الصفحات

الأحد، 28 يناير 2024

• قصة مشاهير: وليم شكسبير يسرق الغزال


ناقوسُ خطر

في ذلكَ المساءِ الرَّبيعيِّ الجميلِ، تسلّلَ الطِّفلُ وليمْ شكسبيرْ إلى حديقةِ السيّدِ لوسي شارْلكوتْ... وتقدّمَ بخُطىً بطيئةٍ هادئةٍ نحو غزالٍ صغيرٍ، كان قابعاً تحتَ شجَرةٍ ظليلةٍ، يُمَلّي عينيهِ بألوانِ الورودِ والزهورِ العَبِقَةِ بِأَريجِهَا الذَّكيِّ، وبزقزقةِ الطيورِ، ورَفرفةِ الفراشاتِ المُلوّنةً.

فجأةً، أَحَسَّ الغزالُ الوديعُ بخَشخَشَةٍ بينَ أغصانِ الشَّجرةِ المُتدليّةِ. الْتَفَتَ بسرعةٍ، إذا بالطفلِ يقفزُ عليهِ في لَمحَةِ البصرِ، ويُمسكُ بهِ من قرنيهِ الصغيرينِ...

أرادَ أنْ يَنفَلِتَ منْ بينِ يديهِ، فلمْ يستطعْ، ولمْ يلبثْ وليمْ أنْ جرَّ الغزالَ منْ قرنيهِ نحوَ الخرقِ الذي أحدثهُ في سياجِ الحديقةِ.

في تلكَ اللحظةِ، حضرَ السيدُ لوسِي، فوجدَ الطفلَ يجرُّ الغزالَ، لم يُصَدِّقْ عينيهِ. دَعَكَهُمَا جيدًا، ولمّا تأَكَّدَ، تَقَدَّمَ منْ وليمْ غاضبًا. ثمَّ أَمسكَ بأذنيهِ، وجذبهمَا، كمَا فعلَ الآخرُ للغزالِ:

ماذَا تفعلُ في حديقتِي، أيّها الطفلُ الشَّقيُّ؟! كَيْفَ تجرؤُ فتدخلهَا بلا إذنٍ منّي، وتجرّ هذا الغزالَ اللطيفَ؟!

ردّ وليمْ مُتَلَعثِمًا:

- أيْ... أيْ.... أذني... إنكَ تؤلمنِي..!

لَمَعَتْ عينَا لوسِي:

قُلْ لِي: وأنتَ، ألمْ تؤلمِ الغزالَ المسكينَ، عندمَا جذبتهُ منْ قرنيهِ؟!

تَوَسَّلَ وليمْ قائلاً:

- أرجوكَ، يا سيّدي، أنْ تسامحنِي... أنَا لمْ أفعلْ شيئًا سَيِّئًا أستحقُّ عليهِ عِقابًا... كنتُ ألعبُ معهُ فقطُ!

ضحكَ لوسِي قائلاً:

- ولماذَا تجذبهُ نحوَ ذلكَ الخرقِ؟!... أليسَ لتذهبَ بهِ إلى منزلكَ؟!... كانَ عليكَ، يابنيَّ، أنْ تُعمِلَ عقلكَ وذكاءَكَ في مَا ينفعكَ ويفيدكَ وتملأُ فراغكَ بالدراسةِ والمُطالعةِ، بَدَلَ السَّرقةِ وتعذيبِ الحيوانِ الذي لا يستطيعُ أن يدافعَ عنْ نفسِهِ، ولا أنْ يتكلمَ ويصيحَ ويستغيثَ!

عادَ وليمْ ليتوسّلَ قائلاً:

- أتركنِي، يا سيّدي، أرجوكَ... لن أدخلَ حديقتكَ ثانيةً، ولا حديقةَ غيركَ، أو أعتديَ على حيوانٍ...

قاطعهُ لوسِي باسمًا:

- سامحتُكَ هذه المرّةَ، شرطَ أنْ تهتمَّ بدراستكَ، وتَتَأَدَّبَ أكثرَ...!

منذُ تلكَ الحادثةِ، التِي كانتْ بمثابةِ ناقوسِ خطرٍ، أصبحَ وليمْ تلميذًا نَجيباً، لا يكْتفي بدراستهِ، وإنّما يُقبِلُ بشراهةٍ على قراءةِ القصصِ والأساطيرِ والرواياتِ والأشعارِ، وتَعَلُّمِ اللغاتِ، كاللاتينيّة واليونانيّة، لِيَقرأَ أُمَّهاتِ المؤلفاتِ المسرحيّةِ في لغاتهَا الأصليةِ.

المصادر:

1.   "Shakespeare: The Biography" by Peter Ackroyd

2.   "Will in the World: How Shakespeare Became Shakespeare" by Stephen Greenblatt

اقرأ أيضاً:

قصة للأطفال: مغامرة الدبين الصغيرين

قصة وعبرة: السّكّير والقسيس

قصة للأطفال: كيف نجحتُ؟... القائد دورو

قصة مَثَل: القشّة التي قصمت ظهر البعير

قصة للأطفال: الطفل وليم شكسبير والغزال

للمزيد              

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

قصص قصيرة معبرة 2

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

قصص قصيرة مؤثرة

الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية

إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن

استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات

أيضاً وأيضاً

قصص وحكايات

الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور

شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور

الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها

تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات

كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها

مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق