كان عند أحمد سلحفاة
جميلة صغيرة، يلعب معها وتلعب معه في حديقة منزله.
في يوم قارس البرودة لبس أحمد
ملابس ثقيلة، وذهب إلى الحديقة كي يلعب مع سلحفاته، فوجدها مختبئة في صندوقها
ترتجف من البرد.
نادى أحمد على سلحفاته كي
تخرج من قوقعتها وتلعب معه، لكنها لم تخرج..
نادى ونادى حتى علا صوته،
وبدأ بالصراخ ولكنها لم تخرج.
غضب أحمد منها وأخذ
يضربها بغصن شجرة، فلم تخرج.
أخذها ورماها بقوة على
الأرض، ولكنها لم تخرج.
حملها معها وهو غاضب،
ودخل بيته وجلس أمام المدفأة كي يتدفّأ.
فوجد أمّه جالسة أمام
المدفأة تنظر إليه وهي تبتسم، ثم قالت:
- ما لك يا حبيبي غاضباً
من سلحفاتك؟؟ ألأنها لم تستجب لك ولم تخرج كي تلعب معك؟ .
هزّ أحمد رأسه والدمعة
تكاد تقفز من عينيه.
وما هي إلا لحظات حتى
أخذت السلحفاة تُخرج رأسها من قوقعتها، وتنظر إلى أحمد كي يلعب معها.
نظر أحمد إلى السلحفاة
بدهشة، ثم نظر إلى أمه فرآها تبتسم وتهزّ رأسها، وكأنها تقول له أرأيت!!
قال أحمد:
- لماذا يا ماما خرجت
الآن، ولم تخرج عندما ناديتها، بل وضربتها أيضاً.
قالت أم أحمد:
- أرأيت يا حبيبي!
السلحفاة خرجت عندما شعرت بالدفء، ولم تخرج عندما كانت تشعر بالبرودة، أي أن الغضب
والقسوة لم تنفع معها ولم تخرج من بيتها، ولكنها عندما تركتها ترتاح وتُدفئ جسدها،
خرجت إليك كي تلعب معها.
وهكذا يا حبيبي كن دائماً
مع أصدقائك، لطيفاً لبِقاً تحبهم فيحبونك.
مجلة الفاتح
مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي
قصص للأطفال وحكايات معبّرة
إقرأ أيضًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق