العالم الجديد
كَعادَتِي دائِماً، نَهَضْتُ مِنْ نَوْمي باكِراً، وذَهَبْتُ إلى شاطِئِ الْبَحْرِ الَّذي لا يَبْعُدُ عَنْ بَيْتِنا كَثيراً. فَأَخَذْتُ أتَمَشَّى، وبَيْنَما كانَتِ الْمُوَيْجاتِ تُداعِبُنِي بِمَدِّها وجَزْرِها، والنَّوارِسُ تُحَلِّقُ فَوْقَ رَأْسي، إذا بِي أرى بِرْكَةً مِنْ بَعيدٍ، ودُلْفيناً صَغيراً يُصَفِّرُ، ويَقْفِزُ إلى أعْلى، ثُمَّ يَنْزِلُ إلى أسْفَلَ قَلِقاً حائراً.
فَأَطْلَقْتُ رِجْلَيَّ لِلرِّيحِ، أجْري
أجْري، حَتَّى وَصَلْتُ إلى الْبِرْكَةِ، فَتَوَقَّفَ الدُّلْفينُ عَنِ الْقَفْزِ
والْحَرَكَةِ، واقْتَرَبَ مِنِّي حَذِراً، فيما عَيْناهُ تَفيضُان دُموعاً:
أَرْجوكَ، ياصَديقي، أنْ تُنْقِذَنِي مِنْ هَذِهِ الرِّمالِ الَّتي تُحاصِرُنِي
مِنْ كُلِّ الْجِهاتِ، فَقَبْلَ أيَّامٍ قَليلَةٍ، رَمى الْمَدُّ أُسْرَتِي إلى
هَذا الشَّاطِئِ، وكانَتْ أُمِّي حامِلاً بِي، فَوَضَعَتْنِي. ولَمَّا أتى
الْجَزْرُ، عادَ بِها، وبَقيتُ أنا هُنا وَحْدي مُحاصَراً!
هَدَّأْتُهُ
وطَمْأَنْتُهُ، مُرَبِّتاً على رَأْسِهِ بِرِفْقٍ: لاتَقْلَقْ، صَديقي، فأنا
طِفْلٌ مِثْلَكَ، أُحِسُّ بِحَنانِ الْوالِدَيْنِ وحُبِّهِما لأَوْلادِهِما،
وسَأَبْذُلُ كُلَّ ما في جُهْدي لِتَلْحَقَ بِهِما..!
سَأَلَنِي
مُضْطَرِباً: ولَكِنْ، كَيْفَ سَتُنْقِذُنِي مِنْ هَذِهِ الْبِرْكَةِ، الَّتي
تُحاصِرُنِي رِمالُها الْمُتَراكِمَةُ، كَأَنَّها جِبالٌ؟!
-
لا تَحْمِلْ هَمّاً، سَأُدَبِّرُ الأَمْرَ بِنَفْسي.
أَجَبْتُهُ،
وذَهَبْتُ إلى بَيْتِي، فَحَمَلْتُ مِجْرَفَةً على كَتِفي، ثُمَّ عُدْتُ إلى
الْبِرْكَةِ، وأَخَذْتُ أَجْرُفُ أَجْرُفُ أَكْوامَ الرِّمالِ، وألقي بعضها بجهة
اليمين والبعض الآخر بجهة اليسار حَتَّى أَحْدَثْتُ شَقّاً كَبيراً، فَتَدّفَّقَ
الْماءُ سَريعاً في الْمَجْرى، حامِلاً مَعَهُ الدُّلْفينَ إلى الْبَحْرِ!
-
هَيّا، صَديقِي، ارْكَبْنِي!
قالَ
بِصَوْتٍ عالٍ، والْفَرْحَةُ تَكادُ تَطيرُ بِهِ إلى السَّماءِ السَّابِعَةِ،
فَسَأَلْتُهُ مُتَعَجِّباً: ماذا تَقولُ؟!..أَرْكَبُكَ؟!..وإلى أَيْنَ تُريدُ أَنْ
تَحْمِلَنِي؟
أَجابَنِي
باسِماً: إلى بِلادي (الْعالَمِ الْجَديدِ)!!
سَأَلْتُهُ
في دَهْشَةٍ: أَتُمازِحُنِي؟!..هَلْ هُناكَ عالَمٌ جَديدٌ وعالَمٌ قَديمٌ؟!
ضَحِكَ
مِنِّي: أَقْصِدُ أَمْريكا الَّتي نالَتِ اسْتِقْلالَها عَنْ بَريطانْيا في 4
يولْيو 1776 وتَضُمُّ خَمْسينَ وِلايَةً ومُقاطَعَةً، مِنْها: آلاسْكا،
كاليفورْنْيا، فْلوريدا، جورْجْيا، هاوايْ، كانْساسْ، ميسيسيبِّي، نْيويورْكْ،
أوهايو، أوكْلاهوما، تِكْساسْ، فْرِجينْيا، واشِنْطُنْ... وطَبيعَتُها
مُتَنَوِّعةٌ مِنْ صَحارٍ إلى جِبالٍ إلى سُهولٍ خِصْبَةٍ إلى نُجودٍ... وسُكَّانُها
مِنْ أجْناسٍ شَتَّى، من أُوروبِّيِّينَ وأفارِقَةٍ وآسْيَوِيِّينَ وأُسْتْرالِيِّينَ،
وكُلُّهُمْ يَعيشونَ مِثْلَ عائِلَةٍ واحِدَةٍ، وإنْ كانَتْ دِياناتُهُمْ
ولُغاتُهُمْ وعاداتُهُمْ مُخْتَلِفَةً. كَما تَتَمَيَّزُ بِكُلِّ حالاتِ
الْمُناخِ، مِنْ حَرٍّ إلى بَرْدٍ إلى اعْتِدالٍ، ومِنْ جفافٍ إلى فَيَضانٍ إلى
إعْصارٍ قَوِيٍّ.. وتَصِلُ مِساحَتُها نَحْوَ 9،628،382
(تِسْعَةَ مَلايينَ، وسِتَّمائَةٍ وثَمانِيَةً وعِشْرينَ ألْفاً، وثَلاثَمائَةٍ
واثْنَيْنِ وثَمانينَ) كيلومِتْراً مُرَبَّعاً!
فَكَّرْتُ
قَليلاً، ثُمَّ سَأَلْتُهُ: إذا كانَتْ أمْريكا هِيَ الْعالَمُ الْجَديدُ، فَمِنْ
أيْنَ أتاها هَذا الاِسْمُ؟
-
يَعودُ إلى جُغْرافِيٍّ ومَلاَّحٍ إسْبانِيٍّ، اسْمُهُ «أمريكو فيسْبوتْشي» سافَرَ
في سَفينَتِهِ إلى بِلادي، لِيَتَأَكَّدَ بِنَفْسِهِ مِمَّا قالَهُ «كولُمْبوسْ»..
وعِنْدَما حَلَّ بِها، رَسَمَ خَريطَةً لَها، فَسُمِّيَتْ باسْمِهِ «أرْضُ
أمْريكو»!.. غَيْرَ أنَّ الْكَثيرَ لَمْ يَقْبَلْ بِهِ، لأنَّهُ «مُذَكَّرٌ»
بَيْنَما أسْماءُ دُوَلِ أوربَّا وآسْيا «مُؤَنَّثَةٌ» كَبَلْجيكا وفَرَنْسا
وإسْبانْيا وماليزْيا.. فَقُلِبَ الْواوُ ألِفاً، لِيُصْبِحَ «أمْريكا» كَما أنَّ
هَذا الْجُغْرافِيَّ كانَ أوَّلَ مَنْ أطْلَقَ على بِلادي «الْعالَمَ الْجَديدَ».
صِحْتُ
فَرِحاً بِأَعْلى صَوْتِي: هَيَّا بِنا إلى بَلَدِكَ الْعالَمِ الْجديدِ،
نَتَجَوَّلْ في رُبوعِهِ الْفَسيحَةِ، وما أَكْثَرَها!
وبِخِفَّةٍ
كَالْبَرْقِ، قَفَزْتُ فَوْقَ ظَهْرِ صَديقي، فَانْطَلَقَ بِي في عَرْضِ
الْبَحْرِ، يَسْبَحُ بِسُرْعَةٍ فائِقَةٍ، حَتَّى كانَ يَتَجاوَزُ الْقَوارِبَ
والسُّفُنَ والْبَواخِرَ، والْحيتانَ والأَسْماكَ. وأحْياناً، يَغْطِسُ فَيَغوصُ،
ثُمَّ يَصْعَدُ فَيَطْفو، وهُوَ يُصَفِّرُ عالِياً، كَأَنَّهُ قِطارٌ مَكُّوكِيٌّ
يُنَبِّهُ الْمارِّينَ!
أصيحُ
فيهِ: كَفى مِنَ الْغَوْصِ والطَّفْوِ، فَقَدْ بَلَّلْتَ ثِيابِي وجِسْمي!
يَضْحَكُ
مِنِّي: كَيْفَ تُريدُنِي ألاَّ ألْهُوَ وأجْرِيَ وأفْرَحَ، وأنا تَخَلَّصْتُ مِنْ
تِلْكَ الْبِرْكَةِ، وسَأعودُ إلى أَبَوَيَّ وإخْوَتِي ووَطَنِي؟!
وهَكَذا
بَقِيَ يَلْهو ويَعْدو في سُرورٍ، ولَمْ يَتَوَقَّفْ إلاَّ عِنْدَ «مدن عملاقة»!
سكانها كثيرون، يتجاوز عددهم في كل مدينة ثمانية ملايين نسمة. وتحتوي على عمارات
شاهقة، ومراكز تجارية، تلقى فيها كل ما تريد من ملابس وألعاب وكتب وآلات ومواد
غذائية.. وعلى معامل ومصانع وجامعات ومساحات خضراء، ومسارح ومسابح، ومتاحف وأندية
للرياضة والترفيه، وشوارع فسيحة! وظهرت لي مَدينَةٌ ضَخْمَةٌ، لايَحُدُّها
الْبَصَرُ، فَسَألْتُهُ عَنْها: ما اسْمُ هَذِهِ الْمَدينَةِ؟
-
(نْيويورْكْ) أكْبَرُ الْمُدُنِ الأَمْريكِيَّةِ، وعاصِمَتُها الاِقْتِصادِيَّةُ.
يُسَمُّونَها (التُّفَّاحَةَ الْكَبيرَةَ) لِجَمالِها!.. ويَكْفي أنَّ ميناءَها
الأكْبَرَ في الْعالَمِ، وأنَّ شاطِئَها يَمْتَدُّ مَسافَةَ ثَمانِمِئَةٍ
وأرْبَعينَ كيلومِتْراً!
في
الْبِدايَةِ، سَمَّاها الْهولَنْدِيُّونَ «نْيو أَمْسْتِرْدامْ» وهُوَ اسْمُ
مَدينَةٍ هولَنْدِيَّةٍ. وحُذِفَتْ «أَمْسْتِرْدامْ» وعُوِّضَتْ بِ-«يورْكْ»!..
وتَشْتَهِرُ بِتِمْثالِ الْحُرِّيةِ الَّذي يُمَثِّلُ امْرَأَةً، تَرْفَعُ
بِيَدِها الْيُمْنى شُعْلَةَ الْحُرِّيةِ. وهَذا التِّمْثالُ نَحَتَهُ الْفَنَّانُ
الْفَرَنْسِيُّ «فْريدْريكْ أوغِسْتْ بارْتولْدي» وأَهْدَتْهُ فَرَنْسا لأَمْريكا
في 28 أُكْتوبَرَ 1886. ومِنْها سَنَقْصِدُ الْعاصِمَةَ، مَدينَةَ (وَاشِنْطُنْ)
التَّاريخِيَّةَ، الَّتي تَقَعُ على ضِفافِ نَهْرِ (بوتوماكْ) وتُسَمَّى باسْمِ
الْقائِدِ الْعَسْكَرِيِّ وأوَّلِ رئيسٍ لأَمْريكا «جورْجْ وَاشِنْطُنْ» عامَ
1791. وهِيَ أوَّلُ مَدينَةٍ صُمِّمَتْ لِتَكونَ عاصِمَةً وَطَنِيَّةً، صَمَّمَها
الْمُهَنْدِسُ الْفَرَنْسِيُّ «بْيارْ لانْفانْ» في الْقَرْنِ الثَّامِنَ عَشَرَ..
وهُناكَ تُشاهِدُ «الْبَيْتَ الأبْيَضَ» ومَرْكَزَ «صَكِّ الْعُمْلَةِ» والنُّصُبَ
التِّذْكارِيَّةَ لِلرُّؤَساءِ السَّابِقينَ، الَّذينَ خَدَموا بِلادي، مِثْلَ
تِمْثالِ «أبْراهامْ لينْكولْنْ» ومَكْتَبَةَ الرِّوائِيِّ «شِكْسْبيرْ» ومَتاحِفَ
الطَّوابِعِ الْبَريدِيَّةِ، والطَّيَرانِ، والتَّاريخِ الطَّبيعي الَّذي يَعْرِضُ
جُلودَ الْحَيَواناتِ وهَياكِلَها الْعَظْمِيَّةَ عَبْرَ الْعُصور، بَلْ يَعْرِضُ
حَتَّى الْحَمَّاماتِ ودَوْراتِ الْمِياهِ. هَذا عَدا الْحَدائقِ والْمُنْتَزَهاتِ
الْجَميلَةِ!
وهَذِهِ
«لوسْ أنْجْلِيسْ» الْعاصِمَةُ الثَّقافِيَّةُ والْعِلْمِيَّةُ، وأصْلُ اسْمِها
إسْبانِيٌّ، يَعْنِي (مَدينَةَ الْمَلائِكَةِ) تَجِدُ فيها مِنْطَقَةَ «هولْيودْ»
السِّينِمائِيَّةَ، ومَراكِزَ طِبِّيَّةً وتِكْنولوجِيَّةً.. وبِها أحْياءُ
مُتَنَوِّعَةٌ، يَسْكُنُها الْمُهاجِرونَ، كَالْحَيِّ الصِّينِيِّ، والْحَيِّ
الْيابانِيِّ، والإيرانِيِّ، واللاَّتينِيِّ، والأرْمينِيِّ، والتَّايْلانْدِيِّ،
والْبيزَنْطِيِّ... وكَسائِرِ الْمُدُنِ الأَمْريكِيَّةِ، سَتَتَمَتَّعُ بِمَسارِحِها
ومَتاحِفِها ومَكْتَباتِها. لَكِنْ، سَيُعْجِبُكَ أكْثَرُ لَوْ تَزورُ «ديزْنِي
لانْدْ».
-
ديزْنِي لانْدْ؟!.. ماذا تَقْصِدُ بِهَذا الاِسْمِ؟
-
هِيَ مَدينَةُ التَّسْلِيَّةِ والتَّرْفيهِ والألْعابِ، أوْ كَما يُسَمّونَها
«الْعالَمَ السِّحْرِيَّ».
عِنْدَما
تَزورُها، يَسْتَقْبِلُكَ بِبابِها الْفَأْرُ الْجَميلُ (ماوْسْ) ويَدُلُّكَ على
كُلِّ الأماكِنِ والأنْشِطَةِ، مِنْ حَفَلاتٍ تَنَكُّرِيَّةٍ، وعُروضٍ
مَسْرَحِيَّةٍ وغِنائِيَّةٍ، ومَواقِفَ هَزْلِيَّةٍ.. ومِنْ بُيوتٍ في شَكْلِ تُفّاحَةٍ
أو بُرْتُقالَةٍ، وسَياراتٍ في شَكْلِ فيلٍ أوْ أرْنَبٍ، يَرْكَبُها الصِّغارُ
والْكِبارُ مَعاً، لِيَتَجَوَّلوا في كُلِّ أنْحاءِ الْمَدينَةِ.
وكانَتْ
ديزْنِي لانْدْ في سَنَةِ 1955 حَديقَةً، أنْشَأها «والْتْ إلْياسْ ديزْنِي»
وشَقيقُهُ «رويْ» وأطْلَقا عَلَيْها اسْمَ قِصَّةٍ عالَمِيَّةٍ، عُنْوانُها «إليسْ
في بِلادِ الْعَجائبِ» ثُمَّ أُضيفَتْ إلَيْها أراضٍ أُخْرى، وبُنِيَتْ عَلَيْها
الْمَدينَةُ الْحالِيَةُ!
أوْقَفْتُهُ
عِنْدَ بابِ ديزنِي لانْدْ:
-
كَفى كَلاماً عَنْها، وتَعالَ نَدْخُلْها لِنَكْتَشِفَها..
ودَخَلْنا
«الْعالَمَ السَّاحِرَ» فَوَجَدْنا مِئاتِ الأطْفالِ يَلْعَبونَ ويُغَنُّونَ
ويَرْقُصونَ ويَتَناوَلونَ الْحَلَوِيَّاتِ والْعَصائرَ، مِنْهُمْ مَنْ
يَتَزَحْلَقُ على الْجَليدِ، ومِنْهُمْ مَنْ يَمْتَطي صاروخاً صَغيراً، ومِنْهُمْ
مَنْ يَجْلِسُ في كوبِ حَليبٍ، ومِنْهُمْ مَنْ يَصْطادُ حَماماً، وهاتِ، يا
أَلْعابُ..!
وبَعْدَ
أنْ لَعِبْنا كَثيراً، قالَ لي: الآنَ، سَآخُذُكَ إلى بَعْضِ الأنْهارِ لِتَرى
التَّماسيحَ بِعَيْنَيْكَ، ثُمَّ أعودُ بِكَ إلى بِلادِكَ!
-
حَسَناً تَفْعَلُ، ياصَديقي، فَأنا لَمْ أُشاهِدْ تِمْساحاً في حَياتِي!
وعادَ
لِيَنْصَحَنِي: لَكِنْ، عَلَيْكَ أنْ
تَجْلِسَ الْقُرْفُصاءَ فَوْقي، ولا تُدَلِّ رِجْلَيْكَ إلى الْماءِ! شُكْراً على
هَذِهِ النَّصيحَةِ، سَأعْمَلُ بِها!
وسارَ
بي مَسافَةً طَويلَةً، حَتَّى وَصَلَ إلى نَهْرٍ كَبيرٍ جِدّاً، لَمْ أرَ لَهُ
بِدايَةً ولا نِهايَةً!
أشارَ
إلَيْهِ وقالَ: هَذا أبو الأنْهارِ..!
قاطَعْتُهُ،
والدَّهْشَةُ تَرْتَسِمُ على وَجْهي: أتَدْري ماذا تَقولُ؟!.. هَلْ للأَنْهارِ
أَبٌ وأُمٌّ مِثْلَنا؟!.. لا تَهْرِفْ بِما لا تَعْرِفُ!
اِنْفَجَرَ
ضاحِكاً: يالَكَ مِنْ «نَبيهٍ»!.. أقْصِدُ أنَّ «الْمِسيسيبِّي» مِنْ أكْبَرِ
الأنْهارِ في الْعالَمِ كُلِّهِ، ولِهَذا سَمَّاهُ «الْهُنودُ الْحُمْرُ»
السُّكَّانُ الأَصْلِيُّونَ بِ-«أبي الأنْهارِ» لأنَّهُ غَزيرُ الْمِياهِ، إذ يبلغ
ستة آلاف وأربعمائة كيلومتر من نهر «ميزوري» الذي ينبع من جبال (روكي) الشمالية،
إلى مصبه في خليج (المكسيك).
ويأتي
نهر «يوكون» بـ-«آلاسكا» 3168 كيلومترًا، و«بوجراندي» 2880 كيلومترًا وغيرها
الكثير..!
اِلْتَفَتُّ
إلى ضِفَّةِ النَّهْرِ، فَلَمَحْتُ شَيْئاً ما يَتَحَرَّكُ في الْوَحَلِ. لَمْ
تَحِدْ عَيْنايَ عَنْهُ، إلى أنْ أظْهَرَ رَأْسَهُ، فَأدْرَكْتُ أنَّهُ
التِّمْساحُ يَتَرَبَّصُ بِنا، فَصِحْتُ في صَديقي الدُّلْفينِ: اِحْذَرِ
التِّمْساحَ الْمُحْتالَ، وانْطَلِقْ بِسُرْعَةٍ!
في
الْحينِ، سَبَحَ بي، يُجَدِّفُ ويُجَدِّفُ بِقُوَّةٍ، حَتَّى تَوَقَّفَ عِنْدَ
الشَّاطِئِ الَّذي حَمَلَنِي مِنْهُ. فَقَفَزْتُ مِنْ على ظَهْرِهِ، ثُمَّ
وَدَّعْتُهُ، وأنا أقولُ لَهُ: لا تَنْسَ أنْ تَزورَنِي ثانِيَةً، وتَأْخُذَنِي
إلى دَوْلَةٍ أُخْرى، يوجَدُ فيها بَنو عُمومَتِكَ مِنَ الدَّلافينِ!
بواسطة
العربي بنجلون
المصدر: 1
مواضيع تهم الطلاب والمربين
والأهالي
إقرأ أيضاً
قصة للأطفال: العصفور
والصياد والحية
قصة للأطفال: أمٌّ أضاءت
العالم
قصة للأطفال: حكاية جديدة
عن ليلى والذئب
للمزيد
معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب
الإدارة الصفية: 7
مقالات في الإدارة الصفية
إختر مهنتك: تعرف على
المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن
استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط
مراهقون: مشاكل
المراهقين وأساليب التعامل معهم
مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات
أيضاً وأيضاً
الغزل: أبحاث ومقالات عن
شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور
شعراء: نبذة عن حياة
شعراء عرب في كل العصور
الطاقة: مقالات وأبحاث
عن الطاقة بكل أنواعها
تلوث ونفايات: مقالات
وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات
كوارث طبيعية: مقالات
وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق