استطاع
المنصور أن يسيطر على الحكم في الأندلس بعد وفاة الخليفة الأموي الحكم المستنصر في
366هـ/ 976م، قام بعزل الوزير المصحفي، وزجّ به في غياهب السجون، كما قتل وشرّد
عدداً من أبنائه وأقربائه.
ومن
محبسه المظلم الكئيب القابع في أسفل قصور مدينة الزهراء العامرة، بدأ الوزير
المنكوب في إطلاق صيحات الاستغاثة والمناشدة للمنصور، واستخدم في سبيل ذلك، بلاغته
وحسن نظمه اللذان لطالما عُرف بهما من قبل.
ومن
الأشعار البليغة والموجعة، التي أرسل بها الشاعر المسجون لسجّانه ليترفق به ويعفو
عنه، ومنها قوله:
عـفـــا
الله عـنـك ألا رحمــة تجود بعفوك إن أبعدا
لئن
جلّ ذنب ولم أعتمده فأنت أجلّ وأعلى يدا
وقوله
كذلك:
هـبـنـي
أســأت فـأيــن العـفــو والكــرم إذ
قادني نحوك الإذعان والندم
يا
خير من مدت الأيدي إليـه أمـا تـرثى لشـــيخ
نعــاه عــنـدك الــقــلـم
ورغم
كل تلك المناشدات، فإن المنصور لم يعفُ عن المصحفي، وظل المصحفي في سجنه إلى آخر
عمره.
تابعونا على الفيس بوك
مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي
قصص للأطفال وحكايات معبّرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق