كان حسان ولداً قوياً يحب مساعدة
الآخرين.
وبينما كان يسير في الشارع سمع صراخ
امرأة عجوز.
ركض نحوها وسألها عما بها، فأجابته أن
لصاً ضخماً، يلبس بلوزة زرقاء، قد سرق محفظتها وهرب في هذا الاتجاه.
ركض حسان في اتجاه اللص، فرأى رجلاً
ذا عضلات مفتولة يركض في الشارع، ويلبس بلوزة زرقاء كما قالت المرأة العجوز.
عرف حسان أنه هو اللص بعينه، ولكن
منظر اللص وقوته الظاهرة على عضلاته جعلته يرتجف خوفاً.
توقف قليلاً يفكر، هل يستمر بمتابعة
هذا اللص، وإذا اقترب منه هل يستطيع الإمساك به، وهو بهذه القوة؟
لكنه وعد المرأة العجوز أن يعيد لها
ما سرقه اللص منها، ووعد الحر دين.
فخطرت له فكرة رائعة، فالذكاء يغلب
القوة دائماً.
أخذ حسان يتابع اللص دون أن يشعر به
اللص، دخل اللص حارة ثم خرج منها إلى حارة أخرى، وهكذا مدة ساعة ونصف الساعة،
وحسان يتابعه بحذر شديد.
وصل اللص إلى حارة ضيقة، ودق جرس باب
صغير.
فتح الباب رجل آخر أطول وأعرض من هذا
اللص، وأخذ ينظر هذا الرجل إلى الخارج هنا وهناك، كأنه يخشى أن يراه أحد المارة.
شعر حسان أن هذا البيت قد يكون وكراً
لمجموعة من اللصوص.
ذهب حسان إلى أقرب مركز للشرطة،
وأخبره بما رآه.
ذهبت مجموعة من الشرطة وداهموا البيت
الذي دلّ عليه حسان، فوجدوا اللصين وهما يعدّان النقود من الحقائب التي سرقوها من
الناس.
ألقت الشرطة القبض على اللصين
المحترفين.
ووضعوا على صدر حسان وسام الشجاعة.
فرح حسان بهذا الوسام، ولكن فرحه كان
أكثر لأنه أوفى بوعده للمرأة العجوز، وأعاد إليها ما سرقه اللص منها.
غرناطة
الطنطاوي
تابعونا على الفيس بوك
مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي
قصص للأطفال وحكايات معبّرة
إقرأ أيضًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق