الصفحات

الأربعاء، 13 ديسمبر 2023

• قصة للأطفال: الحطّابان والأسد


صديقٌ غَدّار

كان حطّابان يسيران في غابة، فرأيا آثار خطوات الأسد، فقال أَحَدُهما:

- هذه آثار الأسد!

فأجابه الآخر بخوفٍ ورعب:

- فأين نذهب؟ وماذا علينا أن نفعل؟

فقال الأول بهدوء وعزيمة:

- فلنتابع طريقنا بِحَذَر.

ولما تَوَسَّطا الغابة انصرف كل منهما إلى قَطْعِ الحَطَبِ وجَمعِهِ بِنشاطٍ وحيوية.

وحانَ وقتُ العودة، فقال الحَطّابُ الأول:

- علينا أَلّا نعود من الطريق الذي جِئنا منه!

فَأَجابَه الحطابُ الثاني:

- كيف ولِمَ؟ إنه طريقُنا الدائمُ المأمون والمُختصَر والواسع!

فقال الحطابُ الأولُ بحزم:

- أَنعودُ منه وقد رأينا فيه آثار الأسد؟

- لكن ليس معنى ذلك أنه سيمر منه ثانيةً!

- وما أدراك، فَلَعَلَّهُ يَمرُّ أثناءَ عودتِه.

- لا أظنُّ أنه سيعود منه، لقد مضى إلى حالِ سبيله.

فقال الحطابُ الأول وهو يحمل حزمة الحطب ويهمّ بالانصراف:

- افعل بنفسك ما تشاء، أما أنا فلن أسلكَ هذا الطريق، ومشى في مَمَرٍّ ضَيِّقٍ محفوفٍ بالأشواك، يَمرُّ بقمة تل مرتفع.

أما الحطابُ الثاني فأَصَرَّ على أن يعودَ من حيث أتى، وما إن وصلَ إلى الموضع المعلوم، حتى وَجَدَ الأسدَ في انتظاره، فقال له بارتباك:

- أهلاً... أهلاً بك يا عمي الأسد!

فأجابه الأسدُ باقتضاب:

- أهلاً...

وحاولَ الحطابُ إخفاءَ ذُعرِهِ بابتسامةٍ متكلّفة وهو يتساءَل:

- وماذا تعمل هنا يا عمي؟

فَمَرَّرَ الأسدُ لِسانَه على شفتيه، وقال:

- أنا مريض، وعلاجي دماغُ رجلٍ من أبناء آدم، وإن العناية الإلهية قادتك إلى طريقي، فلاشك أن في دماغك دوائي الشافي!

ذُعِرَ الحطابُ، وأدركَ خَطَأَه، لكنه تَظَاهَرَ بالاستسلام، وقال:

- مرحباً، وكلنا يهمنا شفاؤك، وأعتقدُ أنك ستصدّقني إذا أقسمتُ لك!

فقال الأسد بلامبالاة:

- أجل.

فقال الحطابُ وقد استعادَ بعضَ هدوئه:

- حسناً، أقسم لك أني لا أملك دماغًا، ولو كان لي دماغٌ لما مررتُ من طريقٍ رأيتُ فيه آثارك، وإن الذي يملك دماغًا حقاً، هو صديقي الذي يَمرُّ من هناك، عَبْرَ الممر المرتفع فوق ذلك التل.

الْتَفَتَ الأسدُ إلى حيث أشار الحطاب، ثم قال وهو يستعد للانطلاق نحو الحطاب الأول:

- حسناً، تابع أنت طريقك.

وحين سَمِعَ الحطابُ الأول خَشْخَشَةَ الحشائشِ والأغصان المُتَكَسّرة، وَوَقْعَ الخطوات المُتَوَثِّبَة، تَبَيَّنَ له خطأه القاتل، حينما أخبر صاحبه بالطريق الذي سيعود منه. وتأكَّد من غَدْرِ مَنْ ظَنَّه بالصَّديق، والذي لا يستحق هذه الصفة، فالصديقُ لا يَغدرُ بصديقه أبدًا.

أحمد زيادي

إقرأ أيضاً:

قصة وحكمة: ايفان الرهيب قيصر من جديد

قصة للأطفال: من هو الأقوى من العملاق؟

قصة وحكمة: نينو دي لينكلو شِباك الأمل

قصة وعبرة: السفر ليس للصغار

قصة للأطفال: فراشة سوداء

للمزيد              

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

قصص قصيرة معبرة 2

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

قصص قصيرة مؤثرة

الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية

إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن

استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات

أيضاً وأيضاً

قصص وحكايات

الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور

شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور

الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها

تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات

كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها 

المصدر: 1

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق