آمن ديكارت الفيلسوف الفرنسيّ (1596–
1650م)، بقدرة العقل البشريّ للوصول إلى الحقائق اليقينيّة، إذا ما أحسن الإنسان
استخدامه حسناً..
ولكي نضع العقل على الطريق الصحيح
للبحث عن اليقين، يجب أن نفرغ كل ما فيه من معرفة سابقة، وذلك بأن نشك ولو لمرّة
واحدة فى هذه المعرفة، لأنَّ بعضها قد يكون صحيحاً وبعضها الآخر قد يكون غير صحيح،
وقد توصّل ديكارت من خلال الشك المنهجيّ، إلى إثبات ثلاث حقائق يقينيّة
متدرّجة ومترابطة معا ألا وهى:
وجود النفس
فالشك يؤدي إلى ضرورة وجود فاعل يشك،
أو ذات مُفكِّرة تقوم بعمليّة الشك، وإلا فمن ذا الَّذي يقوم بالشك؟ إذاً، فالَّذي
يشك لابد أن يكون مُفكِّراً، والَّذي يُفكِّر لابد أن يكون كائناً موجوداً، لأنَّه
لا يمكن للعدم أو لغير الموجود أن يُفكِّر مُطلقاً.
وجود الله
إنَّ الإنسان عندما يشك ويفكِّر، يشعر
دائماً بأنَّه كائن غير كامل، يأتى به كائن غيره إلى الوجود، ليحيا ثمَّ يفنى بعد
فترة قصيرة ويُصبح عدماً، هذا بالإضافة إلى أنَّه يشعر بالنقص والعجز، إزاء كثير
من حقائق الوجود الَّتي لا يقدر أن يفهمها أو يفسِّرها، وشعور الإنسان بالنقص
معناه أنَّ لديه فكرة عن الكمال فى ذهنه، هى الَّتي يُقارن بها نقصه الدائم، فمن
أين جاءته هذه الفكرة عن الكمال؟ بواسطة الله الكامل، فهو الَّذي قدر غرسها في
صميم تكوينه.
وجود العالم
إذا كان الله كاملاً، وهو الَّذي غرس
فى نفوسنا الناقصة فكرة الكمال، فإنَّه لابد أن يكون أيضاً صادقاً، لأنَّ الكذب
ليس من طبيعة الكمال أبداً، إذاً، يجب على الإنسان أن يؤمن بالصدق الإلهيّ، وهذا
الصدق هو الَّذي يجعلنى أطمئن إلى صحة إدراكي لهذا العالم بكل ما فيه من
الموجودات، وتصبح كافة حقائقه يقينيّة واضحة أمام عقلي.
مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي
قصص للأطفال وحكايات معبّرة
إقرأ أيضًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق