الصفحات

الثلاثاء، 13 مايو 2014

• قصة للأطفال: الثورُ ومالكُ الحزينُ.. (قصة من الفلبين)


هل انتبه أحد إلى أنه دائمًا، وخصوصًا في أوقات المطر، يقف مالك الحزين على ظهر الثور من غير أن يعترض الثور على ذلك؟ أتعلمون لماذا؟

الإجابة هي أن الثور يعرف جيدًا أنه لا يستطيع طرد هذا الطائر ذي المنقار الطويل ومنعه من الوقوف على ظهره في أي وقت يشاء. وإليكم القصة من البداية:
ذات يوم، لم يكن الثور ومالك الحزين على وفاق تام، ولم يتحدث أحدهما مع الآخر أيامًا طويلة، على الرغم من أن الجميع كان يراهما معًا: في النهر أو في الحقول الواسعة، ولكن ما لا يعرفه الجميع هو أنهما كانا يتجولان سويًا بلا رغبة حقيقية وبلا محبة صادقة.
ومع ذلك، فقد داس الثور على كبريائه، وكان البادئ في الكلام فتحدث إلى مالك الحزين قائلا:
"اسمع يا مالك الحزين، حتى لا يستمر الخصام بيننا ولا يتكرر بعد الآن، ما رأيك أن نتنافس، والذي يفوز يكون من حقه أن يأمر الآخر بكل ما يريد؟".
رفع مالك الحزين منقاره وقال: نعم، موافق، من الأفضل ألا يصبح بيننا أي خصام بعد اليوم، ولكن أخبرني، ما هو هذا التنافس الذي تتحدث عنه؟
قال الثور: اسمع جيدًا، فلنذهب إلى النهر ونرى، من منا سيشرب من مائه أكثر.
فرد مالك الحزين متعجبًا:
من سيشرب أكثر؟ من المؤكد أنك تمزح! بالطبع يا عزيزي الثور أنك من سيشرب أكثر، فجسمك أكبر من جسمي بكثير وبطنك يتسع للماء أكثر من بطني الصغير.
وبعد جدال قصير، وافق مالك الحزين على اقتراح الثور، واتفقا على أن يلتقيا أمام النهر في صباح اليوم التالي. ولكن بدلاً من الاتفاق القديم، أصبح الفائز في الاتفاق الجديد، ليس من يشرب من ماء النهر أكثر، وإنما ذلك الذي يستطيع أن يجعل ماء النهر أقل من السابق، أما الجائزة فهي أن ينفذ المهزوم كل ما يطلبه منه الفائز.
وهكذا قرر الثور ومالك الحزين ووقع اختيارهما على البقرة والحصان والكلب وبعض الطيور ليكونوا لجنة التحكيم، وعندما افترقا في ذلك اليوم، لم يعُد مالك الحزين إلى بيته، إذ طار إلى النهر ووقف على غصن شجرة وأخذ يراقب جريان الماء في النهر، فلاحظ أن المد يحدث في وقت الصباح فيغطي الماء شاطئ النهر، أما الجزر فوقته في منتصف النهار، حيث يقل الماء ويبتعد عن ضفتي النهر.
عند شروق شمس اليوم التالي، اجتمعت الحيوانات والطيور على شاطئ النهر، ووقفت تنتظر بفارغ الصبر مشاهدة المسابقة الشائقة. وما هي إلا دقائق حتى وصلت لجنة التحكيم، فيما وقف الثور قريبا من ضفة النهر وهو ينظر إلى الحيوانات والطيور ويقول في سره: «سوف أريكم بعد قليل كم من الماء سيدخل بطني». وعندما شاهد إشارة لجنة التحكيم، نزل مسرعًا إلى النهر وبدأ في شرب الماء، وظل يشرب ويشرب حتى ظن جميع الحاضرين بأنه لن يتوقف عن ذلك أبدًا. وهكذا، حتى امتلأ بطن الثور من الماء، فرفع رأسه ليفاجأ بأن ماء النهر ظل كما هو ولم ينقص منه شيء!
قرر بعدها مواصلة الشرب ولم يتوقف عن ذلك حتى فاض الماء من فمه.
عندئذ، صعد ببطء إلى الشاطئ، وألقى بنفسه على العشب ونام نومًا عميقًا.
جاء دور مالك الحزين ليظهر قوته، وكان الماء ساعتها يفيض على الشاطئ. وعندما وجهت له لجنة التحكيم إشارة البدء، اعترض على ذلك وقال: علينا الانتظار حتى يستيقظ الثور. يجب أن يشاهد بعينه كيف أشرب الماء، فربما لن يصدق بأنني سأنتصر عليه.
وهكذا بقي الجميع ينتظرون حتى يستيقظ الثور من نومه، فمرّت ساعة وساعتان وثلاث ساعات، وبعد مرور أربع ساعات، استيقظ الثور، فقال متحدثًا إلى مالك الحزين: والآن جاء دورك يا مالك الحزين، نريد أن نرى ماذا سيحمل منقارك الطويل من الماء؟
فنزل مالك الحزين إلى النهر ووضع منقاره الطويل على صفحة الماء، وكان الماء ساعتها في حالة جزر، وبدأ ينقص شيئاً فشيئاً، وينحسر عن الشاطئ، وعندما شاهد الجمهور ذلك، ظنوا أن مالك الحزين هو الذي يشرب الماء ويجعله يتناقص. أما الثور، فقد اعترف بهزيمته وأعلن استعداده تنفيذ كل ما يطلبه مالك الحزين.
وهكذا، ومنذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا، يقف مالك الحزين على ظهر الثور في الوقت الذي يحلو له دون أن يعترض الثور على شيء.

تابعونا على الفيس بوك وتويتر
مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي
قصص للأطفال وحكايات معبّرة
إقرأ أيضًا

قصة وحكمة: ظننتُ أني أُشفقُ أكثر من الخالق

قصة للأطفال: البطة الذهبية (قصة من بولندا(

أسباب رسوب الطلاب.. و 10 خطوات نحو النجاح

قصة وعبرة: خلاف وعتاب بين ابن وأمه

قصة ملهمة: زوج يضحي بنفسه من أجل زوجته

قصة وعبرة: غريق ينقذ غريقًا (إنما الأعمال بالنيات)

  

للمزيد



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق