يقول السلطان مراد الرابع أنه حصل له في إحدى
الليالي ضِيقٌ شديد ﻻ يعلم سببه، فنادى رئيس حرسه وخرج معه متخفياً
كعادته لتفقد الرعية حتى وصل إلى حارةٍ جانبية، فوجد رجلاً مرمياً على اﻷرض، حرّكه
السلطان فإذا هو ميت والناس تمر من حوله، سأل السلطان الناس عنه، فقالوا: هذا فلان
الزنديق الزاني شارب الخمر.
قال السلطان: أليس هو من أمة محمد عليه الصلاة والسلام!
احملوه معي إلى بيته، ففعلوا... ولما رأته زوجته أخذت تبكي، ذهب الناس وبقي
السلطان ورئيس حرسه، أخبر السلطان الزوجة أن الناس تقول عنه كذا وكذا حتى أنهم لم
يكترثوا لموته!
قالت:
كنت أتوقع هذا، إن زوجي كان يذهب كل ليلة إلى الخمارة يشتري ما استطاع من الخمر ثم
يحضره للبيت ويصبه في المرحاض ويقول: "أخفف عن المسلمين"... وكان يذهب
إلى من تفعل الفاحشة يعطيها المال ويقول لها: "هذه الليلة على حسابي، أغلقي
بابك حتى الصباح"، ويرجع يقول: "الحمد لله، خفّفت عنها وعن شباب
المسلمين الليلة!"... فكان الناس يشاهدونه يشتري الخمر ويدخل على المرأة،
فيضمرون له الشرّ، وقلت له مرة إنك لو مت لن تجد من يغسلك ويصلي عليك ويدفنك من
المسلمين، فضحك وقال: "ﻻ تخافي! سيصلي عليَّ سلطان المسلمين والعلماء والأولياء".
فبكى
السلطان مراد وقال: صدق والله، أنا السلطان مراد... وفي اليوم التالي غسّلوه وصلى
عليه السلطان والعلماء والمشايخ، وساروا في جنازته، ودفنوه...!
تابعونا على الفيس بوك
مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي
قصص للأطفال وحكايات معبّرة
إقرأ أيضاً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق