الصفحات

السبت، 25 مايو 2013

• قصة وعبرة: الحفيد والأم والجد

جلست الأم ذات مساء تساعد أبناءها في مراجعة دروسهم، وأعطت طفلها الصغير البالغ الخامسة من عمره كراسة للرسم حتى لا يشغلها عما تقوم به من شرح ومذاكرة لإخوته الباقين..

وتذكرت فجأة أنها لم تحضر طعام العشاء لوالد زوجها الشيخ المسّن الذي يعيش معهم في حجرة خارج المبني في الفناء.. وكانت تقوم بخدمته ما أمكنها ذلك، والزوج راضٍ بما تؤديه من خدمه لوالده الذي لا يستطيع ترك غرفته لضعف صحته. أسرعت بالطعام إليه، وسألته إن كان بحاجة لأي خدمات أخرى ثم انصرفت عنه. وعندما عادت إلى ما كانت عليه مع أبنائها.. لاحظت أن الطفل يقوم برسم دوائر ومربعات، ويضع فيها رموزًا.. فسألته: مالذي ترسمه يا حبيبي؟
أجابها بكل براءة: إني أرسم بيتي الذي سأعيش فيه عنما أكبر وأتزوج،
أسعدها رده، وقالت: أين ستنام؟ فأخذ الطفل يريها كل مربع ويقول: هذه غرفة النوم، وهذا المطبخ، وهذه غرفة لإستقبال الضيوف... وترك مربعًا منعزلاً بعيدًا خارج الإطار الذي رسمه، فتعجبت، وقالت له: ولماذا هذه الغرفة خارج البيت، منعزله عن باقي الغرف؟ أجابها: إنها لكِ ولأبي، سأضعكما فيها تعيشان كما يعيش جدي الكبير.
صُعقت الأم لما قاله ولدها، فأسرعت واستبدلت غرفة والد زوجها بالغرفة المخصصة لاستقبال الضيوف، والتي عادة ما تكون أجمل الغرف وأكثرها صدارة في الموقع. ولما عاد الزوج من الخارج، فوجئ بما رأى، وعجب له، فسألها: ما الداعي لهذا التغيير؟
أجابته والدموع تترقرق في عينيها: إني أختار أجمل الغرف التي سنعيش بها أنا وأنت إذا أعطانا الله عمرًا، وعجزنا عن الحركة، وليبق الضيوف في غرفة الفناء، ففهم الزوج ما قصدته، وأثنى عليها لما فعلته لوالده الذي كان ينظر إليهما ويبتسم بعين راضية.



تابعونا على الفيس بوك
مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي
قصص للأطفال وحكايات معبّرة


إقرأ أيضًا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق