الصفحات

الأربعاء، 14 سبتمبر 2022

• قصة للأطفال: القِطُّ والهُدْهُدُ


لَوْنٌ وَصَوْتٌ

وقفَ القطُ الكبيرُ متحفزاً، عيناهُ على طائرٍ يقفزُ، ينقرُ الأرضَ ثم يقفزُ، اقتربَ القطُّ الكبيرُ خطوات عدة، سقطَ ضوءُ الشمسِ على الطائرِ، تراقصت الألوانُ أحمر أسود بني وبعض الأبيضِ، للطائرِ تاجٌ مستديرٌ له نفسُ الألوانِ.

اقتربَ القطُ الكبيرُ أكثر يدققُ النظرَ في الطائرِ، كان يقفزُ مسافةً ويطيرُ مسافةً أخرى ثم يحطُّ على الأرضِ ينقرُ فيها كأنه يبحثُ عن شيءٍ معينٍ يأكله. لفَّ القطُ المنطقةَ كلّها، لم يصادف شيئاً كهذا الطائر من قبلِ، لاحظ بعضُ الصبيانِ كانوا يلعبون الكرة ذلك، صفق أحدهم: يبدو أن القطَّ الكبيرَ لم يشاهد الهدهد من قبل. ردّ زميله علاء باسماً: أنا يا عادل لم أرْ الهدهدَ إلا منذ عدة أيام، كنت مع أبي ورأيته فسألت أبي ما هذا الشيء الذي يطيرُ يا أبي، ابتسم أبي مندهشاً: كيف لا تعرف أشهر الطيور؟ هذا هدهدٌ يا علاء!

عاد القطُّ الكبيرُ يقتربُ من الهدهدِ، قذفَ أحد الصبيان الكرةَ نحوها، طار الهدهدُ مسافة أطول من كلِّ مرة، حطّ بعيداً عن الصبيانِ والقطِ الكبيرِ، عاد ينقرُ الأرضَ، رأسُه يهتز فتتمازج ألوانُه الجميلةُ.

نظر عادل نحو علاء يسأله: لماذا أخبرك أبوك أن الهدهدَ هو أشهر الطيورِ؟ ابتسم علاء، الهدهد أخبر النبي سليمان - عليه السلام - عن مملكةِ سبأ وملكتها بلقيس، لولا الهدهد ما عرف أحدٌ عن هذه المملكة الزاهرةِ في اليمنِ. صفّقَ علاء متذكراً: آه، تذكرتُ الآن، إنها قصةُ في القرآنِ الكريمِ، هَمّوا أن يعودوا للعبِ الكرةِ، ولكن أحدهم أشار ناحيةَ القط الكبير: انظروا.. لقد اقتربَ من الهدهدِ كثيراً. ضحك علاء: يبدو أن القططَ تصابُ بالدهشةِ مثلنا.

ردّ عادل: لا، القطُّ خائفٌ من الهدهدِ.

اقترب القط كثيراً دون أن يلحظه الهدهد، يقفز الهدهدُ عدة قفزات مبتعداً عن القطِ الكبيرِ. ضحك عادل: يبدو أن الهدهدَ يرى بمؤخرةِ رأسِهِ. ابتسم علاء: كأن لديه جهازاً ينبهه لما يحدث خلفَه، طار الهدهدُ عالياً، رفع القطُّ الكبيرُ رأسه هذه المرةِ، تعكس الشمس ألوان الهدهد فتزيدَه جمالاً. اقتربَ أحدُ الأصدقاءِ ينطّق الكرة، ناظراً إلى السماءِ، مبهوراً بألوانِ الهدهدِ البديعةِ.

ليتني أستطيع إمساك هذا الهدهدِ، سأشتري له قفصاً جميلاً، وأتمتع بألوانِهِ الرائعةِ. ابتسم علاء: لم ير أحدُنا هدهداً في أحد البيوتِ، أظن أن الإنسان فشل في ترويضِ الهدهدِ. هزّ الأصدقاءُ رءوسهم موافقين على ما قاله علاء، رفعوا رءوسهم يتابعون الهدهدَ من السماء، حطَّ الهدهدُ على أحدِ الجدرانِ، أصدر صوتاً ليس فيه شيء من جمالِ ألوانِهِ، اقتربَ عددٌ من الهداهدِ، حطوا على الجدارِ بجانبِ الهدهدِ الأولِ، لم يعد الصبيانُ يميّزونه عن الآخرينِ.

الشمسُ تسقطُ على ريشِهم فتعكس ألوانَها الجميلةَ، لكن الهداهد تصدرُ أصواتَها التي لا تتناسب مع ألوانِها، لمح الصبيان القطّ الكبيرَ يقفزُ قفزات واسعة مبتعداً عن المكانِ وهو ينظر لأعلى.

ضحكَ الصبيُّ الذي تمنّى أن يمسك بالهدهدِ الأولِ: الآن عرفت لماذا لم يحاول الإنسان أن يربّي هدهداً، ألوانٌ جميلةٌ وصوتٌ منفرٌ.

تابعونا على الفيسبوك

مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي

حكايات معبّرة وقصص للأطفال

www.facebook.com/awladuna

إقرأ أيضاً

قصة للأطفال: السمكة الطموح

قصة للأطفال: الحُلّة الجديدة

قصة للأطفال: في الحلم نفعل الأعاجيب

قصة للأطفال: طائرة فادي الورقية

قصة للأطفال: مهنّد يستفيد من الدرس

للمزيد              

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

قصص قصيرة معبرة 2

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

قصص قصيرة مؤثرة

الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية

إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن

استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات

أيضاً وأيضاً

قصص وحكايات

الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور

شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور

الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها

تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات

كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها

مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية

 

المصدر: 1، 2

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق