون إليها بإعجاب كبير، وسيطلبون من أهاليهم إرسالهم إلى الحلاق الماهر الذي قصها له.
في القرون الوسطى كان في إحدى مقاطعات النرويج حاكم عادل، رفيع الخلق والثقافة يدعى «هاكون»، جعل من منطقته مثالاً في الرقي والأمن والرخاء.
عاد أبي وأمي إلى البيت من مشوارهما الغامض الذي لم يخبراني عنه، على الرغم من سؤالي لهما، كانا يضحكان وبمجرد رؤيتهما لي تبادلا العلامات السرية، وهما يظنان أنني لا أعرف أن هذه العلامات تعني أنهما يخفيان عني شيئًا.
منذ فترة طويلة، والدودة لم تخرج من باطن الأرض، خوفاً من العصفور، ويوماً بعد يوم، بدأ شوقها يزداد إلى الشمس، والهواء الطلق.
في البدء تُدَوِّي «زمّارته»، ثم يرتفع صوت البائع،
فيدخل بيوتنا سريعًا "دَنْدُرْمَه".
«دندرمه» لها وقع السحر علينا، فهي تعني أن أيام الدراسة قد
انقضتْ، وهلّتْ أيام اللعب.
أسير أنا وأصدقائي وسط الحقول الهادئة، وعند عودتي تغضب أمي من ملابسي المُتسخة، وتقول:
خَصَّصَ الوالد في البيت غرفةً تَضُمُّ مكتبة زَخَرَتْ رفوفها بآلاف الكتب، منها كتب للتراث العربي والإسلامي، في الفلسفة والكلام وتفسير القرآن الكريم وكتب الحديث النبوي، ودواوين الشعراء العرب القدامى، ومنها كتب أخرى للمعاصرة، في المسرح والرواية والشعر ودراسات في الفكر المعاصر.
نامت العصفورة، فتسلل العصفور من تحت جناحها، ووقف ينتظر على غصن قريب، وقد خَيَّمَ الليل حوله، ولمحته الحشرة المضيئة، فاقتربت منه، وقالت: عزيزي، إن العصافير جميعها نائمة الآن، اذهب أنت أيضاً، ونم.
وقفت
الناقة الصغيرة «رذاذ» في وسط الغرفة، ووضعت يديها على خصرها، وقالت لأمها:
أماه.. غدًا سأذهب إلى المرسم لأتعلم الرسم.. لقد قررت أن أصير فنانة.