قصة وحكاية: • قصة للأطفال: عبدوس البخيل والكنز المفقود

المال وسيلة، لا غاية

في قريةٍ صغيرةٍ مليئةٍ بالحبِّ والتعاونِ، كان يعيشُ رجلٌ يُدعى "عبدوسُ". لكنه كان مختلفًا عن أهلِ القريةِ، فهو لم يحبْ مشاركةَ الآخرينِ ولم يكن ينفقُ مالَه حتى على نفسهِ وأطفالِه! كان الناسُ يتعجبونَ من بخلِه، فهو يملكُ كنزًا من الذهبِ، لكنه يخفيهِ في الأرضِ ولا يستخدمُه أبدًا

كان عبدوسُ رجلًا بخيلًا جدًّا، لا ينفقُ مالَه على الطعامِ الجيدِ، ولا يشتري الملابسَ الجديدةَ لأطفالِه أحمد وسعاد، وكان دائمًا يخافُ من أن ينقصَ مالُه. كان يذهبُ كلَّ يومٍ إلى مكانٍ سرّيٍّ خارجَ القريةِ، حيث دفنَ كنزَه، ليتأكدَ أنَّه ما زال هناكَ.

كان أهلُ القريةِ يشعرونَ بالحزنِ على أطفالِه، فهم يلبسونَ ملابسَ قديمةً، ولا يحصلونَ على ألعابٍ مثلَ بقيةِ الأطفالِ. في أحدِ الأيامِ، سمع لصٌّ عن عبدوس وعن كنزِه المخفيِّ، فقرَّر مراقبتَه لمعرفةِ مكانِه. وبالفعلِ، في ليلةٍ مظلمةٍ، تسلَّل اللصُّ إلى المكانِ الذي دفنَ فيهِ عبدوس الذهبَ وسرقَه بالكاملِ!

في الصباحِ، ذهبَ عبدوس كعادتِه ليتفقدَ كنزَه، لكنه لم يجدْ شيئًا! صرخَ وبكى بشدَّةٍ، فسمعَه جارُه الطيبُ لبيب، وجاءَ ليسألَه عن السببِ. وعندما أخبرَه عبدوس أنَّ ذهبَه قد سُرقَ، ابتسمَ سعيدٌ وقالَ له: "لكن لماذا تحزنُ يا عبدوس؟ أنت لم تكنْ تستخدمُ الذهبَ أبدًا، فوجودُه مثلَ عدمِه! كان يمكنكَ دفنُ حجرٍ بدلًا منه ولن يكونَ هناك فرقٌ!"

وقفَ عبدوس صامتًا، وفكَّر في كلامِ لبيب. أدركَ أنَّه كان يعيشُ حياةً تعيسةً، رغمَ ثروتِه الكبيرةِ. لقد كان يخافُ أن ينفقَ مالَه، لكنه الآنَ فقدَ كلَّ شيءٍ ولم يستمتعْ بهِ أبدًا!

منذ ذلك اليومِ، تغيَّر عبدوس، وبدأ يستخدمُ مالَه بحكمةٍ. اشترى لأطفالِه ملابسَ جديدةً، وألعابًا جميلةً، وبدأ يساعدُ المحتاجينَ في قريتِه. أصبح أكثرَ سعادةً، واكتشفَ أنَّ مشاركةَ المالِ بحكمةٍ تجلبُ الفرحَ، وأنَّ المالَ وُجدَ ليُستخدمَ لا ليُدفنَ!

منذ ذلك الحينِ، أصبح عبدوس محبوبًا في القريةِ، وتعلَّم أنَّ المالَ ليس سرَّ السعادةِ، بل حُسنُ استخدامِه. أمَّا أحمد وسعاد، فقد شعروا بالفرحِ لأنَّ والدَهم تغيَّرَ وأصبحَ يهتمُّ بسعادتِهم. وهكذا، عاش الجميعُ في سعادةٍ وهناءِ!

المالُ وسيلةٌ للسعادةِ وليس غايةً، ومشاركتُه مع الآخرينِ بحكمةٍ تجعلُ الحياةَ أجملَ!