كان
الأمير شديد التعلق بأصحابه، يسهر معهم ويجالسهم ولا يتركهم أبداً.. ولاحظ أبوه
الملك ذلك التعلّق، فطلب من رجل حكيم أن يعلّم ابنه الشاب حقيقة الدنيا والأصحاب.
جاء الحكيم إلى الأمير الشاب وسأله: مولاي الأمير.. ماهو
المعدن الذي تحبه أكثر من باقي المعادن ؟
أجاب الأمير الشاب في ثقة: الذهب طبعاً لأنه أغلى
المعادن وأثمنها، وهو المعدن الذي يليق بالملوك والأمراء.
لم
يجب الحكيم وظل صامتاً، ثم ذهب إلى خدم القصر وطلب منهم أن يصنعوا تمثالين لهما
نفس الشكل تماماً، أحدهما من الذهب الخالص، والآخر من الطبشور المطلي بماء الذهب.
بعد
يومين أحضر الحكيم التمثالين أمام الأمير، انبهر الأمير من جمال التمثالين ودقة
صنعهما، فسأله الحكيم عن رأيه بالتمثالين، فأجاب حمزة متعجباً: التمثالان رائعان جداً
مصنوعان من الذهب الخالص!!
ابتسم
الحكيم وطلب من الأمير أن يدقق فيهما أكثر، أجاب الأمير غاضباً: ليس هناك أي فرق بينهما،
كلاهما رائع ومن الذهب الخاص، ألا تعرف أن كلام الملوك لا يعاد.
صمت
الحكيم لحظة وطلب من الخادم أن يرش الماء على التمثالين، اندهش الأمير وهو يرى أحد
التمثالين يتلاشى ويذوب، والآخر المصنوع من الذهب الخالص يزداد لمعاناً وبريقاً..
نظر
الأمير الشاب إلى الحكيم يريد تفسيراً للأمر، فقال الحكيم بحب ومودة: هكذا الناس والأصحاب يا أميري
الحبيب.. عند الشدائد تعرف معدنهم الأصيل، فالذهب يزداد لمعاناً وبريقاً، أما
الطبشور سريعاً ما يتلاشى ويختفي كأنه لم يكن.
هزّ
الأمير رأسه وفهم ما يريده والده الملك منه، وقبّل رأس الحكيم بحب وهو يحتضنه..
الحكمة
من القصة : لا تمشي وراء أهوائك أو ما تصوره لك عيناك، لا تُعرَفُ قيمة الإنسان
الحقيقية إلا وقت الشدة، فمن تركك وقت الشدة لا يستحق أن يكون معك وقت الرخاء، ولا
يشغلك الظاهر دائماً فالجمال الداخلي أهم بكثير.
تابعونا على الفيس بوك
مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي
قصص للأطفال وحكايات معبّرة
إقرأ أيضاً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق