خرجت امرأةٌ عفيفةٌ
حسناء إلى حمّامٍ معروف باسم "حمام منجاب"، فلم تعرف طريقه وتعبت في
المشي، فرأت رجلاً على باب داره فسألته عن الحمام فقال: هو هذا وأشار إلى باب داره،
وكان باب داره يشبه باب هذا الحمام!
فلما دخلت أغلق عليها
الباب، ولما رأت نفسها في داره وعلمت أنه قد خدعها أظهرت له البشر والفرح
باجتماعها معه، وقالت خدعةً منها وتحليلاً للتخلص مما أوقعها فيه وخوفاً من فعل
الفاحشة: يصلح أن يكون معنا ما يطيب به عيشنا، اشترِ لنا شيئاً طيباً من الطعام
وعجّل العودة إلينا، فقال الساعة آتيك بكل ما تريدين وتشتهين.
وخرج وتركها في الدار ولم يغلقها لأنه كان
واثقاً بها وبرغبتها، فاشترى الرجل ما يليق ورجع المنزل فوجدها قد خرجت وذهبت،
فهام الرجل بها وأكثرَ لذكرها وصار يمشي كالمجنون في الطرق والأزقة وهو يقول:
يَا رُبَّ قـائـلـةٍ يَـوْمـاً وقـد
تعبت أَيْـــن الــطَّــرِيــقُ إِلَـى حــمّـــامِ
مــنْـجَـــــاب
فسمع من خلف باب بيتٍ
رداً على كلامه من الجارية التي هربت منه:
هلا جعلـت لَهَا إِذْ ظَفِـرتَ بهَا حرْزا على الدَّار أَو قُفلاً على الْبَاب؟
إِنْ يَنْفَد الرِّزْقُ فَالرّزَّاقُ
يَخْلِفُهُ وَالعِــرْضُ إِنْ نْـفَـدَ فمِـنْ أَيْــنَ يُــنْجَـابُ؟
فازداد هيامه بها واشتدّ هيجانه ولم يزل
كذلك حتى كان هذا البيت:
"يَا رُبَّ قـائـلـةٍ يَـوْمـاً وقـد
تعبت أَيْـــن الــطَّــرِيــقُ إِلَـى حــمّـــامِ
مــنْـجَـــــاب"
هو آخر كلامه من الدنيا وكان كلما قيل له:
قل لا إله إلا الله يقول هذا البيت.
إقرأ أيضاً
للمزيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق