الصفحات

السبت، 16 يوليو 2022

• قصة للأطفال: الفتاةُ والفهدةُ السوداءُ


حكايةٌ من الأرجنتين

قبل أكثر من خمسمائة عام، كان البحارة الإسبان ينطلقون بسفنهم من قارة أوربا، عابرين المحيط الأطلنطي، ليحتلوا أرضا جديدة في أمريكا الجنوبية من أجل البحث عن الذهب. وكانت شعوب أمريكا الجنوبية يسمون الإسبان بالغزاة، ويقاومونهم طويلاً دفاعًا عن أوطانهم، وثرواتهم.

في ذلك الوقت عاشت فتاة إسبانية اسمها مالدونادو، لا يزيد عمرها على خمسة عشر عامًا. كانت مالدونادو قد وصلت مع عائلتها من إسبانيا إلى بلاد الإنكا. وفي ذات يوم حاصر المقاومون مجموعة الإسبان الذين تعيش بينهم مالدونادو.

بدأ الطعام ينفد. وبدأ الإسبان يجوعون بسبب الحصار. وطلبوا من قائدهم أن يسمح لهم بمغادرة المستوطنة التي يعيشون فيها بحثا عن الطعام، لكن القائد رفض السماح لهم.

قررت مالدونادو أن تتسلل إلى الغابة. وحين بدأ الظلام وانتصف الليل، استطاعت مالدونادو أن تصل إلى الغابة. ولكنها سمعت صراخًا ونداء في كل مكان يحذر الجميع من الهبوط للغابة لأن الحيوانات المفترسة تنطلق بها.

بدأت مالدونادو تبحث عن مكان تحتمي به من الحيوانات. ولكنها سمعت أنينا ونظرت خلف بعض الشجيرات فوجدت إحدى إناث الفهود السوداء وهي تلد فهدًا صغيرا. ساعدت مالدونادو الأم وأحضرت مياهًا من النبع لتنظيفها وغسل المولود. بل وأخذت ترعى الفهد الرضيع حين كانت أمه تذهب إلى الصيد.

ذات يوم فاجأ محاربو قبيلة الإنكا الفتاة مالدونادو حين كانت تبحث عن الطعام، في غياب أم الفهد، وقاموا بأسرها. وحين وصلت إلى قرية المحاربين دهشت لأنهم لم يؤذوها، بل قاموا بتعليمها كلمات ينطقونها، وطلبوا منها أن تعلمهم أشياء تستطيعها.

عاشت مالدونادو في قرية الإنكا، حتى حدث ذات يوم أن هجمت مجموعة من المحاربين المستوطنين الإسبان على قرية الإنكا، وحين رأوا الفتاة الإسبانية طلبوا منها العودة معهم. لكن الفتاة مالدونادو رفضت أن تطيع الإسبان، وقالت إن أهل الإنكا لم يؤذوها، وإنها تفضل الحياة معهم، تتعلم لغتهم، وتعلمهم ما تعرفه.

غضب قائد الجنود الإسبان، وأخذ الفتاة عنوة (بعنف)، ثم أمر رجاله بأن يربطوها إلى شجرة في الغابة، وأن يتركوها للحيوانات الضارية تلتهمها لأنها هربت ولا تريد العودة!

بعد أيام، ذهب أهل الإنكا بحثا عن مالدونادو، وهم يظنون أنهم سيجدون بقاياها بعد أن التهمتها الحيوانات المفترسة. لكنهم لدهشتهم وجدوا مالدونادو في المكان الذي ربطها فيه الجنود، وتتمتع بصحة جيدة. ففي الأيام السابقة، حرصت أم الفهد الصغير على زيارتها وإطعامها بنفسها.

فرحت الفتاة مالدونادو برؤية أصدقائها، وعادت لتعيش معهم.

ترجمة مروة إسماعيل

المصدر: 1

تابعونا على الفيسبوك

مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي

حكايات معبّرة وقصص للأطفال

www.facebook.com/awladuna

إقرأ أيضاً

قصة للأطفال: قصر من الرمال

قصة للأطفال: امرأة الثلوج

قصة للأطفال: أيّوب... بشرى للبريد السريع

قصة للأطفال: في حقل البندورة

قصة للأطفال: عبدالله تلميذ مجتهد

 

للمزيد              

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

قصص قصيرة معبرة 2

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

قصص قصيرة مؤثرة

الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية

إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن

استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات

أيضاً وأيضاً

قصص وحكايات

الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور

شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور

الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها

تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات

كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها

مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق