أطلق (جون بيديل بوكاسا)
على نفسه لقب (بوكاسا الأول)، ولد في سنة 1921 وتوفي سنة 1996، وكان ديكتاتورا
عسكرياً حكم جمهورية إفريقيا الوسطى بقبضة من حديد من سنة 1966 إلى غاية سنة 1979،
وبمجرد استيلائه على الحكم، أعلن عن هذه الدولة الصغيرة التي لا تملك إطلالة على
أي بحر إمبراطورية، وأعلن عن نفسه (بوكاسا الأول) إمبراطور إمبراطورية إفريقيا
الوسطى.
كان (بوكاسا) نقيباً في
الجيش الاستعماري الفرنسي، وعندما نالت جمهورية إفريقيا الوسطى استقلالها عن
فرنسا، دعى الرئيس الجديد والأول للدولة، وهو من أقرباء (بوكاسا)، هذا الأخير
لقيادة جيش بلاده. قبل (بوكاسا) الدعوة، وبعد سنوات لاحقة، خطط لتنفيذ انقلاب
عسكري واستولى على السلطة وأعلن عن نفسه رئيساً للبلاد.
كان يعشق الإمبراطور الفرنسي (نابليون
بونابارت) كثيراً، وقد حذا حذوه من خلال إعلان نفسه إمبراطوراً على إمبراطورية
إفريقيا الوسطى، وتسبب في إفلاس بلده الفقير من خلال تنظيم حفل تتويج باهض كلف
الخزينة حوالي 80 مليون دولار، مع صناعة تاج ملكي مرصع بالألماس بلغت قيمته 20
مليون دولار.
اتسمت فترة حكمه بسنوات طويلة من الرعب،
وقد كان يشرف بنفسه على عمليات التعذيب والتنكيل بالمشتبهين في التورط في أعمال
إجرامية، كما سَنّ عدة قوانين غريبة جداً، منها أن اللص تقطع أذناه أثناء اقترافه
لجريمتيه الأولتين ثم تقطع يده بعد ذلك، كما كان يشرف شخصياً على تعذيب كل من كان
يشك فيه على أنه معارض سياسي له، ثم كان يطعم جثته للتماسيح والأسود التي كان
يحتفظ بها في حديقة حيوانات خاصة.
اتُهم كذلك في عدة مناسبات باقتراف
انتهاكة تناول لحم البشر، خاصة عندما نشرت مجلة (باريس ماتش) صوراً أظهرت إحدى
ثلاجاته مملوءة بجثث أطفال، ومن بين الفضائع والأهوال التي اقترفها خلال فترة
حكمه، ولعلها أكثرها شهرة هي اعتقال المئات من تلاميذ المدارس في سنة 1979 لأنهم
رفضوا اقتناء الزي المدرسي الرسمي الذي تبيعه شركة تعود لإحدى زوجاته.
أشرف (بوكاسا) شخصياً على قتل أكثر من
مائة طفل على يد حرسه الإمبراطوري، وقد كانت تلك القطرة التي أفاضت الكأس، حيث بعد
مدة وجيزة قام الجيش الفرنسي بإنزال قواته الخاصة في إفريقيا الوسطى وخلع
(بوكاسا).
فرّ (بوكاسا) إلى المنفى في فرنسا، غير
أنه في غضون سنوات قليلة أفلس وقضى على كل تلك الأموال التي حصلها من السلب والنهب
الذي سلّطه على شعبه أثناء فترة حكمه، وغرق وعائلته في فقر مدقع، وهو الأمر الذي
تناقلته وسائل الإعلام عندما قُبض على أحد أبنائه يسرق الطعام من أحد المتاجر.
عاد (بوكاسا) إلى إفريقيا الوسطى حيث حوكم
سنة 1986 وثبتت إدانته بالقتل والاغتيال والخيانة وحُكم عليه بالإعدام. تم تخفيف
العقوبة إلى السجن المؤبد، غير أنه أطلق سراحه في سنة 1993، وعاش ثلاثة سنوات أخرى
قبل أن توافيه المنية في سنة 1996.
إقرأ أيضاً
للمزيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق