مَنْ يَحْميني
طَلَع الفجرُ أَبْيضَ مِثْلَ الحَليب.
نَهَضَ العُصْفورُ من نَوْمِهِ نَشِيطاً. رَفْرَفَ بجَنَاحَيْه، وطارَ على مَهْل،
ثمَّ حطَّ على غُصْنٍ عالٍ.
كان النَّدى يبلِّلُ غُصونَ الأَشْجارِ
وأوْرَاقَها.
رَاحَ العصفورُ يتنقَّلُ بين الأغْصانِ، ويبلِّلُ منقَاره بحبَّاتِ النَّدى ويُغَرِّدُ.
ثمَّ طَابَتْ له حبَّاتُ العِنَبِ
والتِّيْنِ، فَرَاحَ يَنْقُرُها على مَهْلٍ.
أَشْرَقَتِ الشَّمْسُ، فحيَّاها
بأغْرُودةٍ طَويلةٍ.
أطلَّتْ غيمةٌ من بعيد، فَنَفَضَ رَأسَه،
وصَاحَ بها:
لا...، لا تَقْتَربي...، لا تُشَوِّهِي
سَمائِيَ الزَّرقاء.
حَزنَتْ الغَيْمَةُ، لكنَّها ظلَّتْ
تكْبُرُ، وتَخْطو في السَّماءِ الصَّافية.
طارَ العصفورُ، وراحَ يَعْلُو إلى فوق.
نَقَلَتِ الشَّمْسُ خُطُواتها، وغَدَتْ
كرةً من لَهَب.
فَصَاحَ بها: من يَحْميني منكِ؟!
أَقْبَلتِ الغيمةُ، وغَطَّت وَجْهَ
الشَّمسِ.
صَارَ العُصفورُ في ظِلِّ الغيمةِ،
فغرَّدَ لها:
فَيْئُكِ (ظِلُّكِ) يَحْمِيني، آه ما
أحْلاكِ!
وعَلا صَوتٌ قَريبٌ منه:
ماؤكِ يَرْويني...، أنا أَهْوَاكِ!
وعَلَتْ أصواتٌ من كلِّ ناحيةٍ:
فَيْئُكِ يَحْميني، مَاؤكِ يَرْوِيني
آه ما أحلاك...! أنا أهواكِ...!
بواسطة عبد المجيد
زراقط
المصدر: https://alarabi.nccal.gov.kw/Little
مواضيع تهم الطلاب والمربين
والأهالي
إقرأ أيضاً
للمزيد
معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب
الإدارة الصفية: 7
مقالات في الإدارة الصفية
إختر مهنتك: تعرف على
المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن
استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط
مراهقون: مشاكل
المراهقين وأساليب التعامل معهم
مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات
أيضاً وأيضاً
الغزل: أبحاث ومقالات عن
شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور
شعراء: نبذة عن حياة
شعراء عرب في كل العصور
الطاقة: مقالات وأبحاث
عن الطاقة بكل أنواعها
تلوث ونفايات: مقالات
وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات
كوارث طبيعية: مقالات
وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق