حكايةٌ من البيرو
عاش ضفدع فوق جبل عالٍ من جبال الإنديز. كان الضفدع يعيش في غدير صغير به مياه باردة. لم يكن الضفدع المسكين يشبه أي ضفدع سواه، فقد ولد وساقه الأمامية اليمنى ضعف الساق الأمامية اليسرى! كما أن ساقيه الخلفيتين متناقضتان أيضاً. وكم تمنى لو أنه ولد مثل باقي الضفادع، حتى لا يعرج وهو يقفز في مياه الغدير!
قُربَ
الضفدع الحزين، كانت تعيش فتاة حزينة، أسيرة في كهفٍ صاحبُه نسرٌ أسود اللون ضخم
الجناحين، اختطفها إلى ذلك المكان العالي، وجعلها تخدمه كل يوم تُعدُّ له العش،
وتنظف الكهف، وتطهو الوجبات لذلك الطائر العملاق.
كان
الضفدع يتسلّل إلى العش، بعد أن يرى النسر محلقاً بعيدًا، باحثاً عن فريسة، ويقترب
ليسمع غناء الفتاة الحزينة. كان اسم الفتاة النجمة المضيئة، وكانت تغني وتقول: متى
ترجع النجمة المضيئة إلى والديها؟
ذات
يوم، عاد النسر إلى كهفه وكان الضفدع لايزال هناك، فسمع حوارًا بين الفتاة
المسكينة والنسر العملاق الذي بدأ بالسؤال:
«هل جهزتِ لي العشّ تمامًا، لكي أنام على الريش براحة تامة»؟.
ردت
الفتاة: «نعم يا سيدي».
قال
النسر: «وأين عشائي»؟
أجابت
الفتاة: «إنه جاهز يا سيدي. ولكن هل تسمح لي أن أذهب
إلى الغدير لأغسل ثيابي»؟
رد
النسر بغضب: «بالطبع لا، هل تعتقدين أنني طائر أحمق؟ لا
بد أنك ستذهبين لتحاولي الهرب»!.
قالت
الفتاة وهي ترجو النسر: «لن أهرب، ولكن يجب أن أغسل الملابس،
وسأنظفها بضربها بالصخرة على الماء، ومادمت تسمع صوت الصخر يدق المياه فهذا يعني
أنني مازلت هناك».
رد
النسر بعد لحظات: «إذن ستدقين الملابس بالصخر فوق المياه.
وتعودين، وإلا طرتُ إليك حين تتوقفين وضربتك أنا بالصخرة فوق رأسك»!.
ذهبت
الفتاة بصُرَّة الملابس إلى غدير المياه. وبدأت تبكي وهي تضرب الصخر بالملابس
لتنظيفها. كانت تتذكر وجه أبيها ووجه أمها فتذرف الدموع وتتمنى العودة إليهما.
حينئذ
قال لها الضفدع الذي كان يتبعها: «أرجوك لا تبكي، سوف أساعدك! أنا أستطيع أن
أُغَيِّرَ شكلي إلى أي شيء أو شخص أو حيوان. وسوف أقوم بضرب الصخر بدلاً منك، حتى
تستطيعي الذهاب بعيدًا والهرب من هذا السجن».
قَبَّلَتْ
الفتاة الضفدعَ فوق رأسه، وأخذت تسبح في الغدير، نزولاً إلى سفح الجبل. بعد أن
اطمأن الضفدع لوصول الفتاة بعيداً عن الجبل، ووصولها إلى قريتها، توقف عن ضرب
المياه بالصخرة. حينئذ أسرع النسر نحو الغدير، وراح الضفدع، يسبح تحت المياه!
حاول
النسر العثور على الفتاة، وراح يتبع الضفدع الذي كان لايزال في صورة فتاة، دون
فائدة. ثم عاد الضفدع إلى صورته الطبيعية، ورجع إلى بيته. لدهشته وجد أن أقدامه قد
عادت تشبه أقدام عائلته. كانت الرحلة الطويلة قد عدلت ساقيه. كما أن نجمة مضيئة
كانت تلمع فوق رأسه في المكان الذي قَبَّلَته فيه صديقته الفتاة (النجمة المضيئة).
ترجمة
مروة إسماعيل
المصدر: 1
مواضيع تهم الطلاب والمربين
والأهالي
إقرأ أيضاً
قصة للأطفال: فندق النجمة الساطعة
قصة للأطفال: الفتاة والفهدة السوداء
للمزيد
معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب
الإدارة الصفية: 7
مقالات في الإدارة الصفية
إختر مهنتك: تعرف على
المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن
استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط
مراهقون: مشاكل
المراهقين وأساليب التعامل معهم
مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات
أيضاً وأيضاً
الغزل: أبحاث ومقالات عن
شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور
شعراء: نبذة عن حياة
شعراء عرب في كل العصور
الطاقة: مقالات وأبحاث
عن الطاقة بكل أنواعها
تلوث ونفايات: مقالات
وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات
كوارث طبيعية: مقالات
وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق