أعلن مدير مدرسة ابتدائية في إحدى مدن اليابان لطلابه: "سأخبركم بمفاجأة
جميلة، غدًا جلالة الملك سيزور مدرستنا، أتظنون ماذا يجب أن نفعل؟"
أجاب طفل: "كل منا يقدم
هدية رمزية لجلالة الملك، فإننا سمعنا عنه الكثير، إنه يحب الأطفال، غدًا
سيكون يومًا تاريخيّا، تسجله المدرسة ولن ننساه أبدًا".
وافق كل الأطفال على
هذا الاقتراح وخرج الكل بتهليل ماعدا الطفلة الصغيرة كريستين، لقد انطلقت من
المدرسة وهي تتمشى ببطءٍ شديدٍ والدموع تتسلل من عينيها.
في الطريق التقت كريستين
بسيدة عجوز صديقة الأسرة، احتضنتها السيدة العجوز، وصارت تسألها: "ما لك يا
حبيبتي كريستين؟"
لم تستطع كريستين أن تجيب
بكلمة بل انفجرت في البكاء، بعد قليل قالت كريستين للسيدة:
"إني أحب الملك جدًا، ومنذ
سنوات اشتاق أن أراه، إنه سيزور مدرستنا غدًا، كل الأطفال سيقدمون له
هدايا ثمينة.
إنني لا أملك شيئًا، وأسرتي
فقيرة جدًا لن تستطيع أن تشتري أية هدية لجلالة الملك.
لا أعرف ماذا أفعل غدًا؟
استحالة امتنع عن الذهاب إلى
المدرسة أو أذهب وأبقى أنا وحدي لا أقدم هدية!"
مسحت السيدة دموع الطفلة
وبابتسامة عذبة قالت لها: "خذي هذا الإناء، وغدًا قبل ذهابك إلى المدرسة ضعي
فيه من الثلج المتراكم
على التلّ الذي بجوار المدرسة.
انتظري حتى يقدم الأطفال هداياهم،
ثم قدّمي هذا الإناء للملك، فإنه سيقبل هديتك بفرح".
في طاعة كاملة نفذت الطفلة
ما قالته لها السيدة، وبالفعل إذ استقبلت المدرسة الملك، وقدّم الأطفال الهدايا،
كان الملك قد أُرهق جدًا، فتقدمت الطفلة إلى الملك وانحنت أمامه وهي تقول له: "سيدي
جلالة الملك، إني أحبك جدًا، إنني من أسرة معدمة تمامًا، لكن قلبي غني بحبه لك، إنني
غنية جدًا، لأن لي ملك مثلك يحب الأطفال، إني أقدّم لك هذا الثلج الذي
قد ذاب في إناء متواضع".
أمسك الملك بالإناء، وشرب
منه وهو يقول لها: "يا لكِ من طفلة محبة وحكيمة، لقد قدمتِ لي أثمن من كل ما
قدمه لي أي إنسان في المملكة، أتقبلين أن تلتحقي بقصري؟ فإنني بالحق أكون سعيدًا
أن تكوني ابنتي، الأميرة الصغيرة المملوءة حبًا وحكمة".
صفّق جميع الحاضرين، وتهلل
الكل، فقد تبنّى الملك طفلة من هذه المدرسة.
تابعونا على الفيس بوك
مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي
قصص للأطفال وحكايات معبّرة
إقرأ أيضًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق