في قَدِيمِ الزَّمَانِ، كَانَ هُنَاكَ صَيَّادٌ يُعْرَفُ بِحُبِّهِ لِلْبَحْرِ وَعِشْقِهِ لِلطَّبِيعَةِ، يَتَّخِذُ مِنْ ضِفافِ النَّهْرِ مَسْكَنًا لَهُ، وَيَأْتِي يَوْمِيًّا مُفْعَمًا بِالأَمَلِ، حَامِلًا مَعَهُ مَزَامِيرَهُ السَّاحِرَةَ. فِي أَحَدِ الأَيَّامِ، تَحْتَ أَشِعَّةِ الشَّمْسِ الذَّهَبِيَّةِ الَّتِي تَتَلَأْلَأُ عَلَى صَفْحَةِ المَاءِ، أَخَذَ الصَّيَّادُ مَزَامِيرَهُ الْعَتِيقَةَ وَجَلَسَ بِجَوَارِ النَّهْرِ، عَازِفًا أَلْحَانًا عَذْبَةً تَبْعَثُ فِي النُّفُوسِ الْحَيَاةَ.
لَكِنْ،
رَغْمَ الْجَمَالِ الَّذِي أَنْشَأَهُ، لَمْ يَكُنْ لِلْمَاءِ أَنْ يَسْتَجِيبَ
لَهُ. لَمْ تُخْرِجِ سَمَكَةُ ْواحِدَةُ أَنْفَهَا مِنْ بَيْنِ الْأَمْوَاجِ الْمُتَلَاطِمَةِ.
فَتَمَلْمَلَ فِي جِلْسَتِهِ، وَقَرَّرَ أَنْ يُلْقِيَ بِشَبَكَتِهِ فِي الْمَاءِ،
فَاسْتَعَدَّ بِإِرَادَةٍ وَثِقَةٍ، وَعِنْدَمَا سَحَبَهَا، كَانَتْ مَمْلُوءَةً
بِكُنُوزِ السَّمَاءِ؛ سَمَكٌ يَرْقُصُ فِي الشَّبَكَةِ كَمَا يَرْقُصُ
الْعُشَّاقُ تَحْتَ ضَوْءِ الْقَمَرِ.
ثُمَّ،
اسْتَأْنَفَ عَزْفَهُ، وَفِي تِلْكَ اللَّحْظَةِ الْعَجِيبَةِ، بَيْنَمَا كَانَتِ
السَّمَكَاتُ تَتَقَافَزُ فِي الشَّبَكَةِ، تَعَجَّبَ الصَّيَّادُ مِنْ
مَنْظَرِهَا، فَقَالَ بِحَمَاسٍ: "أَحَقًّا تَرْقُصُونَ الآنَ عِنْدَمَا
أَعْزِفُ؟"
فَأَجَابَتْهُ سَمَكَةٌ عَجُوزٌ، وَقَدْ بَدَتِ الْحِكْمَةُ فِي عَيْنَيْهَا: "نَعَمْ، أَيُّهَا الصَّيَّادُ، فَحِينَمَا تَكُونُ فِي قَبْضَةِ إِنْسَانٍ، فَلَا مَناصَ لَكَ مِنْ أَنْ تَأْتَمِرَ بِأَمْرِهِ".
قصة وحكمة: أرنب بري من أجل الشبل
قصة وحكمة: الثعلب وهيبة ملك الغاب
للمزيد
معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب
الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية
إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن
استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط
مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم
مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات
أيضاً وأيضاً
الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور
شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور
الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها
تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات
كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها
مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية
مصدر الصورة: 1
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق