نشأت "مانيا
سلادوفسكي" اليتيمة في بولندا، أثناء فترة الحرب الروسية على بلدها، وعلى
الرغم من أن العلم كان ممنوعاً على النساء آنذاك وعقوبته النفي إلى سيبيريا،
تعلّمت مانيا مع نساء أخريات بولنديات سرّاً، لاسيما أنّها تعلمت القراءة والكتابة
عبر مشاهدة أختيها وهما تتعلمان ذلك، وصارت معلمة لدى أسرة ريفية ثرية مدة ثلاث
سنوات، وذلك في السر أيضاً.
سافرت إلى باريس لتكمل
دراستها في جامعة السوربون الفرنسية وهي في الرابعة والعشرين، حيث دعيت باسم ماري،
لتنال جائزة في الفيزياء، تبعتها جائزة أخرى في الرياضيات، ورغم الظروف الصعبة
التي أجبرتها على التقشف لجمع المال والقوت، استكملت دراستها وصارت واحدة من بين
اثنتين من النساء المتبقيات في الجامعة، لتتصدر ترتيب الأنوثة في مجال العلوم.
وأثناء
بحثها عن عمل لتوفير المال والعلم، سنحت لها فرصة عمل في مختبر بيير كوري؛ الباحث
والدكتور في جامعة السوربون، والذي لم يكن يرى جدوى من العلاقات العاطفية لانهماكه
في أمور العلم، لكنه سرعان ما وقع في غرام ماري، ليتزوجا بعد ذلك بمدة وجيزة عام 1895م،
ونتيجة حبّهما العاطفي والعلمي الكبير، وعملهما المشترك بين العاطفة والكيمياء،
اكتشفا معاً عنصر الراديوم والبولونيوم عام 1898م، ليحصلا بعدها على جائزة نوبل في
الفيزياء.
أنجبا
طفلة دعيت إيرين، وتابعا تربيتها بطريقة علمية، مدونين ملاحظات طوال فترة نموها،
لتكبر أيرين وتحصل على جائزة نوبل مع زوجها أيضاً! توفي بيير كوري نتيجة حادث سير
عام 1906، فأخذت مكانه في السوربون لتصبح بذلك أول أستاذة أنثى تدرّس في الجامعات،
مستكملة وحدها عزل معدن الراديوم الخالص، وفي عام 1934، توفيت ماري نتيجة مرض في
الدم لكثرة تعرضها للأشعاع.
تابعونا على الفيس بوك
مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي
قصص للأطفال وحكايات معبّرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق