ليلى والذئب
كانَتْ جَدَّةُ لَيْلَى مَرْيضَةً،
فَذَهَبَتْ، في الصَّباحِ، لزيَارَتِها.
مرَّتْ بالغَابةِ الوَاسِعَةِ، رآها
الذِّئبُ، ذُو الأنْيَابِ الطَّويلَةِ، فَفَرِحَ.
رَأتْهُ منْ بعيدٍ، فحَمَلَتْ عصَاً
غليظَةً، ومَشَتْ، وهي تهزُّها.
وَقَفَ في طَرِيقِها، وسَألَها: إلى أينَ تَذْهَبِين؟
أَجَابت: أَزُورُ جدَّتي المريْضَة.
قَالَ يحدِّثُ نَفْسَه: آكلُ جدَّتَها كما
فعلَ جدِّي الكبيرُ في ماضي الزَّمان.
وقَالَ لها: أَنَا أُحِبُّ جدَّتَك، هل
تَسْمَحين بأنْ أُرَافِقَك؟
ابتسمت، وقالت تُحدِّثُ نَفْسَها: آه لو
أقلعُ أنيابَه، فلا يَعُودُ قادراً على العدوان كما كانَ جدُّه في ماضي الزِّمان.
وقَالَت له: أَسْمَحُ لك... فهيَّا سِرْ
أَمَامي.
مَشَيا، هو يَعِدُ نَفْسَه بأكْلةٍ
شهيَّةٍ، وهي تفكِّرُ في طريقةٍ تَقْلعُ بها أنْيابَه.
وقَبْلَ أنْ يَصِلا إلى بَيْتِ جَدَّتِها،
سَبَقَتْهُ، وقَالتْ له:
انْتَظِرْ هنا قليلاً، لأُخْبِرَ جدَّتي
بقُدُومِك، ونُهيِّئ ما يليقُ بك.
قال: أنتظر...، لكن لا تَتأخَّري.
أَسْرَعَتْ، وهيَّأتْ ما به طُوَال
الطَّريق فكَّرتْ. ثمَّ نادَتْه، فأَقْبَلَ عَجِلاً، فقدَّمَتْ له وعاءً تَمْلأُه
كتلةٌ بيضاءُ كأنَّها الجبنةُ الطَّريَّةُ، وقالت له: كُلُّ هذه الحلوى الشَّهيَّة
لك.
غَرَسَ أَنْيَابَه في القِطْعَةِ على
مَهْلٍ، فَعَلِقَتْ كأنَّها بالغرِاء التصقت.
بقي يحرِّكُ رأسَه بغضبٍ، ولم يُسْمَعْ له
عواءٌ.
وزادَ من سرعةِ حركاتِ رَأْسِه وقوائِمه
وقوَّتِها ضحكاتُ ليلى وجدَّتِها الفَرِحَتين بكتابةِ حكايةٍ جديدةٍ عن لَيْلَى
والذِّئب.
بواسطة عبد المجيد
زراقط
المصدر: 1
مواضيع تهم الطلاب والمربين
والأهالي
إقرأ أيضاً
للمزيد
معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب
الإدارة الصفية: 7
مقالات في الإدارة الصفية
إختر مهنتك: تعرف على
المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن
استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط
مراهقون: مشاكل
المراهقين وأساليب التعامل معهم
مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات
أيضاً وأيضاً
الغزل: أبحاث ومقالات عن
شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور
شعراء: نبذة عن حياة
شعراء عرب في كل العصور
الطاقة: مقالات وأبحاث
عن الطاقة بكل أنواعها
تلوث ونفايات: مقالات
وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات
كوارث طبيعية: مقالات
وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق