الصفحات

الاثنين، 27 يونيو 2022

• قصة للأطفال: دمعتا الغزالة


أخلاق

          كانت الغابةُ كبيرةً، وبعيدةً عن المُدنِ والقُرى.

          أشجارُها كثيفةٌ، ومَمَرَّاتُها ضَيِّقةٌ، والماءُ فيها وَفيرٌ.

          عاشَت، في هذه الغابة، مجموعةٌ من الغزلانِ المرحَةِ، فكانت تجدُ فيها العشبَ الطَّريَّ، والماءَ العذبَ الباردَ، والأمنَ، والحرِّيَّة، فعاشَتْ سعيدةً.

          كانتِ الغزلان، في كثيرٍ من الأيَّام، تُجري السِّباقات، وتكرِّمُ الفَائِزَ، وكانتِ الغَزَالةُ الجميلةُ «سريعةُ» الفَائزَة الدَّائمةَ في الأيَّامِ الأخيرةِ.

          وجاءَ يومٌ قَدِمَتْ فيه آلاتٌ ضَخْمَةٌ إلى الغَابَةِ، وبدأَ هديرُها يعلو...

          خَافتِ الغزلانُ، ولَجَأتْ إلى تَلَّةٍ تَقَعُ في طَرَفِ الغَابَةِ، ورَاحَتْ تُرَاقِبُ ما يَحْدثُ... رَأتْ أشْجَاراً تُقْطَعُ، وصُخوراً تُكسَّر...، ثمَّ رَأَتْ طَريقَاً سَودَاءَ تَلْمَعُ تَحْت أشعَّةِ الشَّمْسِ، وتَشُقُّ الغابةَ من أوَّلِها إلى آخرِها. ثمَّ صَارتْ تسْمعُ هديراً يرافقُ سيَّاراتٍ تسيرُ على هذه الطَّريقِ بسُرعةٍ فائقة، فتعجَّبَت منْ سُرْعَتِها هذه، وصَارَتْ تُكْثِرُ الحديثَ عنها.

          كانتِ الغَزَالةُ «سريعةُ» قد تزوَّجَت، وأنْجَبَتْ غزالةً وغزالاً، وراحت تُرْضعهما وتُعْنى بهما. رأت السَّياراتِ، وسمعَتِ الحديث عنها، فحنَّتْ إلى أيَّام السِّباقِ وأغراها التحدِّي، وقالت: أَنَا أسْرعُ منها... غداً أُريها من يَسْبِق...

          حذَّرها الكثيرون، فأصرَّت على موقفها، وخرجت إلى الطَّريق. رأَتْ سيارةً بيضاء تسيرُ على مهلٍ، فسارت إلى جَانبِها، وركَضَتْ، فسبقَتْها، فوقَفَتْ في وسطِ الطَّريق، ونَظَرَتْ إلى الغزلان لتريهنَّ  فَوزَها، لَكنَّها سُرْعَان ما وقَعَتْ على الأرضِ. شَعَرَتْ بأنَّ شيئاً قاسياً يدْفَعُها بقوَّة، فوقَعَتْ متألِّمة.

          أوقَفَ السَّائقُ السَّيارة، ونَزَلَ منها، ورَفَعَ الغزالةَ عن الأرضِ. تأمَّلَها وقَال: غزالةٌ جميلةٌ وسمينة.

          وهمَّ بحمْلِها ووضْعِها في صندوق السَّيارة، لكنَّه تَراجَعَ فجأةً... رأى ضَرْعَها (ثديها) مُكْتَنِزاً يكادُ ينقطُ بالحليبِ، وشاهدَ دَمْعَتين تَخْرُجان مِنْ عَيْنَيْها، ارْتَسَمَتْ أمامَ عَيْنَيه صورَةُ زوجتِه وطفْلَيْهما، فعَادَ ينظرُ إلى الغزالةِ وفي عينيه تِلك الصورة، فَقَرْفَصَ قُرْبْ الغزَالةِ وأَمْسَكَها فَنَفَرَتْ، أدَارَ وَجْهَها نحو الغَابَةِ قَائِلاً: عُودي، فصغارُكِ يَنْتَظرونَك.

بواسطة عبد المجيد زراقط


تابعونا على الفيسبوك

مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي

حكايات معبّرة وقصص للأطفال

www.facebook.com/awladuna

إقرأ أيضاً

 قصة للأطفال: في انتظار الشمس

 قصة للأطفال: مكتبة الأطفال

 قصة للأطفال: بائع الدندرمه

 قصة للأطفال: الدودة والعصفور

 قصة للأطفال: الضيف القادم

للمزيد              

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

قصص قصيرة معبرة 2

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

قصص قصيرة مؤثرة

الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية

إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن

استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات

أيضاً وأيضاً

قصص وحكايات

الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور

شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور

الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها

تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات

كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها

مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق