تحدّى رجلٌ حكيم أحد
طلابه ويدعى كَمُّون بِصُنع سُمّ زعاف لمعرفة من منهما الأبرع، واقترحا أن يجرباه
على بعضهما، صَنَعَ كمون السُمّ أولاً وسقاه للرجل الحكيم وانتظر.
أستطاع الحكيم أن يعالج
نفسه بتجريح جسده ليخرج الدم مع السُمّ، ودهن جسمه بالعسل لتتجمع عليه الحشرات،
تمتص الدم وتنقيه من السُمّ.
تفاجأ كمون بأن الحكيم لم يمت، فذهب إلى
الحكيم وسأله: متى تسقيني الُسم؟ فأجاب الحكيم ببرود: "سأسقيك أسقيك يا كمون".
تمر الأيام والأسابيع والحكيم معتكف في
البيت، فيزداد قلق كمون ويسرع إلى الحكيم: متى الوعد يا حكيم؟ فيجيبه بكل هدوء:
"سأسقيك أسقيك يا كمون".
جُنّ جنون كمون وتضاعف رعبه وهلعه حتى مات
من القلق والخوف دون أن يشرب سُمّ الحكيم.
فصار هذا مثلاً على الوعد الكاذب الذي قد
يودي بصاحبه إلى الجزع، ويقال "عالوعد يا كَمُّون".
ويقال أيضاً أن الكمون من النباتات التي
تحتاج إلى قليل من السقي، وكان الفلاحون يتجاوزونه عند سقيهم لمزروعاتهم، فاحتج الكمون
وطالب بالعدالة ومساواته بباقي المزروعات، وكان الفلاحون يعدونه خيراً، إلا أنهم
كانوا ينكثون بالوعد دائماً... فصارت "عالوعد يا كمُّون" مثلاً.
قال الشاعر:
لا تجعلوني ككمون ٍ بمزرعة ٍ إن
فاتهُ السقي أغنتهُ المواعيدُ
فيديو: https://www.youtube.com/watch?v=xHgFIw5fr0g&t=15s
فيديو: https://www.youtube.com/watch?v=xHgFIw5fr0g&t=15s
إقرأ أيضاً
للمزيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق