الصفحات

الجمعة، 24 أبريل 2020

• قصة حرب: هنيبعل يقضي على الرومان

في الرابع والعشرين من حزيران 217 قبل الميلاد، استدرج الجنرالُ القرطاجي "هنيبعل" قائدَ الجيش الروماني نحو الخوض في مطاردة سريعة؛ استطاع "هنيبعل" باستخدام الحيلة والدهاء تضليله وحمله على الدخول في شركٍ نَصَبَه له على طول الضفة الشمالية لبحيرة "تراسيمان"، وهناك كَشَّرَ "هنيبعل" عن أنيابه لمطارديه الغافلين بـ"أكبر كمين تكتيكي حربي" في التاريخ، نظراً لأعداد الجيوش الهائلة المتورطة فيه.

بعد أن تمكن "هنيبعل" بنجاح من هزيمة جيشين رومانيين في شمال إيطاليا في سنة 218 قبل الميلاد، تم إرسال قناصلة روما المنتخبين في سنة 217 قبل الميلاد على رأس جيشين كبيرين من أجل وضع حدٍ لتهديد "هنيبعل" المستمر والمتزايد. كان أحد هذه القناصلة (غايوس فلامينيوس) قد شَكَّلَ جيشاً بلغ تعداده 30 ألف رجل سار بهم جنوباً من أجل الدفاع عن روما. تبعه "هنيبعل" وزحف بجيشه بسرعة أكبر فتجاوز (فلامينيوس) وكَمَنَ بين جيش (فلامينيوس) وروما.
بدأ "هنيبعل" حملة تدمير وحرق الأرياف والمدن التي صادفها في طريقه جنوباً نحو روما. أُجبِر (فلامينيوس) بهذا على الإسراع بجيشه للحاق "هنيبعل" قبل أن يصل القرطاجيون لروما ويعيثوا فيها فساداً.
بينما واصل "هنيبعل" زحفه جنوباً، وصل إلى موقع مناسب جداً لنصب كمين على الضفة الشمالية لبحيرة (تراسيمان)، على بعد حوالي 150 كليومتر عن روما. نصب "هنيبعل" معسكره على الجهة الشرقية من طريق ضيق، حتى يستطيع رصد (فلامينيوس) عندما يصل إلى هناك.
وضع "هنيبعل" قوات مشاته الثقيلة أمام المعسكر في مواجهة الطريق الضيق الذي سيأتي عبره الرومان، وقام بإخفاء فرسانه، وقوات مشاته الخفيفة، وحلفائه الغاليِّين، وقبع منتظراً قدوم خصمه.
عندما وصل (فلامينيوس) إلى مدخل الممر الضيق في صبيحة 24 تموز ورأى المعسكر القرطاجي مع قواته واقفة على أهبة الاستعداد أمامه منتظرة الخوض في المعركة، شعر براحة لكونه قد أطبق أخيراً على خصمه، ولرغبته الكبيرة في عدم ترك "هنيبعل" يَفِرُّ منه مجدداً، زحف بالجيش نحوه دون أن يستكشف الهضاب المحيطة شمال الطريق الضيق.
ومما ساعد على إخفاء مواقع الوحدات القرطاجية في الغابات هو الضباب الكثيف الذي ساد تلك الصبيحة وجعل الرؤية معتمة كثيراً.
بمجرد دخول آخر جندي روماني في جيش (فلامينيوس) للدرب الضيق، أُطلقت الأبواق ونُفِّذ الشرك، وسارعت قوات "هنيبعل" المختبئة للهجوم جنوباً على ميمنة ومؤخرة الرومان، الذين سرعان ما وجدوا أنفسهم محاطين من جهة الشرق والشمال والغرب بالعدو، بينما حاصرتهم مياه البحيرة جنوباً. مُسِحَ جيش (فلامينيوس) تماماً، ومن بين 30 ألف رجل الذين ساروا معه إلى المعركة ذلك اليوم، قُتِلَ حوالي النصف أو غَرِقَ في البحيرة، بينما أُخِذَ النصف الآخر أسيراً.

المصدر: 1
المصدر: 2
إقرأ أيضاً
للمزيد              
أيضاً وأيضاً



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق