يُقال أن حنظلة بن صفوان هو نبي قد بُعِثَ لقوم من
"ثمود" ممن نجوا من الإهلاك، وكان الله قد خلق العنقاء على عهد موسى
وجعلها تتغذى على الحيوانات حول بيت المقدس، وكانت عملاقة ذات وجه بشري ولها أربعة
أجنحة وعنق طويل ملون وهيئة مهيبة.. فلما مضي زمن موسى هاجرت إلى بلاد العرب وعاشت
على جبل بجوار البقية الباقية من ثمود.
وكانت العنقاء تتغذى على طيور الجبل، فلما أتت عليهم
جميعاً هبطت وصارت تختطف الأطفال وتذهب بهم بعيداً ولهذا سُمِيَت "عنقاء
مُغَرِب" (التغريب هو الإبعاد)، فشكا الناس ذلك إلى حنظلة، فدعا حنظلة الله
أن يريحهم منها، فأرسل الله عليها صاعقة أحرقتها وانقطع نسلها، ثم إن قوم حنظلة لم
يؤمنوا به رغم ذلك، واعتدوا عليه فقتلوه و"رسّوه" أي دفنوه، فأهلكهم
الله.
كما
روى البعض أن حنظلة بن صفوان كان نبياً أرسله الله للعرب في عهد الملك البابلي
نبوخذنصر (بختنصر في المصادر التراثية)، فلما كفروا به سلط الله عليهم نبوخذنصر
ليقتلهم كما فعل ببني إسرائيل، ولكن تلك الرواية تجعل من مبعث حنظلة قبل عيسى
بقرون.
ويعلق
ابن كثير على ذلك بقوله أن حنظلة بن صفوان وغيره قد يكونوا أناساً صالحين دعوا
الناس لعمل الخير فاعتبرهم البعض أنبياء.
إذاً
فقد ربط أصحاب تلك الروايات عن حنظلة بن صفوان بين كائن العنقاء الخرافي، الذي عدّه
العرب ثاني المستحيلات بعد الغول وقبل الخلّ الوفي، والذي استوردته كذلك الثقافة
العربية من الثقافتين الفينيقية والمصرية القديمة.
هذا
من ناحية، والرغبة، من ناحية ثانية، في إشباع الفضول حول بعض غوامض القصص القرآني
مثل "أصحاب الرُس"، وكذلك فقد حاولوا أن يجعلوا للعرب أنبياء كما كان
لبني إسرائيل مثلاً.
تابعونا
على الفيس بوك
مواضيع تهم
الطلاب والمربين والأهالي
قصص للأطفال
وحكايات معبّرة
إقرأ أيضاً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق