بعد
الغذاء أمسك أحمد الجريدة اليومية وبدأ يقرأ فيها كعادته فجاء إليه ابنه الوحيد رامي يقول: "أبي! هلم نلعب
معًا!"
- أنت تراني مشغولًا بقراءة الجريدة!
- أريد أن ألعب معك، أنت
تقرأ الجريدة كل يوم. هلمّ نلعب الآن.
- سألعب معك بعد نصف ساعة.
لم تمر النصف ساعة ثم
جاء إليه ابنه الوحيد رامي يقول:
هلم نلعب معًا.
أدرك أحمد أنه لا مفرّ من
ذلك إلا بأن يترك الجريدة ويلعب مع طفله الوحيد رامي، أو أن يشغله في شيء حتى
ينتهي من قراءة الجريدة، عندئذ أمسك بمقص وأحضر صفحة لجريدة قديمة كان بها صورة
الكرة الأرضية، وصار يقصها إلى أجزاء صغيرة ثم قال لرامي أن يجمع هذه الأجزاء معًا
لتعيد تكوين صورة الكرة الأرضية كما كانت.
توقع أحمد أن طفله يقضي ساعة
لإعادة تكوين صورة الكرة الأرضية. لكن على غير المتوقع في دقائق قليلة جدًا عاد
إليه رامي يقول: "أبي! لقد قمت بتكوين صورة الكرة الأرضية، هلم نلعب
معًا!"
دُهش أحمد لذلك وقال له:
"كيف جمعتها بهذه السرعة العجيبة؟!"
أجابه الطفل: "إنها
سهلة جدًا... وراء الصورة توجد صورة طفلٍ صغيرٍ، جمعت صورة الطفل، فتكونت صورة
الكرة الأرضية التي من خلفه!"
صمت أحمد قليلًا، ثم أخذ
ابنه في حضنه يقَّبله وهو يقول: هلم نلعب معًا يا بني".
أدرك أحمد أن تكوين شخصية
طفلٍ صغيرٍ يمكن أن تكون بركة لإعادة تكوين البشرية على الأرض كلها.
تابعونا على الفيس بوك
مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي
قصص للأطفال وحكايات معبّرة
إقرأ أيضًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق