كلمات
كان يا مكان في قديم الزمان، سيّدة عجوز تدعى "بائعة الكلمات"، تبيع الكلمات لمن يدفع ثمنها، كلّ يوم تمرّ على القرى والحقول لتبيع هذه الكلمات، في أحد الأيام رأت "بائعة الكلمات" صديقين يتشاجران على الطريق، فقالت لهما: هل أبيعكما( كلمة) تصلح بينكما؟
نظر الصديقان لبعضهما البعض، وقالا: نعم نريد ذلك.
فقالت لهما "بائعة الكلمات": هنالك شرط كي أبيعكما هذه الكلمة، وهو أن تزرعا على حافة الطريق الكثير من الأشجار، وهذا هو ثمن الكلمة.
وافق الصديقان على شرط "بائعة الكلمات"، وقاما بزراعة العديد من الأشجار، وعادا متعَبين وهم يضحكان ويتحدّثان في سعادة، فأخرجت لهما "بائعة الكلمات" من صندوقها الخشبي إحدى الكلمات وأعطتها لهما، وعندما قرأها الصديقان كان مكتوب عليها "التسامح".
قالت لهما "بائعة الكلمات": يا صديقيَّ، حافظا على هذه الكلمة لتبقى الصداقة بينكما دائمًا.
ثم ودّعتهما بعد أن وعداها بالحفاظ على هذه الكلمة، واصلت بائعة الكلمات طريقها، وهي تنادي بصوتها:
كلمات،
كلمات من ذهب، من يدفع فيها أكثر؟
وبينما هي تمرّ بالجبال الخضراء والحقول، وجدت حقلاً يابسًا ليس فيه زرع، وسمعت رجلاً يصرخ بِقوّة، ويضرب ثيرانه بِقسوة، سألته "بائعة الكلمات": ماذا يحدث؟ ولماذا تضرب ثيرانك هكذا؟
نظر إليها صاحب الحقل وأجابها في غضب: لقد توقّفت الثيران عن إطاعه أوامري، ولم تعد تحرث الأرض، سنموت من الجوع لو لم تحرث الأرض!
قالت له "بائعة الكلمات": هل أعطيك كلمة تحلّ بها هذه المشكلة؟
فأجابها صاحب الحقل: نعم.
فقالت له: وهل أنت مستعد لِدفع ثمن الكلمة؟
فهزّ الرجل رأسه قائلاً: نعم سأفعل.
قالت له "بائعة الكلمات": ثمن هذه الكلمة أن تعطي الثيران الماء والعشب وتعالج جراحها.
قام الرجل بِعلاج جراح الثيران وإطعامها حتى تحسّنت، فأخرجت له "بائعة الكلمات" كلمة وضعتها بين يديه فقرأها، وكان مكتوب عليها "الرحمة".
قالت له "بائعة الكلمات": هذا ما تحتاج اليه يا صديقي لتحرث ثيرانك الحقل، إذا رحمت هذه الثيران واعتنيت بها ستحرث الحقل وسينبت من جديد.
ثم تركته وواصلت طريقها حتى وصلت إلى قصر كبير تجمّع عنده الكثير من الناس، وكانوا يصرخون في غضب ضد الملك، دخلت "بائعة الكلمات" على الملك فوجدته غاضبًا أيضًا، وقد أمر جنوده بضرب الناس المتجمّعين على باب القصر.
قالت له "بائعة الكلمات": هل أدلّك أيها الملك على كلمة تجعل الناس يهدؤون ويرجعون إلى بيوتهم؟
فأجابها الملك: سأعطيك الكثير من الذهب لو استطعت ذلك.
فقالت له: أيها الملك لا أريد الذهب ثمنًا للكلمة، وإنّما ثمنها أن تتنكّر بزيّ عامّة الناس، وتختلط بهم، وتستمع إليهم.
لبس الملك زيّ عامّة الناس وتنكّر ونزل بينهم، وأخذ يستمع إلى قصص الفقراء والمظلومين على باب الملك، وعندما عاد وضعت "بائعة الكلمات" بين يديه كلمة مكتوب عليها" العدل" ففتح الملك أبوابه للناس، وأعلن أنه سيستمع لشكواهم ويساعدهم على حلّها.
في آخر اليوم كانت "بائعة الكلمات" قد باعت الكثير من كلماتها للناس، ولم يتبقَّ معها غير كلمة واحدة، رأت من نافذة أحد البيوت والِدَين يشعلان الشمع فقد أقبل الليل، ويطعمان أولادهما الذين كانوا يضحكون ويلعبون في سعادة، وكان البيت يمتلئ بالضحكات والدفء، طرقت "بائعة الكلمات" الباب، وقالت لهما: أنا "بائعة الكلمات"، لقد بعت كلّ كلماتي ولم يتبقَّ غير كلمة واحدة، أريد أن أعطيكما هذه الكلمة بلا ثمن فحافظا عليها حتى تظلّا سعيدَين.
وعدها الوالدان بالحفاظ على الكلمة، وودّعاها وهما يعلّقانها على باب بيتهما، وقبل أن ترحل "بائعة الكلمات" كانت تنظر في سعادة للكلمة المعلّقة، وتبتسم وهي تردّد: "المحبّة" إنها أعظم الكلمات.
المصدر: 1
مواضيع تهم الطلاب والمربين
والأهالي
إقرأ أيضاً
قصة للأطفال: سلمى والسيدة دمعة
للمزيد
معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب
الإدارة الصفية: 7
مقالات في الإدارة الصفية
إختر مهنتك: تعرف على
المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن
استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط
مراهقون: مشاكل
المراهقين وأساليب التعامل معهم
مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات
أيضاً وأيضاً
الغزل: أبحاث ومقالات عن
شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور
شعراء: نبذة عن حياة
شعراء عرب في كل العصور
الطاقة: مقالات وأبحاث
عن الطاقة بكل أنواعها
تلوث ونفايات: مقالات
وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات
كوارث طبيعية: مقالات
وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق